أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد خالد تغوج - الديوان الملكي والتخبط في القرارات














المزيد.....

الديوان الملكي والتخبط في القرارات


رعد خالد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان الله قد سلط هتلر على اليهود فأنه قد إبتلانا – نحن الأردنيون المفجوعون- بالحكومات المُتتالية التي هضمت حقوقنا واخفقت طموحاتنا، ذلك أن النظام الاردني يعمل بعكس الحكمة الإلهية التي إرتضاها الباري عز وجل للإنسان عندما جعل له أذنين أثنيتين مع لسان واحد فقط لكي يسمع أكثر من أن يتكلم ويدلي بتصريحات من خلال قربة مثقوبة تسيل منها رائحة العفن.

النظام الأردني – وأقصد النظام الهاشمي – أهتزت شرعيته في الأونة الأخيرة وسبب ذلك يعود حصراً إلى الطغمة التي أبتلانا الله بها عندما جعل الحاشية لا تعرف إلا التسبيح بأسم النظام والتسلح بخطابه وغرس الكلام الفارغ في أذان سيد البلاد والعباد، فالتصريحات التي تخرج من الديوان الملكي من حين إلى حين ليست سوى مراهقة سياسية لا يُقدم عليها من بلغ مرحلة الفطام في السياسة والرُشد في الإدارة.

إنها معضلة كبرى يا سيدي ... أن لا تسمع كلامنا البائس والمغلوب على أمره إلا من خلال تلك الفئة التي تغربل ما تشاء .... وقد كنا فيما سبق نحسب حسابين قبل كتابة مقال ، الأول يتعلق بالمقص الذاتي الذي ينبع من داخلنا خوفاً من المخابرات والسجون والشرشحة أمام العامة، والثاني خوفاً من قوى الشد العكسي نفسها التي مسخت أدنى درجة للحرية في التعبير وصون الكرامة الأردنية، واليوم ذهبت المقصلة والمشنقة وبقيت رمزيتها المتمثلة بكوابيس التحقيق والتغريم.

قبل أقل من قرن – وهذه تذكرة لرجالات الديوان الملكي – كتب عرار قصيدته المشهور في وجه الملك المرحوم عبدالله الأول ،وقال فيها بعد أن شاهد الملك المؤسس يلعب الشطرنج:
يلعب الشطرنج في قصر رغدان ويحكم الأفرنج في الأوطان

فما كان يا سيدي من الملك المؤسس إلا أن يضحك وينفي عرار أسبوعاً إلى العقبة، فماذا نقول نحن يا ديوان!!! وانا أعتبر نفسي تلميذا لهذا الشاعر الثوري، وقد بلغ الفساد والغطرسة المدعومة من أعلى المستويات البُلغين؟

إذا كان كلامنا نحن المفجوعون لا يصل إلى سيد البلاد عن طريق الحاشية فمن حقنا أن نكتبه كتابةً وأمام الملأ لكي يعرف القاصي والداني ما الذي يفعله ثلاثة ألاف موظف في الديوان الملكي العامر!! ولكي يعلم الناس أجمعين ما الذي يفعله عشرات المستشارين الذين حصدوا ثرواتهم من كلام فارغ لا يغني ولا يُسمن من جوع.

وما أردتُ قوله هو أنه داجن من يظن أن الديوان الملكي والمخابرات العامة لا تعرف عن قضايا .... ومئات القضايا المتعلقة بالمظالم الصحفية، وداجن أكثر من يظن أن الصحافة الأردنية نزيهة ولا تخلو من شللية ومحسوبية ومحاصصة عشائرية، وإذا كان الله قد أبتلانا نحن الشراكسة بالولاء الأعمى للنظام والحكومة وجميع مكتسبات الدولة ، فلا يعني هذا أننا مساكين وأرتضينا بعظمة صغيرة من أدنى أطراف الكتف، لأن هذا القول يخالف التاريخ والجغرافيا معاً.

ولست هنا في مقام تحليل الصحافة ومظالمها ولكني في موقع يسمح لي أن أتكلم وأعبر عن رأي، فقد أجريت مئات المؤتمرات الصحفية لرجال دبلوماسين وعلماء ورجال سياسة من مختلف بقاع الأرض، والظاهر أن المركب لا يسير إلا وفقاً للمبدأ نفسه الذي كرسته أجهزة الدولة في العشر سنين الأخيرة، وهو مبدأ الشللية والعشائرية والمحسوبية.

لقد كتبت قبل ثلاث سنين عن تسييس القبيلة وقولبة السياسة بحيث أصبح ما كتبته واقعاً مراً، ومصير هذه المقالة وغيرها معروف فهو محتوم بعدة أهداف لعل أهمها أن يجد المعني بالديوان الملكي أنه لا توجد ردود فعل قوية على هذا التصريح فيضع المقالة في درج فارغ وينسى ما كتبته بعد أن يكون قد أخذ الغضب منه موقعه، وفي حال وجدت صداً فأن المحاربة الشرسة التي سألقاها من الديوان وغيره من أجهزة الدول لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم.

يا سيدي إن التلفزيون الأردني لا يُصورك إلا وأنت تجالس الفقراء في معان ومضارب السلط .. ولا يُصورك إلا وأنت تأكل القلاية والخبز والأكل البسيط، ولا يصورك إلا وأنت تشرب القهوة البدوية في معان والكرك، وعندي سؤال لمدير التلفزيون – بعد أن رفض هو و طاقم الإدارة تعيني في هذا الجهاز، هل بإستطاعة شخص خفيف لا لون له مثلي أن يقابل الملك متى شاء؟ أظن أن امجد العضايلة وطاقم الديوان العامر سيلجئون إلى التسويف والمماطلة إن لم يكن نصيبي ثلاثة امور أدركها جيداً :

فأما فكُ رقبة أو أن يفتك الديوان بي ويُنزلني إلى أسفل سافلين أو أن يجعلو يدي مغلولةً إلى عنقي!!!

هذا شيء معروف بالبداهة ..

وكذلك الحال مع جريدة الرأي الذي منعوني من الكتابة بها زوراً وبهتاناً بفضل الإدارة الجديدة الموقرة، كيف يصورونك على أنك على مدار الساعة تقابل الصحفين والمظاليم وذوي البأس الفقراء، إليس طاقم الديوان الملكي العامر يأتي قبل زيارتك إلى أي مكان بكلاب حراسة تفتشنا من أعلى نقطة في جسمنا إلى أخمص أقدامنا، كيف يضحك الديوان وإعلام الديوان الملكي علينا وعلى الشعب الأردني ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين.

نعم نحن نعيش في القرن الواحد والعشرين قرن العلم والتكنولوجيا والتطور الحضاري، ولا أظن أن هنالك أناس من السذاجة الفكرية والثقافية يظنون أن ما يقوم به الديوان الملكي هو قمة الحضارة والمسؤولية والتطور، حتى اني سمعتها من أشخاص عرب 48 قبل فترة عندما قال أحدهم أن ملككم يضحك عليكم أو أن الديوان لا يعرف كيف يتصرف ويتخبط في مسوؤلياته، وأقسمُ أنها كانت صاعقة بالنسبة لي فقد كنت أظن أنني الوحيد الذي أعرف ذلك!!!

أرجو من الديوان والمسؤولين أن لا يرفعوا قضية ضد هذه المقالة لأن الظروف أكبر من اللعب بالمحاكم هذه الأيام فقد بلغ السيل الزبى ويجب تدارك الوطن والوطن وحده هو المكان الهندسي لمعركتنا مع القوى الرجعية والشد العكسي.



#رعد_خالد_تغوج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جينالوجيا الخطاب الغربي المعاصر
- من يحمي مُؤسسة العرش يا أمجد العضايلة !!
- لماذا لا يعقد فيصل الشوبكي مؤتمراً صحفياً ؟
- وجه أخر للبخيت والبخيتية السياسية
- تهويد الأردن والمسلمين بولنديا !!!
- الأردن .. من حكومة أزمات الى شعب يفتعل الازمات
- رسالة مفتوحة الى طارق خوري
- عمان...تل أبيب والعلاقة الغير الشرعية
- الازمة الاردنية والخيار الفلسطيني!
- الحكومة الاردنية والوضع الحرج!
- الشاعر الذي ألهب العراق و وضع كفه فوق أكفهم لتخليده
- سيوفهم علينا !
- ازمة اردنية لن تحل!
- الشعب الاردني النائم
- التفلسف والتراث
- تجديد الخطاب المعرفي
- الثقافة الاردنية على المحك


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد خالد تغوج - الديوان الملكي والتخبط في القرارات