أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط















المزيد.....

بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 3792 - 2012 / 7 / 18 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الجدل الساخن الذي انفجر فجأة من على منبر "المنتدى الاقتصادي الدولي" الذي جرت اعماله مؤخرا في العاصمة التاريخية الروسية "بطرسبورغ" بين "الخبير الاول" بشئون الشرق الاوسط كما يلقبوه بروسيا يفجيني بريماكوف ووزير الخارجية الامريكي صاحب سيناريوهات صناعة السلام الانفرادي في الشرق الاوسط هنري كسنجر، عكس مدى عمق هوة الخلافات في رؤية الدوائر السياسية الروسية والامريكية لشئون الشرق الاوسط وسبل معالجتها، وان كل طرف ينظربعدم ثقة لنوايا الاخر الرامية اساسا لترسيخ مواقعه في المنطقة الاستراتيجية التي تحولت على مدى عقود الى ميدان لتنازع المصالح والصراع لبسط النفوذ.
وربما كان بريماكوف، الذي كان رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية ومديرا للمخابرات الخارجية وصحفيا ومستشرقا،قد عبر عن رؤية جماعية للدوائر السياسية بروسيا حينما غمز بمحدثه كيسجنر من على منبر المنتدى قائلا بصراحة ان " الاصدقاء الامريكان خدعونا في التعامل مع ليبيا" مذكرا محدثه بقرار مجلس الامن الذي استخدمه، وفقا للقراءة الروسية ،الغرب لضرب ليبيا وتصفية العقيد معمر القذافي.واضاف بلهجة تنطوى على اشارات متعددة المعاني" اننا نتعلم من التجارب، ولم يعد بمقدور احد بعد الان خداعنا".وحقا لم يضف بريماكوف، الذي يشار انه مستشار للقيادة الروسية بشؤون المنطقة، شيئا على رؤيته السياسية للتطورات في الساحة الاقليمية والدولية التي ترسخت بوضوح منذ الحرب على يوغسلافيا والاطاحة بحليف موسكو سلوبدان ميلوسيفتش،حينما اعرب عن رايه لكيسنجر بان الولايات المتحدة على خلاف روسيا لم تتعض بالدروس من التطورات بالعراق وليبيا حيث " تعززت مواقع القاعدة " واستعرت العداوت القبلية والطائفية، ووقوف البلدين على شفرة الانهيار.
وعلى حد قناعة بريماكوف من ان هذا سيجري حتما في سوريا حال ما سيرحل الرئيس بشار الاسد!.وذهب الى ان مجموعة المنشق البلشفي ليف تروتسكي كانت قد دعت في عشرينات القرن الماضي الى تصدير الثورة البلشفية للدول الاجنبية لاستمرارها، واضاف"والان تعيد الولايات المتحدة نفس الخطأ، حينما تريد تصدير الديمقراطية".
وكان بريماكوف قد اعاد قبل فترة طبع كتابه "الشرق الاوسط :على المسرح وخلف الكواليس" الذي اجمل فيه رؤيته لقضايا المنطقة الراهنة،مضيفا له فصولا تعكس رؤيته للتطورات العاصفة التي شهدتها المنطقة والتي اطلق عليها "الربيع العربي" بعد صدور الكتاب ونفاذه بسرعة من الاسواق.وشملت الطبعة الاولى لكتاب " الشرق الاوسط" النصف الثاني للقرن العشرين. اي مرحلة اقامة الدول ذات السيادة في العالم العربي. حين ظهر زعماء يلوحون بالشعار القومي وساعدت الحرب الباردة الدائرة حينها والنزاع العربي /الاسرائيلي على ترشيخ مواقعهم.
ويميز بريماكوف ثلاثة مؤشرات المرحلة التي من بينها انه ورغم التقارب مع احد اقطاب الحرب الباردة، لم تتورط احد الدول العربية واسرائيل في حرب اقليمية. ولم ينشأ هذا الوضع باتفاق امريكي سوفياتي وانما عرقل كل من جانبه مثل هذا التطور، وعملا كل ما في وسعهما من اجل ان لا ينجرا لمواجهة عسكرية مسلحة. ويخلص بريماكوف الى ان الحرب الباردة وفرت للدول العربية الحصول على مختلف اشكال المنافع بما في ذلك الاقتصادية.
ويشير لاحقا الى ان الولايات المتحدة نجحت بتنفيذ اجرءات مؤقتة كانت كما يرى، ضرورية لتحريك اتسوية العربية/ الاسرائيلية مثل عقد اتفاقية السلام المصرية/ الاسرائيلية والاردنية /الاسرائيلية والتقارب المنقطع، بين فلسطين واسرائيل.
وبالتالي يرصد المؤلف تحول الانظمة التي وصفت بالثورية الوطنية في بلدان الشرق الاوسط الى انظمة شمولية سعىت لترسيخ سلطاتها بوسائل القوة, وان طابع الانظمة العربية تلك لقيت ارتياح الولايات المتحدة وروسيا التي اصبحت وريثة الاتحاد السوفياتي السابق. وقامت هناك برايه حتى مساحة تطابقت فيها مصالح الدولتين، لان تلك الانظمة وقفت ضد التطرف الديني وحاربت الارهاب ورفضت افساح المجال لتتواجد على اراضيها "القاعدة" وغيرها من المنظمات التي تتبنى الارهاب. وحسب تقييم بريماكوف فان الانظمة الشمولية هيئت ظروف للتطوير لاقامة العلاقات الاقتصادية، مما حظي باهمية بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا.
ويؤكد بريماكوف في كتابه الجديد على ظهور عنصر جديد أثر على الوضع في المنطقة في بداية القرن الواحد والعشرين. وعلى حد قوله فان الولايات المتحدة وبتاثير المحافظين الجدد انتجهت بعد انتهاء "الحرب الباردة" سياسة اقامة نظام القطب الواحد في العالم الذي كان فاتحة مرحلة " التدخل".واصبحت العملية العسكرية الامريكية في العراق نموذجا تقليديا لهذا التوجه.وكان احد نتائج هذه العملية تحول ايران الى دولة اقليمية نافذة. والاخر تسعير الخلافات الطائفية، وظهور اصطفافات اقليمية جديدة في المنطقة. ان الربيع العربي، علىوفق ما يري بريماكوف، الذي هبت عواصفة على المنطقة في بداية عام 2012 واسفر عن رحيل بعض الانظمة، قد اتخذ اشكالا متنوعة، فالوضع في ليبيا وسورية لم يتأطر في "الربيع العربي" كثورات مخملية، فالمظاهرات المعارضة للانظمة هناك التجأت مباشرة للسلاح في مواجهة القوات الحكومية. ان الولايات المتحدة والناتو استخداما الوضع الناشب هناك لعدم اتاحة الفرصة لانتصار الانظمة هناك غير المرغوب بها لهذا السبب او ذاك. وحسب تقديره، ويتفق معه بهذا الشان غالبية الخبراء الروس، بانه وعلى الصعيد السياسي فقد انتزعت المنظمات الاسلامية من الشارع في مصر وتونس المبادرة الثورية، وان مستقبل البلدين سيعود لحد بعيد الى العلاقات التي ستقوم بين من يصفهم بالمعتدلين والراديكاليين الاسلاميين.الى جانب ذلك فان الولايات المتحد تقيم الصلات الرسمية مع المنظمات الاسلامية المعتدلة. ويتكهن انه وعلى الرغم من نقل وظائف السلطة في مصر الى السلطات المدنية الا ان الجيش، وكالسابق، سيلعب دورا كبيرا. ويستنتج من ان استئناف الولايات المتحدة المساعدات العسكرية المالية لمصر بحجم 1.3 مليار دولار كان من اجل ان لا تنعكس نتائج "الربيع العربي" سلبا او حتى تقوض الخطوات الجزئية على صعيد التسوية العربية ـ الاسرائيلية.
ويرى بريماكوف ان "الربيع العربي" اضعف خطوات التسوية العربية الاسرائيلية والقى عليها الظلال لكنه مقتنع تماما بان النزاع ممكن ان ينفجر لتنعكس تاعياته ليس على الشرق الاوسط وحسب وانما على خارجة، ويقول ان الجميع، وباستثناء اقلية من الاشخاص، باتت تدرك بان التسوية مشروطة وحسب باقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما اشار قرار التقسم الدولي عام 1947 عن اقامة دولتين على الارض الفلسطينية. هكذا يرى السياسي المخضرم وصاحب المهام السرية والعلنية بريماكوف حال وافاق التطورات في المنطقة.


اعلامي من العراق يقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الروسي يصوت ضد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية
- العلاقات الروسية القطرية.. من الشراكة إلى المواجهة على الجبه ...
- حركة الاحتجاجات في روسيا تنوع اشكالها
- الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو
- زيارة بوتين للمنطقة ودلالتها الدبلوماسية
- سط هواجس دولية وتساؤلات عن الالتزام بالعهد: الاسلام ...
- دروس محاكمة بن علي
- الثورة التالية
- هاجس مبارك
- بعد تونس: الصنم التالي
- فضائح التجسس والعلاقات بين روسيا وامريكا
- اكتوبر الثورة التي لم تحقق اهدافها
- اطفال الفلوجة
- الشيوعي الروسي يشارك بمسيرة كبرى في الاول من ايار وزوجانوف ي ...
- روسيا وحزبها الشيوعي تحتفل بالاول من ايار
- اسئلة مشروعة على هامش اجتماع الرباعية بموسكو
- المادة التي رفضت انباء نوفستي نشرها
- العراق في مواجهة الحرب الإعلامية النفسية
- اوكرانيا من الثورة البرتقالية الى مستقبل غامض
- هل سيقنع عباس موسكو بمقايضة ايران بالتسوية السلمية؟


المزيد.....




- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...
- نتنياهو يأمل في استعادة شعبيته بعد التصعيد مع إيران، فإلى ما ...
- اقتحامات وتفجيرات.. الاحتلال يواصل اعتداءاته على الضفة الغرب ...
- مأساة في نهر النيل.. مصرع 4 أشخاص غرقا إثر انقلاب مركبهم
- زلزال بقوة 5.5 درجة يهز باكستان


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - بريماكوف ورؤيته لقضايا الشرق الاوسط