أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية














المزيد.....

هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4487 - 2014 / 6 / 19 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان هجوم الدولة الاسلامية في العراق والشام قد يكون عاملا فعليا لإحتمالات تفاقم المواجهة الطائفية ينهض فيها الجميع ضد الجميع، ومن المحتمل ان تنتشر شرارتها الى دول المنطقة الاخرى، خاصة المتورطة في التطورات الاخيرة. وكما كتبت مؤسسة كارنيجي فقد ظهِر الاستيلاء على الموصل أنّ تنظيم داعش يكاد يصبح لاعباً إقليمياً في الشرق الأوسط. والتعامل مع هذا اللاعب الناشئ يتطلّب تغييراً حاداً في السياسات التي تنتهجها البلدان الغربية والعربية في مايتعلّق بالعراق وسورية، بما في ذلك السياسات التي تتّبعها الحكومة العراقية. فالمجتمع الدولي يستطيع صدّ توسّع داعش والحدّ من قدرتها على الصمود فقط من خلال التعاون العابر للحدود الوطنية، وذلك على المستويَين السياسي والعسكري.
من المحتمل ان تنجر عدد من القوى الاقليمية بصورة سافرة في المواجة بين الحكومة العراقية وداعش، وهذا بدورة سوف يؤجج الصراعات الاقليمية المجففة حاليا خاصة في الدول التي تقطن فيها طوائف شيعية تشعر بانها مهمشة ومهضومة الحقوق كما في البحرين والسعودية والى حد ما في الكويت، مما سيؤدي الى مواجهات اقليمية.
ان التطورات تنبئ بان ايران مرشحة للتدخل في الشان العراقي في حال تهديد مصالحها هناك، وخاصة عودة حزب البعث للحكم او سيطرة السنة المتشددين على مقاليد الحكم، او وجود تهديد على مدن كربلاء والنجف المقدسة بالنسبة للشيعة. ان تدخل ايران محفوف بمخاطر بالغة، لان انجرارها في النزاع العراقي الداخلي قد يعطي مبررات جديدة للغرب واسرائيل للقيام بعملية عسكرية ضد ايران بذريعة انتهاك القوانين الدولية، او فرض عقوبات اضافية عليها وتاجيل التوقيع على اتفاقية استخدام ايران الطاقة النووية الايرانية
ان تفاقم الوضع في العراق وتكثيف منظمة دولة العراق والشام الاسلامية لنشاطها وفشل الجيش بالتصدي لممارسات يشهد على فشل النخب السياسية بتأسيس دولة عراقية جديدة تقوم على الانتماء الوطني ونبذ الطائفية والتفرقة القومية وتنمية روح التسامح لدى العراقيين. ولذلك فان داعش جاءت ثمرة مرة للسياسات الخاطئة التي ارتكبتها الحكومة والتي ادت الى تشديد موقف أهل السنة ودخول حركتهم الى مجال النزاع المسلح.

ان هناك قوى عديدة تدعم الدولة الاسلامية في العراق والشام من بينها فصائل مسلحة تابعة حزب البعث العراقي المحظور وجماعة النقشبنديين بقيادة عزت الدوري والقاعد في باكستان.
ومن الناحية العسكرية ان نجاح هجوم داعش في العراق وتحقيقها النجاح السريع في السيطرة على مدينة موصل جاء بفضل توطئها مغ قيادات وحدات الجيش العراقي المرابطة في نينوي في اطار اتفاق مسبق بتسليم المدينة من دون قتال. لان داعش بقواها وعدادها وعدم وجود غطاء لديها ولا مدفعية ثقيلة غير قادرة على تحقيق تلك النجاحات بالسهولة التي حققتها خاصة وانها وسعت الهجوم ليمتد الى كركوك وتكريت وبغداد والبلدات المحيطة.
اثارت الاحداث في العراق والهجوم المفاجئ لدولة العراق والشام الاسلامية هلع ليس فقط بغداد بل والغرب عموما. وتجري في واشنطن اجتماعات مؤسسات القرار لوضع التدابير اللازمة للرد على تهديد المصالح الامريكية من قبل داعش، لكن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريا لكنه قد توجه ضربات جوية لمعسكرات وتجمعات المقاتلين وتقدم الاسلحة اللازمة ولكنها اشترطت كل ذلك باحياء المصالحة بين القوى السياسية وقادتها. ووفقا لبعض التقيمات فان التطورات في العراق تشهد على انهيار السياسة الامريكية ازاء العراق. كما اعربت الامم المتحدة عن القلق من التطورات في العراق.
ان تعددية القوى المشاركة في الهجوم على نينوى والمدن الاخرى، يشير الى تعددية الاهداف، فاذا كانت التيارات القريبة من القاعدة او الممثلة لها تخطط لبناء كيان اسلامي من اجزاء من العراق وسوريا، مستثمرة العلاقات التاريخية التي تربط الموصل بحلب، فان قوى سنة العراق تهدف الى التاثير الحكومة والقوى الشيعية الاخري التي تمسك بالسلطة، لكي تعيد النظر بسياستها ازاء المكون السنوي ومشاركته في تقسيم الثروات والسلطة وصناعة القرار، والكف عن سياسة اقصاء وتهميش قواه وشخصياته السياسية. ان هذه القوى تسعى الى زعزعة الوضع في العراق والسيطرة على بعض حقول النفط لتكون ورقة بيدها لتحقيق اهدافها.
ان التطورات المقبلة تعتمد على عدة عوامل داخلية منها تتمثل في شكل ادارة حكومة المالكي المواجهة مع داعش والقوى التي تدعمها وتحرير المدن التي سيطرت عليها، وعلى وجه الخوصوص مدى رغبة المالكي في تهيئة الاجواء المناسبة لاستعادة الوحدة الوطنية وبناء جسور الثقة بين القوى السياسية الفاعلة واحترام حقوق كافة مكونات العراقي، ام الاستمرار بسياسىة استئثار طرف واحد بالسلطة واقصاء النخب السياسية للمكونات الاخرى وتهميشها.
والاحتمال الاكثر واقعية يتمثل في ان الحكومة العراقية ستحجم نشاط داعش وتحصرها في المناطق المحيط بنيوى، وهذا ما يعني ان داعش ستتحول الى عامل لزعزعة الاستقرار في المنطقة ولفترة طويلة، خاصة اذا صحت القراءات الى وقوف قوى اقليمية ودولية وراء تحركاتها من اجل تقليص المد الشيعي الايراني في المنطقة.

*كاتب وباحث من العراق يقيم في موسكو
د.فالح الحمراني



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواصفات مطلوبة برئيس وزراء العراق الجديد
- تكتلات سياسية ام تخندق طائفي
- العرب وروسيا والأزمة الاوكرانية
- خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي
- ليتحالف اليسار العربي مع بوتين
- روسيا في البحث عن الذات وعلاقاتهاالاوربية
- الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا
- موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي
- روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية