أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالح الحمراني - مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي














المزيد.....

مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 19:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل فشل المشروع الاسلامي لحكم الدول العربية؟ نعم كل الدلائل تبرهن على فشله، وانه يوتوبيا عكسية لن يمكن تحقيقها. اننا لا نعرف لحد الان عن طبيعة وماهية المشروع الذي يتحدث عنه الاسلاميون، هل هو زمن الخلفاء الراشدين (رض) الذي لم يحقق احدا منهم اهدافه المنصوص عليها في القران والسنة النبوية والاجتهادات المتعلقة بها، علما ان ثلاثة من الخلفاء (رض) اغتيلوا، ولاسباب سياسية بحتى وليست دينية ابدا. ام الدولة الاموي والعباسية وما بعدهما ودولة بني عثمان ام عن مشروع نظري لم ير النور بعد. اذن حان زمن، ما ادركه الاوروبين قبل اكثر من قرن، بان الدين والسياسة، الدين وادارة الدولة والحكم متنافيان تماما. رجل الدين لا يمكن يمكن رجل سياسة. وان العصر يستوجب فصل الدين عن السياسية.

الدين الذي يحاول باسمه اصحاب مشروع " الاسلام السياسي" الوصول للسلطة وللابد، هو ليس جوهر الدين المنصوص عليه في الكتب المقدسة. ان العقلانية لا يمكن ان تقترف خطأ فاضح بوضع قانون خالد وابدي للسلوك والتعامل البشري، ان الحياة تتطور وتتغير في مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية في معرفتها واكتشافها للكون ، وان الانسان منذ ظهوره على الارض اكتشف الكثير من الذي غير وجه نظره للحياة والكون والتعامل الاجتماعي. وهذه حقيقة لا يمكن ان ينفيها اي انسان عاقل. ولا اعتقد ان علماء الدين ضدها. لذلك فان الدعوة بممارسة جرائم القتل العشوائي ( وللمسلمين انفسهم) لتطبيق شريعة دين حنيف " و شريعة اي مذهب واتجاه منها؟ غير معروف" هي دعوة تتناقض تماما مع الروح الالهية والاديان السماوية جميعا، وتضر بسمعة الدين الذي تنفذ بأسمه، انها تتنافي واحكام الاديان كافة، وبالدرجة الاولى الدين الاسلامي.

لقد اظهرت التجارب الاخيرة في العراق وتونس ومصر وليبيا وقبلها في دول اخرى تعكزت على الاسلام لإحتفاظ الملوك بعروشهم، بانها غير قابلة على الحياة، العجز الكامل عن تحقيق دعوات الاسلاميين لشعوبهم المظللة، بانه وباستلامهم السلطة سوف تنحل كل المشاكل العالقة، الحياة المعيشية والاخلاقية والعدالة الشاملة وموجهة التحديات التي تجابهة الامة سواء كانت اسرائيل اوالحضارة الغربية بكل موبقاتها ناهيك عن الامراض والفقر والامية... ستحل، وسيكون السكان على عتبة الجنة. على العكس الخارطة امامنا كئيبة ومحزنة: المعارك تدور اليوم بين حلفاء الامس التي جاؤا لسلطة وهم يرفعون الشعار الاسلامي، والحصول على السلطة والنفوذ ووضع اليد على اموال وممتلكات الدول، اصبح هدفهم الحقيقي، وليس تحسين وتطوير وتجميل حياة المسلم. ابدا. من وصل للحكم مارس الفساد الحكومي، ومن لم يصل له بعد حمل البندقية لقتل كل من يقف امامه.

ان رافعي الشعار الاسلامي خانوا قيم الاسلام الفعلية بالاخاء والمساواة والعدالة، وقيمه الفاضلة الاخرى، وتنكروا لها وتمسكوا بالطقوس التي تموت مع الزمن لاستحالة تطبيقها واستخدامها كحجة للاطاحة بالمتنافسين معهم والمعارضين لخططهم.

ان حكم دولة ليست هواية وتمني يمكن ان يمارسها كل شخص، وانما هي خبرة وعلم ومهارة وتدريب ودراية وفي نهاية المطاف مؤهلات شخصية عديدة، ولذلك فليس كل من ادعى انه مسلم نظيف! يستطيع حكم الدولة او الجلوس في برلماناتها او مسؤول في حكومتها.

ان الدين قبل شئ ممارسة روحية خالصة، يلتزم الشخص الذي وهب بها بالصدق والنزاهة وممارسة العدل والدعوة للاخوة الانسانية والانتصار للمظلوم وتربية عائلة بقيم سامية وبالتالي الارتقاء في روحانتيه لتعانق الجمال الاصيل وما تمنحه الطبيعة للانسان، والدعوةلإناقة الفكر وتعميقه للكشف عن اسرار الطبيعة التي وهبها الله للبشر وتوظيفها لخدمة الانسان وحياته على الارض، لصحته ووعيشه بكرامة.

لقد استغلت القوى التي انتحلت الاسلامية قيم العصر، بما في ذلك الديمقراطية وحرية المعتقد، لتصل الى سدة الحكم، مستغلة بذلك ثقة الجماهير بالدين الحنيف (وليس بها) وممارسة التظليل بها، وخانت حان وصولها للحكم،القيم التي مهدت سبيل الصعود للسلطة قيم الديمقراطية وباشرت ببناء انظمة استبدادية متخلفة وظلامية وابعدت القوى المعارضة لهذا التوجه، وحرمتها من الحياة.

ان الحياة الخضراء وقوانينها الصارمة، اقوى من الانحراف بها من جادة التطور والتقدم وتحسين الحياة وتطويرها وبناء الدول التي تتلائم وعقلية الانسان المعاصر، وترفض العودة الى القرن السابع ميلادي (الاول هجري) وسحب قوانينه وعاداته وخطابه للقرن الواحد العشرين. لنبحث عن طريقنا ولنساهم في رفد الحضارة البشرية، مسترaدين بقيم الحاضر ومستفادين من المورث الحافل.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا
- موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي
- روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي
- موسكو تحدد شروط التسوية في سورية
- لماذا وضعت روسيا قيودا على نشاط المنظمات غير التجارية؟
- بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط
- اليسار الروسي يصوت ضد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية
- العلاقات الروسية القطرية.. من الشراكة إلى المواجهة على الجبه ...
- حركة الاحتجاجات في روسيا تنوع اشكالها
- الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو
- زيارة بوتين للمنطقة ودلالتها الدبلوماسية
- سط هواجس دولية وتساؤلات عن الالتزام بالعهد: الاسلام ...
- دروس محاكمة بن علي
- الثورة التالية
- هاجس مبارك


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالح الحمراني - مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي