أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء خامس .















المزيد.....

تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء خامس .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية (27) .

الأديان كتابات بشرية فكراً ورؤية بل يعتريها الخيال والهوى فى جموحها لذا حملت كم لا بأس به من المغالطات والتناقضات والخرافات بل التهافت وسذاجة المعنى والطرح ونحن لانعتب أو نلوم هذا التخبط بل نترفق به كونه نتاج زمانه فهكذا كان الإنسان القديم أسير معارفه ومداركه الضيقة وخوفه وصراعاته ومصالحه لينتج رؤى تعبر عن معارفه الضيقة المشوشة ومجمل الظروف الموضوعية التى أحاطت به لينتج هكذا نصوص ولكن لن يدهونا هذا للترفق بمن مازال يحمل هذا التراث على أكتافه ويراه رائعاً ومناسباً .
إذا كان المؤمنين يرفضون هذا التحليل الواقعى الموضوعى عن بشرية النص ليعتبروا الكتب المقدسة من إله قدير فعليه أن يبرروا منطقيا بل وفقاً لمفرداتهم الإيمانية هذا التناقض والإختلاف التى تعترى النصوص فهم لا يرون أى خطأ فى آية أو حرف أو كلمة وفقا لقول القرأن (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) بالرغم أن كلمة " إختلافا كثيرا" هذه تستدعى التوقف فهل الإختلاف القليل فى القرآن جائز!! فالمفترض أن لا يوجد أى إختلاف على الإطلاق !!..عالعموم هاهو الجزء الخامس من تناقضات الكتابات المقدسة التى نقدم فيه بعض من الإختلافات كثيرة ولن نقترب من حمولة الخرافات والتناقضات العلمية فهذه لها بحثها الخاص.

دعونا فى هذا البحث نعرض مشاهد من القرآن تثبت بجلاء بشرية النص ولن نطالب أحد أن يتحلى بعقل نزيه وموضوعي وحيادي قوى , فالمشاهد بما تحمله من جلاء ووضوح كفيل أن تثقب العيون الغافلة وتصفع العقول المُخدرة بسكرة المقدس من تناقضاتها الفجة فلن يجدى معها أى مرواغات وإلتفافات باحثة عن تبرير وتلفيق فهى لن تترك سوى الحرج الذى سيُلجم التهافت ويدفع العقل للتحرر من شرنقته ليدرك بشرية الأديان وهذا عندما نتحلى بقليل القليل من الموضوعية .
سيسير هذا الجزء على نهج الأجزاء الأربعة السابقة فى إبراز التناقض بالكتابات المقدسة ولن يكون سبيلنا الإتكاء على حالة غموض أو إلتباس فى فهم النص لنستنتج التناقض ,فالتناقض من فجاجته ووضوحه لن يسمح بأى تلفيق ومرواغة فنحن أمام تصريحات إلهية تتعلق بحُكم وحدث ومشهد وتوصيف ليتم التصريح بحُكم فى موضع وذكر خلافه فى موضع آخر ,أى أننا سنتناول تضارب تناول الحكم والحدث والتوصيف والسرد الذى يدل على بشرية كاتب إعتراه التأثر برأى الجمهور كما لا تخلو الأمور أيضاً من السهو والغفلة وعدم التركيز .

- التضارب فى عدة المتوفى زوجها .
لن نثير فكرة إلتزام المرأة بعدة زوجها المتوفى بينما الرجل لا يلتزم ,فيمكنه ان يتزوج يوم وفاتها بعد تأبينها هذا إذا كان سيعتنى بالإنفاق على دفنها وحضور التأبين ! .. ليقول قائل إن إعتداد المرأة يرجع لإحتمالية أن تحمل فى أحشائها جنين من زوجها المتوفى فيجب الإمتناع لفترة عن الزواج وهذا كلام منطقى ولكن ليكن هذا شهراً فإذا أتاها الحيض فيعنى هذا أنها لم تحمل فى بطنها جنين من زوجها المتوفى ..عالعموم نجد القرآن خاض فى هذه النقطة بالرغم أنها لا تحتاج الخوض ولكن عندما خاض قدم تناقض وإختلاف وتضارب فى هذا الموضوع البسيط فمرة جعل العدة عاماً كاملاًً وفى موضع آخر جعل العدة أربعة أشهر وعشرة أيام ففى سورة البقرة 2: 240جعل العدة عاماً كاملا ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ ) لتأتى آية أخرى من نفس سورة البقرة لتعلن أن العدة أربعة أشهر وعشرة أيام ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ) البقرة (2: 234). فبماذا نستطيع أن نُفسر هذا التخبط ,فإستحضار مقولة النسخ هنا بالرغم ورودها لتسعف التناقض لن تكون إلا مقولة شديدة التهافت والسذاجة تنال من الله وتضعه فى موقف حرج لا يليق بألوهيته كونه يعتريه السهو والغفلة والتردد وعدم المعرفة فمن المُفترض أنه قرر منذ البدء قبل خلق الإنسان ووفقا لقصة اللوح المحفوظ أن مدة العدة المناسبة هى عام كامل مثلاًً ,فلا مساومة فى هذا فهكذا هى إرادته وناموسه ورؤيته وحكمه فلا يصح التخبط والتردد ليغير المدة , فهل الله لم يعلم أن الافضل أن تكون العدة أربعة أشهر وعشر أم أننا أمام نصوص بشرية غارقة فى الهوى لم تجد إستحساناً من الجمهور بأن تكون العدة عاماً كاملاً فغيرها دون أن يغمض له جفن .

- مدة الحمل والفطام .
تدخل القرآن فى تحديد مدة الحمل والفطام ,ولا تعلم ما هى الأهمية أن يخوض فى هذا الشئ كون الأمور تخضع للأوضاع الطبيعية للمرأة بالنسبة لمدة الحمل وكذلك بالنسبة للفطام اللذان يتوقفا على حالة المرأة الطبيعية والصحية . عالعموم نجد القرآن خاض فيهما ونرى أنه حدد مدتين مختلفتين فمرة يقول أن الحمل والفطام 33 شهر ومرة ينبه أنها 30 شهر . ففى سورة لقمان 14 ( ووصينا الانسان بوالدية حملتة امة وهنا على وهن وفصالة فى عامين ) وكذلك فى البقرة ( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وهذا يعنى أن الفطام لمدة عامين كاملين أى 24 شهر ليضاف لها مدة الحمل التى هى 9 أشهر لتكون مدة الحمل و الفطام 33 شهر ولكن هذا يتناقض مع ما جاء فى سورة الأحقاف ( ووصينا الانسان بوالدية احساناً حملتة امة كرهاً ووضعتة كرهاً وحملة وفصالة ثلاثون شهرا) إذن نحن أمام مدتين أحدهما 30 شهر وأخرى 33 شهر فما معنى هذا سوى الغفلة فإذا كان يعتنى بمدة الفطام كعامين فيكفي هذا فلا يضم لها لمدة الحمل ,والغريب انه لم يصر على الرضاعة بعامين بقوله ( لمن اراد ان يتم الرضاعة) فما معنى هذا الإختلاف وبماذا نفسره سوى أننا أمام كتابات بشرية إعتراها السهو والغفلة .

- الحساب على النيات أم لا داعى .
المُفترض عقلاً ومنطقاً أن الله عندما يضع حُكم فهو حكم يراه ناموس وإلتزام على كل المؤمنين به فهكذا أمره وحكمته وتقديره ومشيئته وترتيبه التى هى منذ البدء .. فأمره وحكمه لا يجب أن يُتنازع عليها ولا محل للمساوة علاوة على أن معرفته المطلقة ستُدرك وقع أى أمر على البشر لتجنبه إصدار أمر ثم يلغيه بعدها بأيام فهذا ينال من ألوهيته وحكمته فلا تُبقى منها شيئاً ولكننا نجد التناقض والتخبط يطل علينا فى آيتان بسورة البقرة ففى الأولى يقول ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ) البقرة 284:2 وهذا يعنى أن الله قرر أن يحاسب البشر على نياتهم وما يخفونه فى صدورهم ولكن تطل علينا آية تالية فى نفس سورة البقرة تُلغى هذا الكلام وتنفيه لتأتى بعكسه (لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها ) البقرة 2:286 فلا معنى هنا للحساب على النيات وما تخفيه الصدور .لنسأل هل الله سيحاسب حسب النيات وما فى الصدور أم لا !.
من البؤس والتهافت الفكرى الساذج القول بأن الله نسخ الآية الأولى فهل الله الذى قرر أن يُحاسب البشر على ما تخفيه صدورهم لم يكن يُدرك أن هذا الأمر سيُرهق المؤمنين ولن ينال إستحسانهم ليتراجع عنه فهو هنا يفتقد لمعرفة الغيب علاوة على خضوعه لأهواء ومزاج البشر علاوة أن الآية الثانية جاءت بعد الأية الأولى مباشرةً.!
هذا تناقض وتخبط بَين ولكن يمكن أن ندرك سببه كونه رؤية بشرية تُنتج النصوص وفق أهواء الجمهور فتحدثنا كتب التراث أن آية ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ) سردها محمد فى إطلالة فكرية منه وحين احتج الصحابة للرسول عند سماعهم تلك الآية جثوا على ركبهم وبكا منهم البعض ليقروا بعدم مقدرتهم على ذلك المطلب بأن يوقفوا حديث النفس فقال لهم الرسول بعد ان طلب منهم ان يقولوا سمعنا واطعنا قال :(إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم) لتنزل آية (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا.) تبطل سابقتها فماذا نقول عن هذا السيناريو ألسنا أمام تعاطى بشرى ينتج نصوصه وفق مزاج ورد فعل الجمهور فلا هى أوامر إلهية ولا يحزنون.

- حتى توصيف حال المؤمن يعتريه التخبط .
ذكرنا فى الأمثلة السابقة وضعية أحكام يعتريها التناقض والتخبط لنجد أن هذه سمة عامة فى النصوص المقدسة لتطال توصيف القرآن لحال المؤمنين بأن الطمأنينة تغمر قلوبهم ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب – الرعد ) وهذا توصيف جميل يدعى أن الطمأنينة والأمان تغمر نفوس المؤمنين عندما يقرأون القرآن فهكذا يُصرحون بل يُصرح كل المؤمنين بالكتب المقدسة ,فالمسيحى يُعرب لك عن حالة السلام التى تغمره وهو يقرأ الكتاب المقدس وكذلك اليهودى عندما يقرأ التوراة ,وأرى أن الانسان أسير أوهامه فيستطيع أن يطوع عقله ليقبل ما يُريد أن يقبله فهو يَستدعى مشاعر الطمأنينة عندما يتعامل مع كتاباته المقدسة بدليل أن أى دينى لا يحمل تلك المشاعر عندما يمسك كتب الآخرين ويقرأها ,,عالعموم القرآن لم يترك هذه الحالة التوصيفية كما هى بل يستدعى نقيضها تماماً لتجده فى آية أخرى بسورة الأنفال يجعل الوجل والخوف مُصاحب للمؤمنين ( انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وَجلت قلوبهم ) وبالطبع وجل القلب غير طمأنينتة , فالوجل حسب لغتنا العربية هو الخوف والفزع ,فما معنى هذا التناقض والتخبط الذى طال توصيف حالة شعورية , فالوجل والخوف والفزع مُناقض تماما لطمأنينة القلوب .!
أتصور أن محمد أراد أن يضع كل شئ فى العملية الإيمانية من باب التحبيب والتعظيم والترهيب والهيمنة فى سبيل تجييش المؤمنين بداخلها فلم يكتفى بكون الإيمان مانح الطمأنينة ليجعله تحت الخوف والفزع فى سبيل خلق حالة نفسية للمؤمن فلا يحيد عن المنظومة الإيمانية ولكنه أفسده هكذا بهذا التناقض ,لذا من يرفض هذا التفسير المتواضع فعليه ان يحدد هل الإيمان طمأنينة للقلوب أم خوف وفزع .

- تناقض فى سرد مشهد تاريخى .
نعلم قصة عصا موسى التى تحولت لحية فى الفلكلور والميثولوجيا التوراتية لينقلها القرآن إلى تراثه ولكن لابد ان يكون للقرآن رأى آخر ليُربك المؤمنين به فهو يُقر بأن العصا تحولت لحية فى أكثر من آية ففى الشعراء 32 ( فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ) وكذلك قوله ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ) الأعراف117 ليؤكد أنها ثعبان يتلقف ما يأفكون ,وكذلك قوله ( فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى )طه20- إذن نحن أمام عصا تحولت لحية يؤكدها قوله فى آية الشعراء بثعبان "مبين "أى واضح ولكن بعد هذه الروايات والتأكيدات نجد التخبط يهل علينا بآية سورة النمل 10 عندما يستعيض عن الثعبان المبين بالجان ( وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ) ولتلاحظ أن إلقاء العصا فى سورة طه أنتج حية تسعى بينما فى سورة النمل جان فى هيئة عصا .. فى الحقيقة ليس لدىّ تفسير عن سببية هذا التناقض كما تناولت فى الأمثلة السابقة حيث تأثير الجمهور فى إنتاج النص فنحن أمام مشهد قصصى لا يحتاج التناقض فى سرده لحدث ومشهد واحد .!

-إتقاء الله حق تقاته أم ما إستطعتم تقواه .
يطل علينا التناقض والتردد بشكل فج فى آيتين آخريتين أحدهما يأمر فيها الله المؤمنين أن يتقوه حق تقاته ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِوَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون) 3/102ال عمران . وآية أخرى يأمر بتقوته بقدر ما يستطيعون ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) التغابن 16. فهل يتقى المؤمنون الله حق تقاته أم بقدر إستطاعتهم !
شئ غريب بالفعل ,فالله له رؤية ونهج ومنهج وحكم يريده وهذا محدد منذ الأزل فرضاً ,ويعلم جيداً ما يريده كما يعلم بإمكانيات البشر كونه عالم الغيب وحده فإما يريد من المؤمنين أن يتقوه حق تقاته أو ما إستطاعوا فإذا كان يُريد حق تقاته فلا داعى لما إستطعتم ,وكذلك لو يرضى بما إستطاعوا تقواه فلا معنى أن يأمر بحق تقاته وهذا يعطينا معنى واضح لبشرية النص لن يسعفها فكرة النسخ لأنه ستصيب الله بالتردد والغفلة والعجز والجهل عن معرفة الغيب وتحديد مشيئته وإرادته ولكن الحدث الذى صاحب الآية سيمنحنا رؤية واضحة بأننا أمام نصوص بشرية لحماً ودماً وإنفعالاًً يتم صياغتها وفقا لإرادة ومزاج الجمهور وبشكل ساذج فيذكر لنا الطبرى: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته " آل عمران : 102 قال : جاء أمر شديد , قالوا : ومن يعرف قدر هذا أو يبلغه ؟ فلما عرف الله أنه قد اشتد ذلك عليهم نسخها عنهم وجاء بالآية الأخرى : " اتقوا الله ما استطعتم" .!
وفى أسباب التنزيل للسيوطى : روى أحمد ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: لما أورد محمد قوله وإنْ تُبْدوا ما في أنفسِكم أو تُخْفوه يحاسِبْكم بهِ اللهُ اشتدّ ذلك على أصحابه، فأتوا محمداً ثم جثوا على الرُّكب فقالوا: قد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها. فقال: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا سمعنا وأطعنا. غفرانك ربنا وإليك المصير . فلما فعلوا ذلك نسخها الله بقوله: لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها , فمن هنا ترى أن محمد كان يتقلّب مع قومه ويدور معهم حسب ميولهم وأهوائهم ليرضيهم وهو من أنواع السياسة . فبالذمة ده كلام !!.. أية تنزل فلا تجد قبول من الجمهور فيتم حذفها وإستبدالها بآية أخرى فألسنا أمام كتابات بشرية لم تعتنى بأى درجة من الكياسة .

- التناقض والإختلاف فى آيتين متجاورتين وفقا لميول الجمهور أيضا .
( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ • الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال65-66
هاتان آيتان متتاليتان فى سورة الأنفال هما 65 و66 لنشهد تناقض غريب وعجيب فالآية 65 تذكر أن 20 مقاتلاً إسلاميا يغلبون مئتين من الكفار ومائة يغلبون ألفاً أى بنسبة 1: 10 ثم تأتى الآية الأخرى المجاورة لها والملتصقة بها تماماً لتغير النسبة وتجعلها بنسبة ا: 2 فمائة مقاتل يغلبون مئتين فلا نجد من يندهش أمام هذه النصوص ولا تتحرك آليات دماغه لتقول ماهذا التناقض الفج ؟!
الفقهاء أحسوا بالورطة فأخرجوا الحل السحرى بالناسخ والمنسوخ فالآية الثانية نسخت الأولى ليتصوروا أن هكذا تم حل الإشكالية ولكن هاتين الآيتين تصف الله بعدم المعرفة والجهل والتسرع وما يؤكد هذا هو قوله ((الآنَ)) خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ ((وَعَلِمَ)) أن فيكم ضعفا , فمعرفة الله تمت فى حينها " الآن " والإدراك تم فى حينه " علم " أى أن علمه ومعرفته حادثة جاءت بعد الحدث فقد عرف " الآن" بينما المُفترض أن هذه المعلومة مُدركة منذ الأزل بحكم أن الله مطلق المعرفة وعالم الغيب ومدون لها فى اللوح المحفوظ .!
بالطبع نسب الآيتان لله سيصيب فكرة الإله بالخلل الشديد فنحن أمام إله يجهل الحدث وليس لديه معرفة كلية ليصدر حكمه ثم يلغيه بعد أن شاهد التجربة أمامه أم لنا أن نرى المشهد برؤية موضوعية منطقية عقلية ,فالنبى أراد شحذ نفوس مقاتليه وتوسم فيهم خيراً كثيراً وآمالاًً عريضة بقدرتهم على قتال الكافرين بنسبة 1: 10 فتلى عليهم هذه الآية وعندما أثبت له الواقع والأقربون صعوبة هذا قام بتخفيض النسبة إلى 2:1 .!
ألم يفكر أحد أن تلك الآيتان تثبتان أننا أمام فكر بشرى مُتردد ومُتسرع يريد تشجيع مقاتليه فنسب إلى الله فكرة أن المجاهدين يقاتلون عشرة أمثالهم وعندما وجد أن هذا مبالغ فيه خفض النسبة إلى 1:2 فالأمور بسيطة لا تطلب إلا شوية وحى ولنرتب الأمور على مزاجنا وفقا لحال المقاتلين وإحباطهم , كذلك لم يفطن أحد أن الآيتين متلاصقتين متجاورتين لأتصور أن الآية الأولى 65ذكرها النبى وعرضها على أصحابه ومقاتليه ليجد إحباط فالنسبة مغالٍ فيها وقد تعطى نتائج وخيمة فيتراجع ويدخل خيمته معدلاً النسبة إلى 1: 2 ويخرج بالآية الثانية66. ,,والغريب أنه لم يجد أى غضاضة أن يغير النسبة ويحتفظ بالآية 65 كما هى فلا مشكلة فقد نسخها أو بمعنى آخر نسخها الله ..أمور تمر بسهولة وغرابة ولكن أين العقل الذى يتوقف .!
ألسنا أمام كتابات بشرية لحما ودما وإنفعالاً وهوى .

دمتم بخير وإلى لقاء مع الجزء السادس .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة فى الإنسان والوجود والحياة .
- ألم يروا ال D. N. A - كيف يؤمنون.
- أأنت قلت هذا-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فلسفة التمايز .
- انهم لا يقدرون الله حق قدره بل يسخفونه ايضا.
- إشكالية الفكر الإسلامى .
- ثقافة متصادمة منتفخة متقيحة.
- فلسفة اللذة والألم .
- تناقضات فى الكتابات المقدسة جزء رابع-الأديان بشرية الفكر وال ...
- فلسفة الرسم وماهية العشوائية والنظام والمعنى.
- نصابون ومتبجحون –الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- إدينى عقلك-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
- فيلم حلاوة روح يعرى قبحنا وهشاشتنا .
- إستحالة الخلق –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .
- آلهة شريرة أم مزاجية أم تبريرات بشرية.
- العشوائية والمعنى– نحن من نخلق المعنى.
- توقف وتأمل قليلا-الأديان بشرية الفكر والهوى.
- النقد الدينى الدينى بين التهافت والإزدواجية والتبجح .
- وجود عشوائى-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان .
- تسامح الإسلام المنسوخ .


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء خامس .