نصوص ليست عابرة

صبري هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 13:55
المحور: الادب والفن
    

***
نصوص ليست عابرة

***
1 ـ بكاءُ كلبٍ
***

تَئنُّ
تَئنُّ
تَبْكي ...... ؟
لا تَبكِ يا هذا الكلبُ
فصاحبُكَ أوصدَ باباً لن تُفتحَ بعدُ
أعلمُ أنَّكَ حزينٌ
وأنَّكَ بقيتَ وحيداً
مقطوعاً في هذا العالمِ
بلا قريبٍ أو حبيبٍ
أعلمُ
أعلمُ يا هذا الكلبُ
لكني أتوسلُ إليكَ
أنْ تُوقفَ منذُ الآن بكاءً وتغادرَ أحزاناً
أنْ تبحثَ عن مأوىً آخر
عن عالمٍ بين الكلابِ
ولكي لا تشعرَ بفداحةِ الخسرانِ
أيُّها الوفيُّ
عشْ عالمَكَ بين الكلابِ
لا تبكِ بَعْدَ الآن
يا هذا الكلبُ
لا تبكِ أو تَئن
فأَنينُكَ اعْتَصرَ روحي

***
2 ـ أوراقي
***

الأوراقُ
التي مزّقْتُها قبل حينٍ في لحظةِ غضبٍ
ونَثَرَتْها في الأرجاءِ ريحٌ
الأوراقُ التي لم تُفارقْني يوماً
عادتْ واجتمعتْ عند بابِ البيتِ
وهي تقولُ :
غادرَني الكلامُ
فإليكَ عُدْني
الأوراقُ التي سوّدتُها بكلِّ الأحبارِ
عادتْ صامتةً

***
3 ـ الكراسي
***

الكراسي تدورُ
على نفسِها فارغةً تدورُ
وأنا أبحثُ عن مَقْعَد
الكراسي التي ظلّت تَرفضُني
وأنا حولَها أدورُ
انقادتْ لرغبتي أخيراً
الكراسي التي لم تعُدْ ترفضُني
والتي كفّت عنِ الدّوران
ظلّت فارغةً
وأنا أبحثُ عن مَقْعد

***
4 ـ من تلك الناحية
***

مِن تلك الناحيةِ
يأتي رجالٌ أشدّاءُ
وتأتي بكلِّ زينتِهنَّ نساءُ
يأتي باعةُ خضارٍ ، فاكهةٍ
وباعةُ بطاقاتِ اليانصيبِ
يأتي تلامذةٌ بحقائبِ الدّرسِ
تأتي الحسناواتُ الثملاتُ بروائحِ الحفلِ
ويأتي في ضحى الصيفِ السقّاؤون
وبائعاتُ الهوى
ومريدو الطرائقِ
تأتي المواكبُ والمظاهراتُ
ويأتي مِن تلك الناحيةِ الأوغادُ
مثلما يأتي الكرماءُ
يأتي الغزاةُ
و "المُحررون" والأشرارُ
مِن تلك الناحيةِ
يأتي حتى مَنْ لا يُريدُ أنْ يأتيَ يأتي
على سروجِ الخيل سابحاً

16 ـ 6 ـ 2014 برلين / الشارتيه
***

#صبري_هاشم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل