أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد خالد تغوج - سلفادور دالي وتأسيس هيرمونطيقا العمل السوريالي














المزيد.....

سلفادور دالي وتأسيس هيرمونطيقا العمل السوريالي


رعد خالد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 19:26
المحور: الادب والفن
    


يتأسسُ المُتخيل في العمل الفني بوصفه خطاباً هارباً من لحظة الحدث وبوصفهِ مُنجزاً نهائياً ، ما يَجْعلهُ مُناشزاً للسرد وعفويته الحِكائية ، وثمة إلتباس في السؤال السوريالي خاصةَ في العمل الفني ، وهو محاكاة الغموض، فإذا كانت الحركة الفنية والشعرية والكِتابية التي قامت في العقد الثاني من القرن العشرين ، أُتهمت بالغموض والضبابية ، وراق لبعض أفرادها وصف آناهم بالغموض، فإن الفن السوريالي بعدها – وبشكل عام – تبرأ من هذه التصنيف ، فهو خطاب يكسر حاجز المُتوقع ويُخل ببداهة المتلقي ، ناطقاً بالوقت نفسه بأنطيولوجيا مضمرة يُشكل العجائبي إحدى طواحينها المنفتحة بإستمرار على سيرورة التأويل وإعادة القراءة والإنزياح.
هذا هو المَهرب الدلالي الذي ميز أعمال سلفادور دالي الفنية والدرامية ، ففي رسوماته "منمنمات" على رائعة لويس كارول "أليس في بلاد العجائب" ، وإبداعاته في الأعمال الكتابية لرائد المقالة الفرنسية في عصر النهضة "ميشيل دي مونتين"، كذلك في عمله الرائد للنسخة النادرة من "دون كيشوت دي لامنشا" لثيربانتس ، نجده يُتاخم اللامعقول والعبث والجنون ، مع التنصيص على أن هذه المقولات كررها النقد العربي السكولائي القائم على تدجين الطلبة بمفاهيم قروسطية رثة.

في رسوماته على رائعة ثيربانتس ، نجد البطل "دون كيشوت" ممتطياً الحصان ، وربما يمكن تأويل أحد الأشخاص خلفه بأنه "سانشوا " تابع دون كيشوت وظله الملازمه في أوهامه، لقد قام عمل ثيربانتس على خلق العجائبي والفانتاستيك في الحدث نفسه، فكيف قرأ سلفادور دالي هذا السرد بوصفه مؤولاً فانتازياً بالدرجة الأولى؟
إن الإشتغال الهيرمونطيقي و السيميولوجي على هذا السؤال يحتم طرح جدلية دي سوسير (دال-مدلول) وجدلية (زمني – تزامني) أو chronic & diachronic ، لأن خطاب تيربانتس قائم على خلق مدلولات عجائبية بمساندة دوال مزاحمة لتلك التخوم، وما أنجز المُتخيل الروائي في هذا العمل هو هذا التعاضد ، وليس الإنزياح الدلالي الذي شدد عليه جاك دريدا، بحيث يحيل كل دال إلى دال أخر ملاصق له فينزلق في صيرورة لا تمسك لحظة المدلول فيتلاشى المعنى.
وعملية إنتاج المعنى في العمل الفني وخصوصاً الرسم ، يكون فيها التلاحم بين الدال والمدلول الجمعي أكثرُ إلتصاقاً ويصعب لمس لحظة الإفتراق والهروب، وهذه هي أنطيولوجيا العمل الفني كما طورها مارتن هايدجر في أصل العمل الفني ، مطوراً بذلك السؤال الأزلي لهانس جيورج غادايمر عن فينومينولجيا اللوحة وخطاب التلقي.
ومن جهة أخرى – ومن وجهة البنى الحكائية – لا يهم تأويل البعد التزامني في خطاب ثيربانتس ، إلا في حالة واحدة وهي القراءة الفيلولوجية ، وهذا الإشتغال نقصيه بسهولة لولا الإشكال المتمثل بقراءة سلفادور نفسه لثيربانتس.
إن جميع اللوحات التي تخص دون كيشوت تؤخذ بوصفهاً خطاباً ناجزاً ، هذا المُعطى القِبلي أو الترنستندالي يجب أن يأخذ بعين الإعتبار البعد التزامني لرسومات سلفادور دالي ، فلا وجود للصيرورة في العمل الفني ، بل كينونة تامة تشكل أنطيولوجية العمل الفني نفسه، وهذا ما عبر عنه أفلاطون والمدرسة الأفلاطونية في المحاكاة.
إن جميع ما قلنا يؤسس على أن القراءة التزامينة التأويلية للوحات سلفادور دالي عن دون كيشوت تبين مدى واقعية سلفادور، وليس سورياليته أو عجائبيته، فالحفر في ثيربانتس كنص منطوق كامل يؤدي إلى إصدار حكم بالعجائبية والفانتازية لهذا الخطاب، وإذا تأملنا لوحات دالي مُضافاً إليها مضمراتها الدونكيشوتية تبين إلى أي درجة كان واقعياً، وليس كما روج النقاد والفنانون.



#رعد_خالد_تغوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عماد فاخوري والرشوة الصحفية
- توفيق الطوالبة والإنجازات الوطنية
- الديوان الملكي والتخبط في القرارات
- جينالوجيا الخطاب الغربي المعاصر
- من يحمي مُؤسسة العرش يا أمجد العضايلة !!
- لماذا لا يعقد فيصل الشوبكي مؤتمراً صحفياً ؟
- وجه أخر للبخيت والبخيتية السياسية
- تهويد الأردن والمسلمين بولنديا !!!
- الأردن .. من حكومة أزمات الى شعب يفتعل الازمات
- رسالة مفتوحة الى طارق خوري
- عمان...تل أبيب والعلاقة الغير الشرعية
- الازمة الاردنية والخيار الفلسطيني!
- الحكومة الاردنية والوضع الحرج!
- الشاعر الذي ألهب العراق و وضع كفه فوق أكفهم لتخليده
- سيوفهم علينا !
- ازمة اردنية لن تحل!
- الشعب الاردني النائم
- التفلسف والتراث
- تجديد الخطاب المعرفي
- الثقافة الاردنية على المحك


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رعد خالد تغوج - سلفادور دالي وتأسيس هيرمونطيقا العمل السوريالي