أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرمان














المزيد.....

الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرمان


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


ربيع النرجس والرمان

عندما تمطر السماء خيرا لا تترك بقعة دون أخرى السماء تمنح بركاتها دون موعد مسبق ولكن ضمن مواسم معلومة , النرجس والرمان ينتظران قطرات الماء المنهمر لتتغذى جذورهما من حياة بعثها اله بعد يأس وأياس هكذا يبادل الله صبر الإنسان وإخلاصه وثقته به بفرج جميل ,ظنت أن السماء لا يمكنها أن تسمع صرخة المظلوم المكتومة فرحت جدا وهي تستلم قرارها الماضي لا رجعة فيه ستكون حرة الآن حرة وللأيد من ذنب جادت نفسها كثيرا لأجل أن تكفر عن خطأ لم يكن محسوبا بالتمام .
في الطريق إلى النفوس مرت على مكتب أحد أقاربها لتسأل عن أخبار قد تريحها ,لم تجد أحد ممن تعرفهم في المكتب وسأـلت عن طارق أخبروها أنه أنتحر بعد أن طلق زوجته وفشل في البحث عنها ,. نزلت دمعة من عينها ولكنها تمالكت وانصرفت دون أن تسأل عن أكثر من ذلك ,أخرجت تنهيدة من صدرها وكأنها تخلصت أخيرا من عقدة الشعور بالذنب لقد كان يستحق أن يكون كذلك لأن طريق الطمع والجشع قاتل , أخبرته أن النهاية ليست دوما بيدك هناك جبار وعادل هو الذي يمنح العدل ويمنح التوفيق والنجاح لكنه أصم أذنيه تماما ,كان حالما أن يكون وريثا لكل من يعرفه.
سعيد جدا وهو يشارك نرجس حالتها الوجدانية لربما تضامنا معها بوجه ما سماه خسة أو لربما أن تعود على عدم الخيانة والغدر بأحد ,هذا الموقف الذي كان عليه طارق لا يمكن أن يبرره هو بأي عذر بل لا يمكنه حتى قبول التفكير به , الرجل هو الذي يحنو على زوجته حتى لو كانت الملكة بلقيس يبقى الرجل رجلا ولو لم يبقى منه فقط الاسم , المهم يشعران معا بأن أبواب السماء لا يمكن أن تغلق مرة أخرى وأن الله معهما حتى الوقت مضى لصالحهما وهما يراجعان دائرة النفوس فقد وجد أحدا من الذين يترددون عليه في كل زيارة أخذ الأوراق منهم وطلب أن يذهبا وهو من سيجلب لهم دفتر النفوس بعد أكمال المطلوب , عادا إلى كربلاء والفرحة تزرع ورود الأمل بينهم ,يراها لأول مرة تبتسم لها ضحكة لم يرى أجمل منها عادت وأحتشمت وألتفت بعباءتها .
أخبرها أنه قد شارف على الإفلاس وطلب منها أن تبحث في أغراض الوالدة فقد كان لديها مبلغ من المال وأنه عليه أن يدفع شيئا للمحامي ,قال أنا تحت يدي مبلغ كبير وكبير جدا من إيجارات البيت ومنذ سنين لم يأت أحد لاستلامه ,يبقى أمانة ولا يمكن أن أمسه بأي حال ,حتى الوالدة هي من تعرف صاحب البيت الذي كان يزورنا في أوقات متباعدة الحاج رحمن هو الأخر أنقطعت أخباره ولا أعرف كيف أصل له ,كان الأمر كله بيد الوالدة هي من كانت تدير كل شيء صحيح أنا الذي أستلم وأجمع الإيجارات لكنها هي من تحاسبهم وتستقطع ما ينالنا من نصيب.
عادت للبيت وذهب هو حيث يسكن منشيا ومتأملا بغد أجمل يحمل تعويضا عن كل السنين , إنها أيضا عادت مستقرة وقد غشاها الأمان وعدم الخوف من بكرة ومع رجل طيب ومضحي وأصيل وكريم مثل أبو الياس ,لا يمكن لأي أحد أن يشعر معه إلا بالأمان والإخلاص والوفاء , رجل نقي نقاء براءة الطفولة وحكمة العقلاء , عليها أن تتهيأ من الآن لتنعم بهدوء وأستقرار حقيقي وتبني بيتا لا تغادره الرحمة ولا تنقصه المودة .
نامت نوما عميقا كأنها كانت في عطش حقيقي لمثل هذه النومة منذ سنين لم تصحو حتى على صلاة الفجر جلست وكأنها متعجبة من حلم أمتد طويلا وطويلا أنتهى في هذه اللحظة تاركا لها ذكريات وأمل أكبر ,كان يحدوها العزم أن تقلب الدار رأسا على عقب فقد اضحى الأمر لها بدون منازع وإن لم يكن هناك من ينازعها أصلا ولكنها مخولة الآن أن تفعل كل شيء يحلو لها ويجلب السعادة لأبو الياس عبها أن تبدأ هذه المرة بخطواتها المدروسة ولكن بتلقائية يعززها حبها الذي تشعر بدبيبه في قلبها لأول مرة .
يشعر الكثير من أصدقاءه أنه قد تغير جديا لم يعد ذاك أبو الياس اللا أبالي الذي يقضي السهرات متنقلا من مكان لمكان دون أن يتعب أو يمل , صار جادا أكثر في العمل ويستمر في عمله حتى ساعات متأخرة من الليل حيث تغلق الحضرة أبوابها في العاشرة مساء ,لم يهتم كثيرا بأصحابه حريص أن يهتم بمظهره وبكلامه أيضا تبدلت أشياء كثيرة في حياته ,قل المترددون عليه من أصحابه ممن يتسكع هنا ليقضي يومه عاطلا منتظر أن يستغل فرصة ما للحصول على مال من أي مصدر ,أصحاب المحلات من التجار أيضا لا حضوا التغير ومنهم من شجعه على الاستقامة والتوبة , لقد كان لوجود نرجس فعل السحر الذي فعل ما لم تفلح به السنون .
أخرجت كل ما في الغرفتين من أغراض وأثاث حتى جردتهما كأنها مجرد جدران خالية من أثار السنوات والأيام التي مرت , حرصت أن تكون أغراض المرحومة بعيدا عن أنظار الناي والنزل ,لم تقبل أي مساعدة من جاراتها لا تريد أن يعبث أحد بعالمها القادم لترسمه على مهل على روية وفق منظورها هي ,مسحت الجدران من أثار قديمة غسلت الأرض مسحت الشبابيك رشت الأرض بالأسفنيك والنفط لم يعد هناك مساحة لم تصلها أدواتها التنظيفية , قضت النهار بطوله في التنظيف ومع هذا لم تنس أن تعد الغداء له وأرسلته هذه المرة بيد شاب من النزل بالموعد المحدد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرما ...
- في معنى الوجود ح2
- في معنى الوجود
- الفصل الأول _ تنظيف الجذور ج1 . من رواية النرجس والرمان
- الفصل الأول _ تنظيف الجذور ج2 . من رواية النرجس والرمان
- الفكر والمفكرون العرب وعقدة الضد والضديد
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج2 . من رواية النرجس والرمان
- الفصل الأول _ لقاء طائر الأحزان ج1 . من رواية النرجس والرمان
- بيان الأمانة العامة للمبادرة الوطنية للمصالحة والسلام بشأن ا ...
- ملامح من الوضع العراقي القادم
- السلام ومطلب الحرية
- مفهوم المقاومة الشعبية
- هل نجح الجيش العراقي في الأستعداد للمواجهة
- صباح العراق
- الموقف الإقليمي والدولي ومسألة الموصل
- قرار المواجهة وحدود التنفيذ
- زمام المبادرة مفتاح التحرك نحو النصر
- هل ينبغي ترك الموصل للقوى المسلحة والاكتفاء بالتفرج
- خيارات الحرب والسلام في العراق
- لماذا الأنهيار المفاجئ للجيش العراقي في الموصل


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الفصل الأول _ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرمان