|
حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (الاشتراكية العلمية)، والسياسية.....1
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 4433 - 2014 / 4 / 24 - 10:45
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
إلــــــــى:
المناضلين الأوفياء إلى: ــ التاريخ. ــ تضحيات الشهداء. ــ الطبقة العاملة. ــ من أجل مجتمع جديد تتحقق في إطاره الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في أفق الاشتراكية في تطورها. ــ من أجل أن تصير السيادة للشعب. ــ من أجل سلطة شعبية ديمقراطية في ظل دستور ديمقراطي شعبي. ــ من أجل قطع الطريق أمام كافة الانتهازيين مهما ادعوا الحفاظ على عذريتهم ومهما تساموا عن السقوط في المطبات القاتلة.
محمد الحنفي
تقديم:
إن الحديث عن حزب الطبقة العاملة، يقتضي منا، استحضار أهميتها، ودورها في الواقع الذي تنتمي إليه، رغم التحولات العميقة، التي صارت تعرفها هذه الطبقة، على مستوى المؤهلات التي غيرت من مستواها المعرفي، والعلمي، ورغم ما يمكن أن يطرح من أسئلة حول استمرار وجود الطبقة العاملة، بمفهومها التقليدي، وما دام إنتاج البضائع المختلفة قائما في الواقع، فإن الطبقة العاملة تبقى قائمة، وخاصة في بلد كالمغرب، حيث توجد الطبقة العاملة بمفهومها القديم، وبمفهومها الجديد، في نفس الوقت، مع ملاحظة التراجع المرعب عن الاستمرار في جعلها تهتم بواقعها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، نظرا لما يمارس عليها من ضغوط من قبل المشغلين، وفي انبثاق وعيها عن ذلك الاهتمام، وفي تطور ذلك الوعي، إلى مستوى ارتباطها بالتنظيمات النقابية، التي تحمل في ممارستها الجماهيرية، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي تنظيماتها القيادية، والقاعدية، مبادئ الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، حتى تصير تلك المبادئ، وسيلة لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يساهمون في اتخاذ القرارات، التي تهمهم، وتخدم مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل أن يتحول وعيهم، من مجرد وعي نقابي، إلى وعي سياسي، يدفع بهم في اتجاه التحاقهم بحزب الطبقة العاملة، الذي يقود نضالاتهم، من أجل تغيير الواقع، والعمل على تحقيق التحرير بمفهومه الشامل، والديمقراطية بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاشتراكية التي تعمل على تحويل ملكية وسائل الإنتاج، من الملكية الفردية، إلى الملكية الجماعية، من أجل القطع النهائي مع استغلال الطبقة العاملة، في ظل قيام الدولة الاشتراكية، باعتبارها دولة مدنية / ديمقراطية / علمانية، ودولة الحق، والقانون، بالإضافة إلى اعتبارها دولة اشتراكية.
وفي هذا الإطار، سنتناول موضوع: (حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية، والسياسية)، من أجل المساهمة في مناقشة مفهوم حزب الطبقة العاملة، وهوية حزب الطبقة العاملة الأيديولوجية (الاشتراكية العلمية)، والسياسية، والمخاطر التي تتهدد حزب الطبقة العاملة، وسبل مواجهة مختلف المخاطر، مجيبين على السؤال:
ما العمل من أجل المحافظة على هوية حزب الطبقة العاملة الأيديولوجية، والسياسية؟
وإذا كنا في تناولنا لموضوع: (حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية، والسياسية)، نستحضر الصعوبات التي يعيشها هذا الحزب، على أرض الواقع، فإننا يجب، أيضا، أن نستحضر:
أولا: ضرورة التصدي لكافة أشكال التضليل، التي تستهدف الطبقة العاملة، وحلفاءها، من أجل جعلهم ينصرفون عن التفكير في الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي لا تخدم إلا مصالح الطبقة الحاكمة، وحلفاءها، في جميع القارات، التي تعيش تحت وطأة الاستغلال الرأسمالي / الهمجي.
ثانيا: وضع برنامج علمي دقيق، لمواجهة أدلجة الدين الإسلامي، والأحزاب المؤدلجة له، أيديولوجيا، وفكريا، ونظريا، وثقافيا، وسياسيا، وكشف الخلفيات التي تقف وراء أدلجة الدين الإسلامي، التي يمارسها الحكام، والأحزاب التي تسمي نفسها دينية، كما يمارسها الأفراد بوعي، أو بدون وعي، من أجل جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يميزون بين الدين كمعتقد، وكشأن فردي، وبين أدلجة الدين القائمة على أساس استغلال الدين أيديولوجيا، وسياسيا، أو التي تحوله من شأن فردي، إلى شأن جماعي.
ثالثا: إعادة الاعتبار للفكر الاشتراكي العلمي، وللتراث الاشتراكي، والتجارب الاشتراكية، والعمل على ترسيخ المنهج الاشتراكي العلمي، في التعامل مع الواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من قبل المفكرين الاشتراكيين العلميين، ومن قبل الأحزاب التي تبني أيديولوجيتها، على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، سعيا إلى إبراز التناقضات القائمة في الواقع، ومن منطلق توظيف تلك التناقضات، لإيجاد صراع طبقي حقيقي، بأبعاده الأيديولوجية، والسياسية، أو الرفع من وتيرته، إن كان قائما في الواقع، والتصدي لأشكال الصراع الأخرى، في صفوف مختلف الجماهير الشعبية الكادحة، والتي لا علاقة لها بالصراع الطبقي الحقيقي.
رابعا: الحرص على دمقرطة الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، حتى تتاح لها فرصة تمكين المنتمين إلى كل حزب، من المساهمة في اختيار الأجهزة، وفي التقرير، والتنفيذ، وفي تفعيل الحياة الحزبية، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي قيادة الصراع ضد التحالف الطبقي: البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وضد البورجوازية، وضد الدولة الطبقية، وضد النظام الرأسمالي الوطني والدولي.
خامسا: الحرص على أن تكون البرامج الحزبية: الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، هي القاعدة التي تبنى عليها العلاقات النضالية مع الجماهير، وفي صفوفها، حتى يصير ارتباطها بها جدليا، وعضويا، وتطابقيا، لإيجاد حزام جماهيري واسع، يدعم هذه الأحزاب، ويقويها، ويمدها بالمناضلين باستمرار.
فحزب الطبقة العاملة، إذن، هو حزب عمالي / جماهيري، يسعى، باستمرار، إلى تأطير الطبقة العاملة، وحلفائها، وإلى قيادة نضالاتها المرحلية، والإستراتيجية، في أفق التمكن من التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.
وكون حزب الطبقة العاملة حزبا اشتراكيا علميا، فإن ذلك، يفرض عليه أن يعتبر التراث الاشتراكي العلمي، والتجارب الاشتراكية المختلفة، بإيجابياتها، وبسلبياتها، والتجارب الحزبية المختلفة، والتجارب الديمقراطية، والتراث الإنساني، والقيم الإنسانية النبيلة، من مختلف الحضارات، وكل ما يمت إلى ضرورة الحرص على إنسانية الإنسان، مسألة أساسية، ومرجعية رئيسية للحزب العمالي، حتى يعتبر عمله إضافة جديدة لكل ذلك، على جميع المستويات، وفي جميع المجالات، ومن أجل الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (الاشتراكية العلمية)، والسياسية، في تطورهما، وفق ما تقتضيه الشروط الذاتية لحزب الطبقة العاملة، والشروط الموضوعية القائمة في الواقع الذي يعمل فيه هذا الحزب، ومن أجل أن يصير هذا الحزب، في تحالفه مع الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، محققا للأهداف المرحلية، والإستراتيجية، بعد إنضاج الشروط الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تصير مساعدة على ذلك.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفتوى...
-
تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....4
-
كثيرا ما نقرأ... كثيرا ما نبحث... فلا نجد العدو الطبقي...
-
تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....3
-
تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....2
-
تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة.....1
-
جاء أحمد...
-
المرأة الحرة العبدة السلعة...
-
فالتاريخ يسجل...
-
حبيبتي الأرض...
-
الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....20
-
المرأة بين الدين، والواقع، والإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيا
...
-
المرأة بين الدين، والواقع، والإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيا
...
-
المرأة بين الدين، والواقع، والإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيا
...
-
الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....19
-
على غير العادة... على غير عادتنا...
-
الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....18
-
الديمقراطية / الأصولية... أي واقع؟ وأية آفاق؟.....17
-
حركة العشرين الرائدة...
-
لا شأن لي...
المزيد.....
-
سُحُب الغضب الاجتماعي تتجمع لمواجهة الإفقار والتجويع
-
-كان في حالة غضب-.. أول تعليق من نجل عبد الناصر على حديثه ال
...
-
تركيا: اعتقال المئات من المتظاهرين في إسطنبول خلال مسيرة بمن
...
-
فيديو – مواجهات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين بمناسبة عيد ال
...
-
كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال
...
-
تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي
...
-
الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما
...
-
مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
-
معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
-
تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
المزيد.....
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
-
متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024
/ شادي الشماوي
-
الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار
/ حسين علوان حسين
-
ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية
/ سيلفيا فيديريتشي
-
البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية
/ حازم كويي
-
لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات)
/ مارسيل ليبمان
-
قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|