أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!















المزيد.....

العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هـل هـي انـتـفـاضـة عــراقــيــة ..أم مــؤامــرة ؟


مايحدث في وسط وشمال غرب العراق ، هو أقرب الى الصدمة، لكنه حسب أهالي المنطقة لم يكن مفاجئاً، فقبل أربعة ايام من الاجتياح الكبير، كانت ثمة مجموعات مسلحة بدأت الدخول والتمركز في مناطق عدّة من الموصل وجوارها. حدث سيترك آثاره العميقة في المنطقة .
ليس الأمر مجرد هجوم داعشي للسيطرة على المنطقة، فثمة "مجلس عام لثورة العراق". ولا شك أن الولايات المتحدة تدرك جيدا ما الذي يحدث، ولذلك سارعت بالإدانة واستعدادها لتقديم دعم للمالكي بـ مليار دولار !
كنا نعتقد أنه خلال ساعات سينقشع الغبار..وتتضح الصورة الحقيقية .و بدلاً من أن تتوضح الصورة، يتعدد المشهد ويتعقّد، وثمة سؤال يدور حول مؤشرات ودلالات الحدث، ما إذا كان اجتياحاً داعشياً، أم هي انتفاضة عراقية ضد نظام الحكم في بغداد، التي وصّفها المالكي على الفور كما حليفه الأسد بأنها مؤامرة! ولكننا نحتاج الى استحضار كل المعطيات التي قادت الى ما حدث وقراءة ردود الفعل الاقليمية والدولية المباشرة، علّ ذلك يقودنا نحو الوجهة الأقرب لمعرفة الحقيقة، بل جزءاً منها.
خلفيات
ثمة تداخل في فهم ما يحدث في العراق منذ 2003، الذي نشات فيه المقاومة العراقية، ضد الاحتلال الأميركي، وسلطات بغداد. شكلت القاعدة واحدة من أجنحته التي سيطرت فيما بعد على المشهد ، فيما تراجعت المقاومة الوطنية، بفعل عوامل موضوعية عديدة من أهمها محاصرتها وتضييق الخناق عليها، وملاحقتها في معاقلها التقليدية، من قبل الحكومات العراقية الموالية لطهران بشكل خاص. لقد ساعدت دمشق كما طهران، تلك القوى على الأرض العراقية، وفي الوقت نفسه كان النظام حليفاً لها، في حالة ازدواجية طالما كانت سمة الغرب التي ننتقدها حيال قضايانا الوطنية.
تبدو العلاقة بين الأنظمة الديكتاتورية، هي الأكثر فاعلية، وهي المؤسِّسة لجملة التوازنات في المنطقة، فقد كانت الديكتاتورية الطائفية، تقوم على نهج الوحشية والإقصائ بأشد الوسائل عنفاً، مع استهتار بالقوى الوطنية وقدراتها الكامنه، اضافة لإهمال متعمد في السياسات التنموية والاقتصادية.
كان هذا الوضع محرّكاً لانتفاضة الأنبار قبل نحو عامين، بعد أن استطاعت حكومة بغداد المركزية في حصر وجود القاعدة وأجنحتها في غرب العراق، بالتعاون مع الصحوات التي ذابت..مع نهوض داعش .
مؤشرات الحدث
يبدو واضحاً اليوم، أن ثمة تضخيم لقدرة داعش ومكانتها، تماماً كما تم تضخيم وجودها في الشمال السوري. وكشفت حملة الجبهة الاسلامية ضدها، حقيقة حجمها، واستطاعت طردها خارج ريفي ادلب وحلب، ماسمح لها بتعزيز تمركزها في الرقة، كمقر ولاية شكلت منطلقاً لحملتها التالية شرقاً بهدف الاستيلاء على مناطق الجزيرة الفراتية لربط المنطقة مع الأنبار. لقد ترك المجال مفتوحاً أمام داعش كي تتوسع وتتمدد وتقوى، في ظل تغاضي الغرب: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعجز كامل للائتلاف والحكومة السورية المؤقتة، عن أداء واجبها في فرض سيطرتها ودعم المجتمعات المحلية في المناطق المفرغة من نظام الاسد.
المنطقة على فوهة بركان في الحقيقة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، وجميع الأحداث التالية، هي بمثابة حلقات متتالية في اطار الاستراتيجية الأميركية لخلخلة المنطقة ..تفكيكها وإعادة تكوينها بما يخدم المصالح الغربية، لا تتصل المسألة بإيران على وجه التحديد، ولكن الغرب لايزال حتى اللحظة يقوم، صراحة أو مواربة، بدعم الديكتاتوريات وانشاء بديل عنها في اللحظة الممكنة، في مواجهة حركات التغيير الوطنية في المنطقة بأسرها، وبمختلف مكوناتها القومية " عرباً وكورداً وفرساً". بما شهدته من جرائم إبادة كبرى ومنظمة ( في العراق وسوريا ) هي الأسوأ وأشد بشاعة ودموية منذ قرن مضى.
الانتقال من ديكتاتورية الى أخرى، هي السمة الغالبة في المشهد السياسي المعاصر، هذا مايحدث..والعراق حالة مثالية لإحلال استبداد من يجوهر الإقصاء المتصل بالعنف بصورته الطائفية، المتصلة أيضاً بالتمييز العرقي. وقد سلكت حكومات العراق منهج الأستتباع لطهران مختارة ومجبرة في الحالتين هي اليوم جزء من المشروع الإيراني في المنطقة، ودعم المالكي لنظام الأسد واحد من مظاهر التجليات، وفي سياقه يأتي دعم داعش عبر التغاضي عما تقوم به، عبر التدريب والتجمع والتحشد وترك العراق ممراً لماتقوم به المخابرات الايرانية من تسليح وتسهيل عبور المجموعات الأفغانية وغيرها، باتجاه سوريا.
كان لابد لهذه القوة الاسلامية المتشددة – وقد لقيت في التغاضي الدولي، حيال ممارساتها الإجرامية ضوءا أخضر- من أن تنمو وتعقد تحالفات مع القوى المناهضة لنظام المالكي، وأن تقوم بالتوسع مع العشائر وقواها السياسية والعسكرية ما يشكل خطراً على حكومة بغداد المركزية، ويتهدد البلاد بخطر التقسيم مجدداً، مثلما يتهدد منابع النفط التي ستكون تحت سيطرة القوة الجديدة الزاحفة.
لاشك أن الديكتاتورية جلبت الوبال في المنطقة، وقادت الشعوب الى حافة الانفجار والتشظي، ولم تستطع طوال عقد من إزاحة نظام البعث أن تؤسس لدولة القانون والمساواة والعدالة والإستقرار، رغم كل الدعم الذي يتلقاه المالكي من طرفي صراع خصمين هما طهران وواشنطن .
الصورة الحقيقية لم تتضح بعد..وإن بدأت بالتشكل تدريجياً، والوعي السياسي والاجتماعي، وفهم العلاقات الشائكة، هو السبيل لتجنب مواجهات دامية في المنطقة الممتدة من الرقة وحتى ديالى، بل وأبعد من ذلك بما لايمكن الإحاطة به وتطويق تداعياته وارتداداته او الحدّ منها، بسبب الاستبداد الذي يعزز بنيته نظام إقليمي قوامه مثلث الطغاة في دمشق وبغداد وطهران، وتنهض بجسده داعش.
أميل للإعتقاد أن العشائر العراقية أنجزت تحالفاً " قد يكون مؤقتاً " مع داعش، بحكم قدرتها وموقعها في العراق، ليست بعيدة عنه المقاومة الوطنية " البعثية "، بهدف إعادة رسم الخارطة السياسية في العراق بعد سنوات الحكم الطائفي، وبما يعيد انتفاضة الأنبار الى الساحة السياسية، وسط خلافات جوهرية داخل الإدارة الأميركية، حول سياسة اوباما تجاه المنطقة، سوريا والعراق على وجه التحديد!
________________
كاتب سوري
مديرمركز الدراسات المتوسطية



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات
- حوار مع د.أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة
- شحّاذ التدخل
- الكأسُ الأُخرى


المزيد.....




- أمطار غزيرة في كوريا الجنوبية تخلف 17 قتيلاً على الأقل و11 م ...
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: تزايد فرص اتفاق بشأن الرهائن
- ترامب يهدد بوتين.. ماذا حدث بينهما؟
- 92 شهيدا من طالبي المساعدات معظمهم عند معبر زيكيم شمالي قطاع ...
- نذر تغير في ثوابت التعاطف والانسجام بين أميركا وإسرائيل
- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!