|
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (الاشتراكية العلمية)، والسياسية.....6
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 15:55
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلــــــــى:
المناضلين الأوفياء إلى: ــ التاريخ. ــ تضحيات الشهداء. ــ الطبقة العاملة. ــ من أجل مجتمع جديد تتحقق في إطاره الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في أفق الاشتراكية في تطورها. ــ من أجل أن تصير السيادة للشعب. ــ من أجل سلطة شعبية ديمقراطية في ظل دستور ديمقراطي شعبي. ــ من أجل قطع الطريق أمام كافة الانتهازيين مهما ادعوا الحفاظ على عذريتهم ومهما تساموا عن السقوط في المطبات القاتلة.
محمد الحنفي
المخاطر التي تتهدد حزب الطبقة العاملة:.....1
وإذا كان هناك حزب يعاني من مواجهة المخاطر، التي تتهدد وجوده، فهو حزب الطبقة العاملة، الذي يعاني من وجود الكثير من الأعداء، الذين يسعون إلى تضييق الخناق عليه، في أفق زواله إلى الأبد؛ ولكن حزب الطبقة العاملة، ليس هو الحزب الذي وجد لينتهي وجوده، خاصة وأن شروط وجود الطبقة العاملة، كطبقة تفرض وجود هذا الحزب المعبر عن وجودها، وإلا، فإنها غير موجودة أصلا، إذا افترضنا أن المجتمع لا زال بعيدا عن فرز الطبقة العاملة. وما دام المجتمع رأسماليا، أو رأسماليا تبعيا، فإن الطبقة العاملة موجودة، ويبقى: هل هي واعية بذاتها كطبقة عاملة، أو مستلبة بوعي مقلوب، يجعلها لا تعرف نفسها من هي، حتى تنتظم في إطارها الحزبي، المعبر عن وجودها.
ونظرا لأن قيام حزب الطبقة العاملة، يقلق أعداء الطبقة العاملة، الذين يتحولون، بطريقة مباشرة، إلى أعداء لحزب الطبقة العاملة، الذي يفرض عليه أن يواجه مختلف المخاطر، التي تهدده، وبالجدية المطلوبة، معتمدا، في ذلك، على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين عليهم أن يمتلكوا الوعي الطبقي، الذي يعمل الحزب على نشره فيما بينهم، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وأن يستوعبوا القوانين العلمية للاشتراكية العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، التي تمكنهم من استيعاب التطور الذي يعرفه الواقع، ومن التحليل الملموس للواقع الملموس، حتى ينسجموا، في ذلك، مع تحليل حزب الطبقة العاملة، حتى يتناغموا معه على مستوى الممارسة.
والمخاطر التي تتهدد الطبقة العاملة، وحزبها، يصير مصدرها:
1) الدولة الرأسمالية، التي توظف كل إمكانياتها، لقطع الطريق أمام إمكانية قيام حزب الطبقة العاملة، حتى يصير من المستحيل وجوده، وإذا وجد، فإنه لا يتجاوز مرحلة الضعف، التي ينشغل بالعمل على تجاوزها: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، وفي العلاقة مع الجماهير، ومع المنظمات الجماهيرية، التي تصير مطبوعة بالأزمات المتوالية، والإمكانيات التي توظفها الدولة الرأسمالية، التي تتمثل في:
أولا: الإمكانيات الإعلامية، التي تعمل على تشويه حزب الطبقة العاملة، وتنفير الطبقة العاملة منه، وعرقلة أجرأة تفعيل برنامجه المرحلي، والإستراتيجي، والحيلولة دون تحقيق أهدافه المرحلية / الإستراتيجية، التي تمكنه من تحقيق امتداد جماهيري معين، من أجل أن لا يتحول حزب الطبقة العاملة إلى حزب جماهيري.
ثانيا: تشويه أيديولوجية الطبقة العاملة، باعتبارها معبرة عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى تصير محاصرة، ومنبوذة في صفوف المعنيين بالاقتناع بها، مما يساهم في التضييق، بشكل واضح، على حزب الطبقة العاملة، وعلى التغلغل في صفوف الكادحين، وعلى انتشار الوعي في صفوفهم، في أفق إصابة هذا الحزب بالجمود، على جميع المستويات.
ثالثا: عرقلة توسيع الحزب على المستوى التنظيمي، حتى يتأتى العمل على استئصاله من الواقع، وعدم قدرته على الفعل اليومي، وعجزه عن الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
رابعا: تشويه المواقف السياسية لحزب الطبقة العاملة، التي تجد لها صدى، وتأثيرا في الرأي العام المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني، والعالمي، من أجدل إضعاف مفعول تلك المواقف، التي تجد لها صدى جماهيريا معينا، وسعيا إلى إبطال ذلك المفعول على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد.
خامسا: السعي الدؤوب، والمستمر، إلى إيجاد الأسباب التي تعمل على حظر هذا الحزب عمليا، حتى ينعدم وجوده أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، حتى تطمئن الدولة الرأسمالية، على مستقبل تكريس الاستغلال الهمجي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
ومعلوم أن الدولة الرأسمالية، هي دولة طبقية، تتلخص مهمتها السياسية في حراسة، وتنظيم الاستغلال، لصالح الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
وهذه المهمة التي تنجزها الدولة الرأسمالية بامتياز، تجري في ظل ادعاء هذه الدولة الرأسمالية، حرصها على احترام الديمقراطية بمضمونها السياسي وعلى احترام حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية. وهو ادعاء تكشف الممارسة اليومية للنظام الرأسمالي، أو للدولة الرأسمالية، عدم صحته.
2) الدولة الرأسمالية التابعة، التي تتنكر لكل القيم الإنسانية، حتى تغلق جميع الأبواب، التي يمكن أن تتسرب منها فكرة إيجاد حزب الطبقة العاملة إلى الواقع، الذي تحكمه الدولة الرأسمالية التابعة، خاصة، وأن هذه الدولة، لا يمكن أن تفكر في تحولها إلى دولة للحق والقانون، كما لا يمكن أن تفكر في الحرص على تمتيع جميع أفراد الشعب، بكافة الحقوق الإنسانية، بما فيها الحق في إيجاد تنظيم حزب الطبقة العاملة، بعد امتلاك الحق في إشاعة أيديولوجية هذا الحزب، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والحق في أن يكون لحزب الطبقة العاملة، مواقف سياسية معبر عنها، من مختلف القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي حالة وجود هذا الحزب، فإنه يعاني من كافة أشكال الحصار الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي.
ونظرا لإيغال الدولة لرأسمالية التابعة، فإنها تلجأ إلى إفساد الحياة السياسية، والإدارية، واعتماد اقتصاد الريع، القائم على الامتيازات، التي تخلق جيوشا من المتحلقين حول أجهزة الدولة التابعة، التي تعمل على توظيفهم، لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، حتى نستطيع فرز من يتمتع بامتيازات اقتصاد الريع، ومن يستمر في الانتظار.
ومعلوم أن اقتصاد الريع، يعتبر جزءا لا يتجزأ من الفساد الاقتصادي، الذي له علاقة باستفحال أمر الفساد السياسي، إلى جانب استفحال أشكال الفساد الأخرى، التي لها علاقة بكل أشكال التضييق، التي يعاني منها حزب الطبقة العاملة، وباقي الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ليصير المجال الفاسد رهانا للدولة الرأسمالية التابعة، من أجل محاصرة حزب الطبقة العاملة، كما هو حاصل في المغرب، وفي كل دولة ذات نظام رأسمالي تبعي.
3) الأحزاب البورجوازية، المبنية على أساس الاقتناع بأيديولوجية البورجوازية، والتي تعتبر الطبقة العاملة نقيضة للطبقة التي تسعى إلى حماية مصالحها، وخدمة تلك المصالح، كما تعتبر حزب الطبقة العاملة نقيضا للحزب البورجوازي: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا. ولذلك، فهذا الحزب البورجوازي يقوم بدور كبير في:
أولا: تعبئة الطبقة البورجوازية، ضد الطبقة العاملة، ومن أجل العمل على تسخيرها لخدمة المصالح السياسية للبورجوازية، وللحزب البورجوازي، بالانخراط الواسع في محاربة حزب الطبقة العاملة: أيديولوجيا، عن طريق تشويه أيديولوجيته، وتفكيك تنظيماته، ونقض مواقفه السياسية، موظفا في سبيل ذلك، كل الإمكانيات التي تتوفر عليها، بما في ذلك وصولها إلى السلطة، التي تتحول إلى وسيلة قمعية لحزب الطبقة العاملة.
ثانيا: توظيف وسائل الإعلام، التي تتوفر عليها الأحزاب البورجوازية، لتشويه سمعة حزب الطبقة العاملة، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وتشويه أيديولوجيته، بمرجعيتها العلمية، والتحريض على تفكيك تنظيماته، ونقض مواقفه السياسية المختلفة، والتي تؤلب الرأي العام، ضد المواقف السياسية للأحزاب البورجوازية، في أفق إيجاد عداء مطلق، للأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كامتداد لعداء الطبقة البورجوازية للأحزاب المذكورة.
ثالثا: التحالف مع الأحزاب، التي يمكن أن تتضرر الطبقات، التي تدافع عن مصالحها، وتعمل على حماية تلك المصالح، من تفعيل برنامج حزب الطبقة العاملة المرحلي / الإستراتيجي، ضد حزب الطبقة العاملة، من أجل العمل على محاصرته، في أفق استئصاله من الواقع جملة، وتفصيلا، وتحالف من هذا النوع، لا تجمعه إلا نقطة واحدة، وهي قيادة الحرب على حزب الطبقة العاملة، الذي يعمل على رفع مستوى وعي هذه الطبقة، حتى تنخرط في حزبها، وتناضل من خلاله، وبواسطته، وبقيادته، من أجل تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل أن يصير في خدمة كادحي المجتمع. وهذا العمل هو الذي تعتمده البورجوازية في تحالفها، لإعطاء الشرعية لإعلان الحرب على حزب الطبقة العاملة، وعلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
4) أحزاب التحالف البورجوازي الإقطاعي، التي تطبع العلاقة بين البورجوازية، والإقطاع، والتي تكن العداء المطلق للأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، لأن هذه الطبقة، وفي حالة وصولها إلى السلطة، لا تسعى أبدا إلى تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وإذا أقدمت على تفعيل الديمقراطية، فإنها لا تتجاوز تفعيل ديمقراطية الواجهة، التي تعتبرها مناسبة لتفعيل مبدأ التزوير، الذي يطبع السلطة، التي يتحكم فيها هذا التحالف، ونظرا لكون حزب الطبقة العاملة، الذي يقيم برنامجه النضالي، على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، مما يكشف بشاعة الاستغلال، الذي يمارسه التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. وهو ما يجعل التحالف المذكور، يكن العداء المطلق لحزب الطبقة العاملة، نظرا لدوره في فضح ممارساته، ولدوره في توعية لعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بممارسة التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف الاستغلالية، في أفق العمل على مواجهة هذه الممارسة، بالعمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، واحترام الكرامة الإنسانية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بلادي قريبة / بعيدة...
-
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (ا
...
-
المارد لا يتجبر...
-
الملامات الثلاث...
-
الحياة ذوبان في الوجود...
-
حكيمة بين فكي الإرهاب...
-
الآمال العظام... للشعب...
-
أقاوم وكر الأفاعي...
-
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (ا
...
-
المدنس، والمقدس...
-
ملامة، أو بشائر...
-
وأسام منك...
-
لأمر عظيم فينا... لا نتوقف...
-
وتألفت... وتآلفت...
-
فاتح ماي ليس كرنفالا... إنه تتويج لصيرورة النضال العمالي الم
...
-
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (ا
...
-
على م نعول يا وطني...
-
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (ا
...
-
هكذا هم يقتلون بدم بارد... في الدين الجديد...
-
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (ا
...
المزيد.....
-
أغنياء وأقوياء ضد فقراء وضعفاء؛ ترامب يعولم الصراع الطبقي!
-
الصراع على سوريا… مجدداً
-
الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
-
المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو
...
-
زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)
-
سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
-
-كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال
...
-
تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن
...
-
فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال
...
-
كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|