أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي















المزيد.....

روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تركت التطورات في العالم العربي التي اكتسبت صفة "الربيع العربي" ظلالا قاتمة على العلاقات بين موسكو وواشنطن. وتكاد الخلافات بين الطرفين، حول اسلوب مع تلك التطورات، تجهض الانجازات على التي تحققت صعيد تحسين اجواء العلاقات بين البلدين واطلاق عملية تجفيف نقاط التوتر والخلافات فيها التي تمت في عهد الرئيسين باراك اوباما والرئيس الروسي السابق دمتري ميدفيديف. وينظر الكرملين بعين الشك لتحمس الولايات المتحدة لدفع وتشجيع "الثورات العربية" وتغير الانظمة عن طريق الاحتجاجات وبعيدا عن صناديق الاقتراع والدعوة للتدخل العسكري لتحقيق تلك الاهداف. كما تنظر موسكو وعلى خلاف واشنطن بتحفظ سافر على نتائج "الربيع العربي". وبالمقابل وفي ردها على الموقف الروسي،اقدمت واشنطن على اثارة ملفات قديمة لفرض القيود على المتجارة مع روسيا ووضعت لوائحا جديدة تمنع عددا من المسؤولين الروس الدخول لامريكيا لتورطها بممارسات ادت الى موت محامي روسي حاول فضح الفساد الحكومي. ويعكس الخلاف بين موسكو وواشنطن حول تقيم التطورات في العالم العربي واسلوب معها، رؤيتين متناقضتين للتعاطي مع الشئون الدولية، تخفي ورائهما مصالح كل طرف وطرائق تحقيقها.
وزاد الطينة بله خطاب مرشح الحزب الجمهوري ميت رومي الحاد تجاه روسيا حيث وصفها بانها العدو الجيو/ سياسي رقم 1 بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية. فما الذي جعل روسيا تتحول من بلد اعادت الولايات المتحدة "تحميل علاقاتها بها" قبل فترة وجيزة ماضية الى منافس رئيسي لواشنطن؟. ويلوح ان السبب الرئيس للمنعطف الحاد في العلاقات يعود الى الموقف الذي تبنته القيادة الروسية من تطورات " الربيع العربي".
وكانت روسيا قد استعملت في مجلس الامن الدولي حق النقض " الفيتو" مرتين لاحباط مشاريع بشان سوريا، مما اثار لدى الساسة الامريكيين وحلفائهم في الشرق الاوسط استياءا سافرا، تحول في بعض الاحيان الى غضب. واتهم المعسكر الاخر الكرملين بالدفاع عن " النظام السوري الدموي، الذي يمارس قتل المدنيين".
ويرى غالبة الخبراء الغربيين وليس وحدهم ان السبب الرئيس الذي يدفع روسيا للوقوف بقوة ضد التدخل العسكري في سوريا، يكمن في التعاون العسكري بين روسيا وسوريا، ووجود قاعدة عسكرية في طرطوس، وكذلك العلاقات الشخصية التي تربط الاسد بموسكو.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية غير مرة انه لا يوجد ثمة بديل لخطة الموفد السابق الخاص للامم المتحدة وجامعة الدول العربية فى سورية والاتفاقات التى تم التوصل اليها فى جنيف. لكن الغرب، في اشارة مبطنة للولايات المتحدة الامريكية، لا يزال يؤكد ان هذه الوثائق قد فات اوانها. وفى المقابل تعرض واشنطن، وباريس، ولندن كحل آخر سيناريوهات خارج الامم المتحدة لأن قرارات مجلس الامن لم تعد تأتى بأكلها. ونتج عن تعطيل إتفاقات جنيف، وتعليق بعثة المراقبين الدوليين. كما ترفض موسكو الى الايصال بالوضع في سوريا مثلا الى "نقطة لا رجعة فيها"مشيرة الى إطلاق الدعوات الى انشاء مناطق عازلة أو مناطق آمنة لمساعدة اللاجئين، وكذلك شن وسائل الإعلام الغربية حملة ترمى الى البحث عن السلاح الكيماوي فى سورية.
وتركزت الخلافات الروسية /الامريكية في الاونه الاخيرة حول اسلوب الخروج من المأزق السوري وضمن هذا السياق يشر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى ان التدخل الخارجي فى الشؤون السورية أمر مستبعد وإنه لن يجلب اثرا إيجابيا. ويقول: يجب على كل لاعب خارجي إجبار كافة اطراف النزاع فى سورية، وبالأخص تلك التى لديه نفوذ عليها، وقف العنف". وأعاد افروف الى الاذهان "ان الجانب الروسي تحدث عن ذلك بالضبط فى جنيف وجرى تثبيت هذا الموقف فى بيان جنيف
وبرأي لافروف :ان الجميع يريدون ان تكون سوريا دولة حرة ولكن الغرب يدعو عمليا الى التدخل الخارجي. ولدى تعقيبه على حصيلة اجتماع "مجموعة العمل" الذى عقد فى /يونيو/ الماضي، قال الوزير الروسي"إنني لم أكن متأكدا من تحقيق الاجماع فى جنيف بسبب اتساع الفجوة بين المواقف تجاه سورية وقتئذ. وبصدد ما يجب ان يحدث فى سورية يتفق الجميع على اننا نريد ان تكون سورية دولة ديمقراطية مستقلة حرة وثابتة تضمن حقوق سائر المواطنين، ولاسيما حقوق الاقليات. وفى هذا الامر لا نختلف".
واضاف قائلا "اما من ناحية كيفية الزحف نحو هذا الهدف فهنالك رؤية متغايرة تماما. ويدعو زملاؤنا الغربيون وممثلو بعض الدول فى المنطقة عمليا الى التدخل الخارجي. وتؤمن روسيا شأنها شأن الصين بضرورة إجلاس الاطراف المتناحرة فورا الى طاولة مفاوضات".
ووفقا لتقرير مجلة الشرق الجديد الالكترونية فان الأحداث التطورات في المنطقة بعثت من جديد خطط واشنطن لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط. أما غضب الساسة الأمريكيين من موقف روسيا فليس بسبب الحرص على " الشعب السوري البريء" وفق تعبيره المجلة
ويقول التفرير ايضا: ان من شأن إندلاع حرب في الشرق الأوسط مساعدة البيت الأبيض في حل المشاكل المالية وتأخير بدء الأزمة الإقتصادية في البلاد. ولتجنب حصول أزمة إقتصادية جديدة. إلى جانب ذلك فإن ظل العملاق الجيوسياسي المتمثل في الصين و الذي يخيم على الولايات المتحدة ويمتد إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأسيا الوسطى سيدفع واشنطن للقيام بخطوات للقضاء على "المنافس" الخطير. ويخلص الى إن زعزعة الإستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيساعد إلى حد ما في حل هذه المسالة. ونظرياً، فقد صيغت هذه النظرية في إستراتيجية ما يسمى ب "الفوضى المنظمة" أو "إدراة الفوضى". وقد ساهم في وضعها إلى حد كبير بريجينسكي مستشار الرئيس الحالي، واضع نظرية "الثورات الملونة" في عدد من بلدان الإتحاد السوفياتي السابق، إلى جانب ست. مان مؤلف "نظرية الفوضى والفكرالإستراتيجي".
ويتلخص جوهر هذا الفكرة في أنه وللتحكم الفعال في بلد أو في منطقة بأكملها ينبغي تدمير هيكلية بناء المجتمع ونمطه التقليدي وتعويم القيم وخلق فراغ فكري. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى إرتباك في الوعي الأجتماعي وفرض القيم اللازمة. وعملية إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد الجارية الآن مدمجة في هذه النظرية، والتي تفترض تقسيم البلدان الكبيرة إلى دول أصغر وبالتالي يسهل السيطرة عليها، وتغيير الأنظمة العلمانية القائمة بأنظمة ذات صبغة إسلامية، وكنتيجة لذلك نصبح أمام "فوضى منظمة"..
وتبدي الكثير من الدوائر الروسية ايضا الخشية من زحف الربيع العربي الى تخوم روسيا، واكتساحه دول اسيا الوسطى التي تتحكم فيها انظمة مثيلة للانظمة العربية التي اطاحت بها الاحتجاجات الشعبية، ومن ثم وصوله الى شمال القوقاز حيث يتصاعد الوعي القومي/ الديني في الجمهوريات الاسلامية وتستمر اعمال العنف هناك.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسكو تحدد شروط التسوية في سورية
- لماذا وضعت روسيا قيودا على نشاط المنظمات غير التجارية؟
- بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط
- اليسار الروسي يصوت ضد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية
- العلاقات الروسية القطرية.. من الشراكة إلى المواجهة على الجبه ...
- حركة الاحتجاجات في روسيا تنوع اشكالها
- الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو
- زيارة بوتين للمنطقة ودلالتها الدبلوماسية
- سط هواجس دولية وتساؤلات عن الالتزام بالعهد: الاسلام ...
- دروس محاكمة بن علي
- الثورة التالية
- هاجس مبارك
- بعد تونس: الصنم التالي
- فضائح التجسس والعلاقات بين روسيا وامريكا
- اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها
- اطفال الفلوجة
- الشيوعي الروسي يشارك بمسيرة كبرى في الاول من ايار وزوجانوف ي ...
- روسيا وحزبها الشيوعي تحتفل بالاول من ايار
- اسئلة مشروعة على هامش اجتماع الرباعية بموسكو
- المادة التي رفضت انباء نوفستي نشرها


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي