أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طوني سماحة - الموت لمريم














المزيد.....

الموت لمريم


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 01:29
المحور: كتابات ساخرة
    


حضرات الاخوة الذين يؤيدون حكم الموت لمريم في دولة السودان،
أكتب لكم لكي أهنئكم حكومة و قضاء و شعبا بسجنكم للكافرة مريم. فإنجازكم الحضاري جعل شعوب العالم تجلكم و تتمنى أن تحذو حذوكم في إقرار الحريات العامة.
حضرات الاخوة،
إنه لإنجاز عظيم أن تعتقلوا امرأة فيما لو كانت بقيت حرة طليقة لهزت الامن القومي و الديني في بلدكم. إمرأة كادت تطيح بالنظام و أن تعمل ما لم يعمله الربيع العربي لولا أنكم أسرعتم و وضعتم القيود في يديها و رجليها. لا شك أنكم اليوم أصبحتم محط أنظار المخابرات العالمية التي تريد أن تتعلم منكم كيف يتم الامساك بامرأة خطيرة، بهذه السرعة و المهنية. لا شك أنكم لقنتم العدو درسا في غاية الأهمية. و هل تجرؤ إسرائيل بعد ما رأته من عبقريتكم أن توجه ضربة لكم أو لأي دولة عربية أخرى؟
قد يقلل البعض من أهمية إنجازكم باعتبار ان هذه المرأة عزلاء و زوجها معاق. خسأ الحاقدون. فالحق يقال أن هذه المرأة و إن لم تكن تمتلك سلاحا، إلا أنها تجسد الشيطان و تستعمل أسلحة الشيطان بما فيها من ضلال و غواية. سادتي لا تكترثوا للسذج بل اضربوا بقضيب من حديد و لكم بداعش و بوكو حرام أسوة حسنة. أنتم أيها الأخوة، لم تعتقلوا امرأة فحسب، بل اعتقلتم فكرا حاقدا على شعبكم. اعتقلتم هرطقة. اعتقلتم ضلالا و حميتم شعبكم منه. لا شك أنكم لو لم تعتقلوا مريم لرأينا سيلا من المتنصرين يسير باتجاه ديانة مريم. هنيئا لكم. لقد ضبطم هذا الفكر في أنبوب و أقفلتم عليه، فمن أين له أن يخرج بعد اليوم.
طالعتنا الصحف في اليوم الماضيين بخبر إمكانية إطلاق مريم و حسنا فعلتم أنكم كذبتم الخبر و إلا لكان خروج مريم من السجن أشبه بخروج المارد من القمقم. فإن هو المارد خرج، من يا ترى يستطيع إعادته إليه؟
قرأنا أن ابن مريم البالغ من العمر ما يقارب السنتين و ابنتها الحديثة الولادة يسكنان معها في السجن. يا لكم من عباقرة. أنتم لم تسجنوا الشيطان الاكبر فحسب، بل سجنتم أيضا الشيطانين الصغيرين معها. أرجوكم سادتي، ضعوا القيود أيضا في أيدي و أرجل هذين الشيطانين الصغيرين لئلا يكبران هما أيضا و يحملان معهما فكر الزندقة خارج السجن. لا تسمحوا لهما بالتعلم خاصة إذا كان العلم يأتي من الغرب و يحمل معه ضلالا و غواية.
سادتي،
لن تنفذوا حكم الاعدام بمريم قبل يتم زمن إرضاعها لوليدتها. يا لكرم أخلاقكم. أنتم تصرفون على كافرة في السجن و تطيلون عمرها رحمة بأطفالها. و كم يظهر ذلك اهتمامكم بالطفولة. يا لرقة قلبكم. أنتم تقدمون مثلا للعالم أجمع في حماية الطفولة و حقوقها.
سادتي،
عليكم بدعوة جمعيات حقوق الانسان كي تتعلم منكم. و عليكم بكتابة مناهج في العدل و الانسانية كي تدرسه جامعات الحقوق في العالم بأسره. أرجوكم سادتي. أكملوا مسيرتكم و ابحثوا في أرجاء دولتكم. قد يكون ثمة شيطان أكبر آخر مختبأ في مكان ما و معه شياطين أخر صغارا. اسجنوهم و طهروا الارض من شرهم.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى سعادة القاضي الذي حكم على مريم بالشنق
- سامحينا يا مريم
- مات القمر
- أنقذوا الطفولة
- لارا و أحمد
- وزير تعتذر من طاه
- العنف التربوي و اساليب معالجته
- ورقة اللوتو
- زمن أبي اللهب
- سيّدي الرئيس/ جلالة الملك
- نساء عاريات أمام اللوفر
- رسالة الى تكفيري
- السيدة و الخادمة
- عذرا سيّدتي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طوني سماحة - الموت لمريم