أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طوني سماحة - وزير تعتذر من طاه














المزيد.....

وزير تعتذر من طاه


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4408 - 2014 / 3 / 29 - 07:47
المحور: المجتمع المدني
    


أثار فضولي خبر قرأته على صفحات جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 3/28/14، مفاده أن وزيرة التجارة الفرنسية نيكول بريك اضطرت للاعتذار بعد إعلانها أن الطعام الذي قدم في حفل عشاء رسمي أقيم تكريما للرئيس الصيني الزائر كان "مقززا". وأفادت الناطقة باسم الوزيرة إن بريك اتصلت بكبير الطهاة في قصر الاليزيه وقدمت له اعتذارا اليوم الجمعة."
وزيرة تعتذر من طاه؟ ليس في الامر من غرابة في المجتمع الغربي. فمن الطبيعي أن يعتذر المسؤول من ناخبيه لأنه خيب آمالهم بتصرفات أو أقوال متسرعة و طائشة أو أساء استعمال السلطة المؤتمن عليها بشكل أو بآخر. وغالبا ما يلي هذا الاعتذار تخلي هذا المسؤول عن السلطة طوعا و إلا لعلت الاصوات مطالبة إياه بالرحيل.
من البديهي القول أن المسؤول الشجاع يتحمل نتائج تصرفاته و لا يختلق لنفسه الاعذار. الكثيرون منا يذكرون علاقة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالسيدة لوينسكي و هو في سدة الرئاسة في أواخر القرن الماضي. فما أن أثار الاعلام امر هذه العلاقة غير المشروعة حتى قامت الدنيا ضد الرئيس و لم تقعد، فلم يكن أمام كلنتون سوى أن اعلن اعتذارا تكرر في مناسبات مختلفة ست أو سبع مرات. و قد نشرت جريدة التايم اعتذاره على الشكل التالي "أنا بالطبع أقمت علاقة غير مشروعة مع السيدة لوينسكي. و في الواقع أنا كنت على خطأ، لقد أسأت الى شعبي و خاصة الى زوجتي و انا آسف جدا".
إن كانت وزيرة تعتذر لطاه، و إن كان رئيس يعتذر لشعبه، فلماذا لا نسمع أحد مسؤولينا يعتذر لشعبه. أتراهم مسؤولونا لا يخطئون أم تراهم فوق النقد؟ هل كانت كل أعمالهم صائبة؟ هل كانت كل قراراتهم حكيمة؟ أم هو الكرسي الذي يجلسون عليه يرفعهم فوق مصاف الناس و يجعلهم أنصاف آلهة؟ ألا تستحق شعوب الشرق الاوسط، شأنها شأن معظم شعوب العالم قادة شجعان يضعون النقاط على الحروف و يعرفون سبيل النزول عن الكرسي مثلما عرفوا سبيل الصعود عليه؟ أم كتب على الانسان العربي أن يحيا في مجاهل الجهل، يؤلّه البشر، يبخر لهم، يغني لهم، يكتب القصائد لهم، ينحني لهم و هم يركبون على ظهره مسترخين مسرورين. لسوف يبقى المواطن العربي، مهما كثرت ثروته، مواطنا من الدرجة الثانية و الثالثة و الرابعة طالما بقي يصفق لرئيس او ملك، أو يحني ظهره له. و الاغرب من ذلك أننا نرى رئيسا يقود شعبه للهزيمة و التخلف و يبقى الشعب يصفق له.
لقد آن الاوان أن يستفيق الشعب العربي. فأموال الشعب للشعب و ليس للرئيس أو للملك و كرامة المواطن يجب ألا تسمح له بأن يقدم ظهره مطية لأحد. لقد آن الاوان لشعوبنا أن تضع المسؤولين في موقع المساءلة و أن تطلب منهم تقديم الاعتذار و الرحيل عن الكرسي ان لزم الامر.
يحضرني في هذا المجال ما ورد في الانجيل عن خلاف وقع بين تلاميذ المسيح على خلفية من منهم سوف يكون الاعظم في ملكوت السماوات، فما كان من يسوع إلا أن أخذهم جانبا و قال لهم " إذا أراد أحد أن يكون أولا فليكن آخرا و خادما للكل" (متى 18) و في موضع آخر، نراه يدعو تلاميذه و يقول لهم " من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم خادما، و من أراد أن يكون فيكم أولا فليكن لكم عبدا" (متى 20).
أظن أننا بحاجة لقادة من هذا النوع في بلادنا ينظرون الى انفسهم كخدام للناس و ليس كسادة عليهم. فالقائد الناجح هو الذي يعرف كيف يَخدم و ليس كيف يُخدَم و المواطن الناجح هو المواطن الذي يعرف أن يسائل قائده إن لم يجد فيه كفاءة و ليس أن يصفق له في كل الاحوال.



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف التربوي و اساليب معالجته
- ورقة اللوتو
- زمن أبي اللهب
- سيّدي الرئيس/ جلالة الملك
- نساء عاريات أمام اللوفر
- رسالة الى تكفيري
- السيدة و الخادمة
- عذرا سيّدتي


المزيد.....




- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طوني سماحة - وزير تعتذر من طاه