أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - تكتلات سياسية ام تخندق طائفي














المزيد.....

تكتلات سياسية ام تخندق طائفي


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 3 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    







تكتلات سياسية ام تخندق طائفي

فالح الحمراني



ما نسمعه في من دردشات خلف كواليس المشهد العراقي لا يبعث على التفاؤل. فالساسة المحظوظون بحصد اصوات غالبية اصوات الناخبين لا يتحدوث عن التغيير الجذري المنشود الذي راهن عليه الناخبون ببناء نظام سياسي جديد، وانما هم يفكرون ضمن النهج الذي ادى بالعراق الى حالته الراهنة: تمزق سياسي وجغرافي وانعدام الافق ومجازر يومية يسقط فيها عشرات الابرياء، وتحويل طاحونة الدم الى وجود مستديم، ولم نعرف المسؤول والمقصر. وكانها حكم آلهة يونانية للانتقام من شعب الرافدين على خطيئة ارتكبها.

بين التكتلات على أساس سياسي، والتحالفات على أساس طائفي، هوة واسعة تعكس رؤية متناقضة للواقع والعملية السياسية ومآل مسارها .ان الطائفي يورطنا للدخول في طريق وعر، بينما نحن نحتاج الى حركة للامام لتجاوز الموروث المقيت ودوافع الصراعات والمحن التي مر بها بلدنا .ان تجاوز التكتلات على اساس طائفي هو الممهد الرئيسي نحو انماء شعور الإنتماء الوطني والتضامن بين أبناء الشعب الواحد وتفتح الافاق لتجسيد العدالة وشعور المواطن بضرورة ان يكون له موقف ودور في تطورات بلده، انه يشحذ الوعي السياسي للانسان العراقي. ان تاسيس تكتلات على اساس طائفي تكريس للطائفية بامتياز.
ان نتائج الانتخابات البرلمانية وضعت العراق من جديد امام مفترق طرق في ان يختار الطريق المنشود لإصلاح ما خربته التجربة الاماضية المريرة. او ان القوى التي فازت بها سوف تستجيب لمطالب اغلبية الشرائح بالتغيير نحو الأفضل والعمل باخلاص ونية حسنة ( مع الإيمان بان النوايا الحسنة وحدها لاتحرك السياسي بل الاساس مصالحه) لبناء عراق موحد وتكوين شعب واحد، ام انها ستتخذ من الفوز وسيلة للاستئثار بالسلطة والانفراد ،بها وتقرير مصير مكونات العراق الاجتماعية وفقا لرؤيتها ومصالحها وارادتها، وتهميش الاقلية. ان التوجه في اي طريق من هذه سيتضح بصورة تامة عندما يعلن عن الكتل التي يجري العمل على تأسيسها. ولكن هناك هاجس لا يبعث على التفائل يكمن في ان 80% من نواب المجلس الوطني هم من الدورات السابقة، وثمة اعتقاد ان اغلبيتهم لا تهف للاصلاح والتغيير الحقيقي.
ان التكتلات هي تحالفات سياسية او عسكرية او اجتماعية بين اثنين او مجموعة من القوى لتحقيق اهداف متفق عليها والسير عليها. وتتفق تلك القوى في اطار الكتلة على برامج واضحة تتفق واهدافها المعلنة، لما فيه مصلحة البلد. وتجمع الرؤية السياسية وشكل ادارة الدولة ونظام الحكم الافضل تلك القوى. والاهم من كل ذلك ان تلك القوى تمثل قوى اجتماعية محددة تعمل على تحسين ظروفها الحياتية وتطوير الانجازات التي تحققت، لجعل الحياة افضل. وتتخذ القوى المنضوية في تكتل واحد مواقف تضامنية ازاء التشريعات القانونية والمواقف السياسية من هذا الحدث او ذاك.
وتقف الان امام القوى التي فازت في الانتخابية مهمة خيار المبدأ الذي ستقوم عليها تكتلاتها. ان الفترة الماضية منذ انهيار الدكتاتورية جعلت الغالبية تقتنع بان التحالف وانشاء الكتل على اساس طائفي ومذهبي دفع بالعملية السياسية الى طريق مسدود. ان التجربة البشرية في مختلف انحاء العالم بما في ذلك العربي والاسلامي برهنت على ان التكتل على تلك الاسس خيار ينطوي على مخاطر ذات عواقب وخيمة للبلد. ان الانتماءات الطائفية والمذهبية كقاعدة تخلق مشاعر النفور ورغبة نفي الاخر وعدم احترام خياراته. بل وتستفزه وتدفعه لرد فعل باي شكل من الاشكال لان الاخر مهما كان سيُصَور على أنه منشق منحرف، وتُكال له مختلف الاوصاف. والأهم من كل ذلك ان الكتل الطائفية يمكن ان تمثل شرائح اجتماعية بعقائدها بقناعتها الدينية او المذهبية وليس بمصالحها الحياتية والمعيشية، لذلك وكما دللت تجربة العراق وليس وحده، فانها سرعان ما تتهشم وتتفكك وتدخل في حرب باردة وساخنة، وما يخلف ذلك من تداعيات سلبيات. ان الحياة تجاوزت تاريخيا التكتل على اساس مذهبي وطائفي، وخلقت افقا اكثر رحابة وواقعية لانشاء التكتلات التي تستجيب لمطالب الناخبين الحقيقية.
ان السياسي صاحب البرنامح الموضوعي، وحده في الحالة العراقية قادر على توحيد الشرائح الاجتماعية للعمل المثمر وتحقيق المصالح المشتركة. الشرائح الاجتماعية ستلتف حول هذا التيار او ذلك انطلاقا من مصالحها المهنية ورؤيتها لتطور البلد، مثلا ان مصالح فلاحي المناطق الجنوبية تتطابق الى حد كبير مع مقتضيات ومتطلبات فلاحي الوسط والشمال والمناطق غرب البلاد، لذلك يمكن ان تتشكل حركة بينهم عابرة للانتماءات الطائفية والطبقية وهو الفعل الذي تعجز عن تحقيقة الانتماءات على اساس طائفي ومذهبي لان الانتماء سيتفوق على المصالح المهنية والطبقية.وكما اشير في احد الاعمال العلمية ان " السياسي يكون الحاسم والحاوي على العناصر الاخرى الرافع لها اعلى درجات". ان الاحزاب او الجبهات السياسية هي التي تمثل بحق مصالح هذه الشرائح الاجتماعية او تلك.ان التقسيم السياسي للمجتمع الممثل للتقسيم الاقتصادي هو التقسيم الاكثر موضوعية من التقسيم الاجتماعي على اساس طائفي لانه تقسيم وهمي ومصطنع تاريخيا. والسياسي الواعي بالتاريخ ومستلزمات الواقع والملتزم وطنيا يسيطيع بفعله بناء الدولة الموحدة القائمة على أسس عصرية.






#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب وروسيا والأزمة الاوكرانية
- خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي
- ليتحالف اليسار العربي مع بوتين
- روسيا في البحث عن الذات وعلاقاتهاالاوربية
- الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا
- موسكو لإستئناف الحوار مع العالم العربي
- روسيا وامريكاعلى خلفية الربيع العربي
- موسكو تحدد شروط التسوية في سورية
- لماذا وضعت روسيا قيودا على نشاط المنظمات غير التجارية؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - تكتلات سياسية ام تخندق طائفي