أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الفكر الإقصائي ومشكلات التدين














المزيد.....

الفكر الإقصائي ومشكلات التدين


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر الإقصائي ومشكلات التدين

شكلت الأحداث المتتالية التي أفرزها ما بسمى الربيع العربي ظاهرة غير أعتيادية تخترق كل ما يمت للأديان والفكر الروحي بصلة حتى أكثر الممارسات الوحشية التي عصفت بفترات تاريخية على الحضارة العالمية لم تكن بهذه الدرجة من البربرية , ليست في فعلها وشكله وتعاطي المنغمسين بها فقط بل بفظاعة الدوافع وقسوة الممارسة التي يسلكها هؤلاء ,نحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والمجتمع البشري في تطوره الحضاري ينطلق سريعا إلى عالم أخر تشغله مشكلات وإشكاليات أهم من الدين والتدين في ظل تعاظم حقائق ومفرزات تحاصر الإنسان وتحاول أن تضيق عليه المنجز الحضاري من تلوث ونقص في الغداء وشحه المياه والتصحر إضافة إلى مشكلة التفاوت بين الشمال والجنوب والأنتقال إلى عالم أقل تنازعا وأكثر تعاونا في مجالات عدة.
في هذا الجو انفجرت أحداث الربيع العربي لتفجر معها ما بسمى بالإسلام السياسي ونظرته التكفيرية والإقصائية في فهم متطرف جدا للدين وحقائق الإيمان الروحي وجعل العقيدة الدينية التي يؤمن بها هؤلاء هب الحقيقة المطلقة والعالم كله بما فيه العالم الإسلامي كله في الجانب المعادي حتى من يسترك معهم في أصل عقيدة التوحيد وهم العنصر المحافظ والرسمي في الفكر الإسلامي ليتحول الصراع العالمي اليوم من صراع حضارات وصراع قيم وصراع وجود إلى صراع عقيدي متضايق حتى على نفسه لا يؤمن بحق الأخر بل يشطب على كثير من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وما تركه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وتحيد كل ما بشير للتسامح والسلام وتقديم رؤية سوداوية منغلقة تعتمد على قراءة متعصبة ليس للإسلام ولكن لشخصيات تاريخية أجمع علماء المسلمين على انحرافهم عن معطيا الفكر الإسلامي وبديهياته .
هناك صراع خفي في العالم وتحت عناوين كثيرة منها ما هو سياسي ومنها ما هو فكري وروحي أستغلت هذا الحدث ووفرت له المسببات ومهدت الطريق لتضخيم فعله وضخه بأسباب الحياة , ساعد ذلك أن هذه القوى التي تحرك الصراعات الدولية تتحكم من جهة أخرى بالقاعدة المادية التي تستند عليها القوى التكفيرية وتتخذ منها مشروعية ومنهج وقوة دعم غير محدودة ولا محددة وتمتلك من التأثير العالمي والإقليمي عبر سلسلة من المصالح والترابطات الأقتصادية والجيوسياسية التي تحمي ولو مؤقتا هذه القوى من الحرب المعلنة على الإرهاب عالميا وبالرغم من أن مفعول أعلان الحرب ما زال نافذا ومؤثرا , من المؤكد أيضا أن إنقسام العالم العربي والإسلامي بين قطبين متصارعين ساهم في أذكاء التطرف وتضخيم الفعل وردة الفعل عليه .
كان لا بد أن تنتج هذه التشكيلة اللا متجانسة من الصراعات والأفكار والمؤديات والمعطيات المحلية والدولية شكلا إنفعاليا يفوق حتى وصف البربرة على أعمال هذه المجموعات التكفيرية مستفيدة من عدم قدرة المجتمع الدولي على تحديد مفاهيم مجردة وإنسانية موحدة تفرز ما هو إرهاب وما هو مقاومة وبين ما هو في صف مفهوم حرية الفكر والعقيدة وبين ما يؤدي إلى زرع الكراهية وتفجير الحياة الإنسانية من خلال فكر ظلامي متحجر يعود بالإنسان إلى ما قبل القرون الوسطى ووحشية الصراعات العبثية التي ترتكب باسم الله وباسم الدين دون أن تحقق للإنسان أي مصلحة أو فائدة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من عزرائيل
- ( الأفق الرمادي بين حسابات السياسة والعسكر )
- قصيدة الجرح والبلسم
- الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرما ...
- الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرما ...
- في معنى الوجود ح2
- في معنى الوجود
- الفصل الأول _ تنظيف الجذور ج1 . من رواية النرجس والرمان
- الفصل الأول _ تنظيف الجذور ج2 . من رواية النرجس والرمان
- الفكر والمفكرون العرب وعقدة الضد والضديد
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج2 . من رواية النرجس والرمان
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج1 . من رواية النرجس والرمان
- بيان الأمانة العامة للمبادرة الوطنية للمصالحة والسلام بشأن ا ...
- ملامح من الوضع العراقي القادم
- السلام ومطلب الحرية
- مفهوم المقاومة الشعبية
- هل نجح الجيش العراقي في الأستعداد للمواجهة
- صباح العراق
- الموقف الإقليمي والدولي ومسألة الموصل
- قرار المواجهة وحدود التنفيذ


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الفكر الإقصائي ومشكلات التدين