أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد خالد تغوج - واقع اللغة العربية بين السخونة الأيديولوجية والنظرة المعرفية.














المزيد.....

واقع اللغة العربية بين السخونة الأيديولوجية والنظرة المعرفية.


رعد خالد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 14:39
المحور: الادب والفن
    


واقع اللغة العربية بين السخونة الأيديولوجية والنظرة المعرفية.

بقلم: رعد خالد تغوج

ما أن يُقام مؤتمر فرنكفوني حول اللغة الفرنسية مثلاً ، حتى يتبعه آخر أنجلوساكسوني حول الإنجليزية، وهذا ليس محض صراع تراثي بين تقليد فرساي وتراث باكينجهام أو حتى ما قيل عن صراع المدن البرجوازية في العصر الحديث بين نهر السين وبحيرة التايمز، فالعلوم الإنسانية والفيزيقية بطبيعة الحال، تتطور بوتيرة أسرع ألاف المرات مما كانت عليه عصر النهضة أو عصر الملكة فكتوريا أو حتى لويس السادس عشر!

أزمة العلوم الأوروبية تحدث عنها أدموند هوسرل في كتاب سماه " أزمة العلوم الأوروبية والفينومونولجيا الترنستندالية"، والمؤتمرات التي تعقد سنوياً حول "توحيد لغة العلوم" لتصبح المراسلات والمناقشات – بالمعنى الأبستيمولوجي وليس البيداغوجي للكلمة- بين العلماء أسهل بما يتوأم مع الإنفجار الكوبرنيكي الذي تشهده علوم مثل اللسانيات أو الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا على مدار اللحظة، بالإضافة إلى سرعة إنتقال بعض المصطلحات من حقل معرفي معين كالفيزياء مثلاً إلى حقل أخر كالأنثروبولوجيا، مثل إنتقال مفهوم النسبية الأينشتاينية إلى حقل الأنثروبولجيا على يد كليفورد غيرتز الذي تحدث عن "النسبية الثقافية" ، أو إنتقال مفهوم اللاشعور من السايكولوجيا إلى الأبستمولوجيا على يد جان بياجيه.

****
دار " غاليمار" للنشر والتوزيع في فرنسا ، ومكتبة "بريل" في بريطانيا، وجامعة لايدن في هولاندا، ومعهد اللغة العربية في جامعة واشنطون( من أبرز عرابيها المستشرقة سوزان ستاتيكيفيتش)، والموسوعة الإسلامية المختصة التي صدرت عن جامعة لايدن، بالإضافة إلى الموسوعة الفرنسية التي ظهر أول عدد منها قبل الثورة الفرنسية، وكتب الفيلسوف دينس دايدرو مقدمتها وبيانها الإفتتاحي، ودائرة المعارف البريطانيا ( بريتانيكا) ، وأخيراً دائرة المعارف الأميركية ( أميركيانا)، هذا الجهد البشري الهائل وتلك المؤلفات التي أرخت الأيام والساعات والسنين بدقة علمية ، وشارك فيها علماء الإقتصاد والفلسفة والفكر والأنثروبولجيا، على مدى قرنين من الزمان، جميع تلك الجهود ، تُعد من " اللامفكر فيه بعد" و "المسكوت عنه " داخل الثقافة والبيئة العربية المعاصرة.

وعند الحديث عن تلك المؤتمرات والمناقشات العلمية التي تجري بعيداً عن المتوسط وقريبة جداً من الآيجه والأطلسي، وربما هامشية في الهندي والجزر الأندونيسية أو حتى أستراليا، نستذكر على الفور ، اللغة العربية – وذلك قبل الحديث عن المعرفة وأليات أنتاج المعرفة – حسب تعبير ميشيل فوكو – في الثقافة العربية المعاصرة، فأين هو واقع اللغة العربية ومنهجية تعريب العلوم الغربية التي أنطلقت – كما في صاروخ تشارتشر تماماً- إلى فضاء معرفي واسع وصبت في ميادين شتى بدءً من الإنسان وليس إنتهاء بدراسة الحشرات والفضاء والتقانة الحديثة ، وهنا نستذكر أيضاً أن أصغر قاموس مدرسي في أوروبا مثلاً ، عن الحشرات والفراشات وتلك الحيوانات التي سماها أليوت بالمملكة الصامتة ، لا تلاقي رديفاً أو مقابلاً عربياً لها مثل فراشة المونارش أو طير الفازانت أو حتى أفعى الكوبرا، فضلاً عن أن الكثير من المصطلحات الفلكية – والتي تم تبيئتها بنحو قهري في الثقافة العربية- لا تجد مطابقها في العربية ، ومع هذا – وبنوع من الإيديولوجيا القسرية – يتم تداولها إعلامياً بنوع من حمل كاذب!

اللغة العربية تحتوي على 28 حرف ، وهنالك – صرفياً – جذر ثلاثي و رباعي وخماسي للكلمة في اللغة العربية على المستوى المروفولجي والفونولوجي ، وهذا يعني أن القاموس العربي بإستطاعته توليد ما يزيد عن إثنا عشر مليون كلمة على أقل تقدير، وذلك طبقاً للمعادلات التالية :

الجذر الثنائي : 28 x 27

الجذر الثلاثي : 28 x 27 x 26

الجذر الرباعي : 28 x 27 x26 x25

الجذر الخماسي : 28 x 27 x 26 x 25 x 24

ومجموع هذه المعادلة هو 12,305,412) ) كلمة مولدة من الحروف الثمانية والعشرين التي هي حروف اللغة العربية، والمفاجأة التي هي من طبيعة مدهشة – كصندوق علي بابا- ليست هنا، بل بالرجوع إلى قاموس مثل معجم العين ، للخليل بن أحمد الفراهيدي ، والذي أستعمل فيه الفراهيدي نظام القلب ، نجد أن عدد كلمات هذا القاموس لا يتجاوز عشرة ألاف كلمة، أي بأصغر ثلاث مرات على أقل تقدير من قاموس كامبرديج للمصطلحات القانونية والدستورية والحقوقية الذي أشرف عليه كبار أساتذة كامبريدج، وهو أقل من حجم قاموس أكسفورد لتعابير العامية الذي أشرف عليه البرفسور جوديث سفيرنج!!

نحن أمام إشكالية تخص "المهمل" من اللغة أكثر منها تخصيصاً بالمستعمل، وهنا لابد من تجاوز المشكل العضال الذي تقام من أجله المؤتمرات العربية – وبنفس السخونة الأيديولوجيا- منذ أكثر من مئة عام حين أنشأ الملك فؤاد الأول مجمع اللغة العربي في القاهرة، والمتعلق بالحديث عن الثنائية القاتلة فصحى – عامي، ولتجاوز هذه الإشكالية المغلقة التي تشبه الجلوس على كرسي كهربائي، يجب قلب الآية والحديث لا عن العصا التي تحولت إلى أفعى ، بل عن وجود العصا نفسها التي تعد – من منطلق علم المنطق أو اللوجيكا – فرضية ومقدمة أولى ، لكنها واهية وغير مطابقة ، لهذا لابد من التحدث عن أسباب نشوء الفصحى في الجاهلية ، وتحول المسار اللغوي إلى لغة قريش، التي قال عنها الجاحظ أنها أخذت أحسن ما في لهجات العرب، ومن ثم يجب البحث عن الطريقة التي نربط من خلالها الإبداع بصياغة مفاهيم جديدة وإحياء الميت والمهمل من القواميس التي حشرت نفسها – وحشرتنا – في جيتو السماعي دون القياسي على حد تعبير أبن جني!





#رعد_خالد_تغوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية التسجيلية والأعمال السينموروائية
- قراءة تأويلية في قصيدة -بيبي- لغازي القصيبي
- سلفادور دالي وتأسيس هيرمونطيقا العمل السوريالي
- عماد فاخوري والرشوة الصحفية
- توفيق الطوالبة والإنجازات الوطنية
- الديوان الملكي والتخبط في القرارات
- جينالوجيا الخطاب الغربي المعاصر
- من يحمي مُؤسسة العرش يا أمجد العضايلة !!
- لماذا لا يعقد فيصل الشوبكي مؤتمراً صحفياً ؟
- وجه أخر للبخيت والبخيتية السياسية
- تهويد الأردن والمسلمين بولنديا !!!
- الأردن .. من حكومة أزمات الى شعب يفتعل الازمات
- رسالة مفتوحة الى طارق خوري
- عمان...تل أبيب والعلاقة الغير الشرعية
- الازمة الاردنية والخيار الفلسطيني!
- الحكومة الاردنية والوضع الحرج!
- الشاعر الذي ألهب العراق و وضع كفه فوق أكفهم لتخليده
- سيوفهم علينا !
- ازمة اردنية لن تحل!
- الشعب الاردني النائم


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد خالد تغوج - واقع اللغة العربية بين السخونة الأيديولوجية والنظرة المعرفية.