أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق المنيظر - حديث مع الذات














المزيد.....

حديث مع الذات


طارق المنيظر

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 04:33
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت حينها بشرتي شاحبة أكثر فأكثر، و كنت في أمس الحاجة إلى حمام ينفث عني النعاس والدوار اللذان هاجما جثتي المرتخية، استيقظت ذاك الصباح باكرا بعد ساعة من الرقاد التي فصلت بين نهاري وليلي.
اتجهت على مهل مني تجاه الحمام، أردته باردا أكثر من اللازم، لم أستغرق في الحمام سوى بضع دقائق، تنشفت بسرعة وخرجت مهرولا، فصليت الصبح، بنية بدأ يوم جديد لم يسبق أن شابهه يوم منذ ولادتي إلى هذا الحين، تملكتني رغبة غير مألوفة في القيام بما لم أقم به طوال حياتي، ابتسمت لوحدي و شرعت في المونولوج المعهود الذي آلفته مع نفسي، بعدما وجدت ان الحوار مع الآخر غالبا لا يجدي نفعا في زمن بات فيه التناقض مبدأ في الحياة. دخلت أمي على غفلة مني فنبست بكلمات تطبعها الجدية أكثر من الصرامة "ما بك يا بني؟ أراك تتكلم لوحدك هل فقدت الصواب "واش هراب ليك الريح بالفرياخ؟" بماذا أجيبها؟ كيف أفسر لها أني لم أعد أطيق الحوار والجدال مع الناس؟ كيف أفهمها أن بناء شخصية الفرد ينطلق من محاورة الذات قبل محاورة الآخر؟ أكيد أن لا أمي و لا غيرها سيفهم هذه الترهات. لا أحد سيدرك أنني لم أعد أملك تلك الرغبة البشعة للاقتراب كثيرا من الناس المدللين الفارغين عاشقي المظاهر كثيري الثرثرة والضجيج اللذين لا أجد بيني وبينهم أي لغة مشتركة التي من الممكن أن تعطي فرصة لنوع ما من التفاعل بيني وبينهم. لن يستوعب أحد أنه لا يجب أن أتردد عن مخاطبة ذاتي قبالة المرآة، عندما تخاطب بعض الكائنات البشرية و لا تقوى على فهمك، فلربما تفهمك المرآة أفضل من البشر، فبعض أنواع البشر مثلها مثل الآلة لا تجيب الا بالضغط المستمر على الأزرار، هذا في حالة إن لم تكن هذه الأزرار عاطلة.
طاردتني في أحيان عدة فكرة قد يبدو لكم أنها لا تستحق نعتها بالفكرة، لكني وجدتها هي روح الأفكار. فعلا، عندما تتولد لديك رغبة قوية في الهروب من جميع الفضاءات سواء منها الواقعية أو الافتراضية مثل الهروب من "الفايسبوك" على سبيل الحصر، هنا تبدأ نيتك الحقيقية في البحث عن ذاتك التائهة وسط حديقة اللامعنى.
قلت مع نفسي كالعادة لن أنتظر شخصا باعني، بل سأنتظر ضواء جديداً يمكن أن يتسلل إلى قلبي الحزين فيعيد لأيامي البهجة ويعيد لقلبي نبضه الجميل لن أحاول البحث عن حلم خذلني إنما سأحاول أن أجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد، لن أقف كثيراً على الأطلال، خاصة اذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها، لكن سأبحث عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد، ولن أنظر الى الأوراق التي تغير لونها وبهتت حروفها .. وتاهت سطورها بين الألم و الوحشة. "اذا كنت تظن بأني في حياتك تحصيل حاصل فأنت في حياتي فاصل و سنواصل"



#طارق_المنيظر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صداع ليلي
- رحلت بأوساخها
- شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها بين سنذان المنافسة ...
- كفى من تهميشها!!!
- بين لذة الفكر ونشوة الجسد
- صرخة حب
- نتيجة حرمان
- عيد الميلاد العشرين
- النفوس اللعينة
- وطن بين التبعية الفكرية والاضمحلال الثقافي
- الأمل
- الزمن العاهر
- في الذاكرة


المزيد.....




- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو
- فنان من غزة يوثق معاناة النازحين بريشته داخل الخيام
- إلغاء حفلات مالك جندلي في ذكرى الثورة السورية: تساؤلات حول د ...
- أصوات من غزة.. يوميات الحرب وتجارب النار بأقلام كتابها
- ناج من الإبادة.. فنان فلسطيني يحكي بلوحاته مكابدة الألم في غ ...
- سليم النفّار.. الشاعر الذي رحل وما زال ينشد للوطن
- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق المنيظر - حديث مع الذات