عاش الوطن ..يموت المواطن !!!

محمد ليلو كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 16:11
المحور: حقوق الانسان
    

..(( نموت ويحيا الوطن )) هذه عبارة قرأتها اكثر من مرة في لوحة اعلانات المدافعين عن الحياة !!!..أنها فلسفة عجيبة تلك التي تجمع بين الموت والحياة في كفة واحدة ..يؤكد اهل المنطق انه لايمكن الجمع بين النقيضين , ولكن هذه القاعدة المنطقية هي في رأس قائمة المطلوبين للقوات الامنية , فسكان أرض البرزخ لا يمتلكون مفاهيم منطقية للحياة التي يعرفها الأحياء , ويعتبرون حياتهم عبارة عن هرطقة يجب التخلص منها لأنها عكس مفهوم الخلاص الذي يعتنقوه منذ أن دخل أول عراقي في أتون الملحمة الأولى ليخرج منها وقلبه مفعم بالأيمان بأن الحياة لا نجدها ألا في الانقراض , ويؤكد فلاسفة الهلاك أن عبارة (( نموت ويحيا الوطن )) كتبها ديناصور وطني , وتم ضمها للدستور لتنظم في قانون , وبسبب هذه العبارة المميتة ماتت جميع الديناصورات وفرغت الارض منها وأنا لله وأنا اليه راجعون ...(( نموت ويحيا الوطن ))لماذا نموت ويحيا الوطن , وكيف نموت ويحيا الوطن , وأذا متنا من يبقى في الوطن؟؟!!..أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس وهذا شيء لا يختلف فيه أثنان , وأنا أنطلق من هذا المنطلق , فلا يجوز أن ننشر ثقافة الموت فوق جغرافية الوطن ونكون دعاة موت ورافعين للشعارات الرافضة للحياة , فحتى الجندي في ساحة المعركة وأثناء الأصطدام المباشر مع العدو نراه يدافع عن الحياة ولا يقصد الأنتحار وقواتنا الأمنية ليست كتلك الاجساد المفخخة التي تتناثر اشلاء"لتتعشى مع الذي يؤمنون به كنبي رحمة , ولم يرسل الله جندا"من السماء لتنفذ مكارم الاخلاق , والقانون تم وضعه لينظم الحياة لا أن ينظم الموت , وليس من المقبول أن ترفع سيطرات التفتيش الرسمية لافتاة وشعارات انتحارية تدعوا للفناء , بل يجب أن نتعلم كلنا أن الموت لايهب الحياة ويجب أن ندرك أن المقابر ما عادت تطيق صرخات الارواح المحترقة في لعبة النار العبثية , وأذا سألني أحدهم عن التضحية فسوف أجيبه بكل يقين :_أن التذرع بالتضحية للترويج للموت ماهو إلا عداء للإنسانية ووجودها, ومن الحكمة وضع الاشياء في موضعها , ومن هذا المنطلق علينا التمييز بين الاشياء وعدم الخلط بين المفاهيم ...بدل أن نرفع شعار(( نموت ويحيا الوطن))لنرفع شعار ((نحيا لأجل الوطن)) وأن كنت من دعاة اعطاء القدسية بالدرجة الاولى للمواطن , فالقدسية أولا"للإنسان وليست للأرض أو التراب أو الاشجار والانهار , وكم اتمنى أن أقرأ في كل مكان شعارات تجعل الانسان يتفائل ويرى المستقبل بنظرة متفائلة .

#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات