أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طوني سماحة - أنقذوا الطفولة














المزيد.....

أنقذوا الطفولة


طوني سماحة

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 17:52
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


بائس أنت يا وطني. بائس أنت بموالاتك و معارضتك. كل من فيك خبير في السياسة، حتى الرضّع. يولد الطفل في و طني و هو يتكلم لغة السياسة، يفك رموزها، يحلل أحداثها، يتنبأ بمسارها، يساند رؤساء و يخلع آخرين. بائس أنت يا وطني.
شاهدت الفيديو التالي https://www.youtube.com/watch?v=fxvTDf0MMB0 لأطفال مصريين في المرحلة الابتدائية يوقفون مظاهرة لنساء الاخوان. بئس طفل يُحشر في زواريب سياسة تخدم مصالح أهله أو مدرسته و معلميه.
أنا لست من مؤيدي سياسة الاخوان، لا بل أراها عنصرية و متخلفة. لكنني لست مع زج أطفال في معارك سياسية تشق البلاد و تحرقها.
أتريدون لأطفالكم مستقبلا مزهرا؟ علموهم مبادئ الحرية. علموهم كيف يصبحون مفكرين. عملموهم كيف يقرأوا و يفهموا، و يقارنوا و يحللوا، و يقيّموا و يقرروا الأفضل. حيّدوهم عن حلبات شد الحبال و لوي الذراع.
أتريدون أن يحيا أطفالكم في مجتمع عادل؟ علموهم مبادئ العدل و نبذ العنف و احترام الرأي و الرأي الآخر. علموهم نبذ العنصرية و التعصب الديني و عدم التمييز المبني على الإثنية.
أتريدون لأطفالكم أن يكونوا مثقفين؟ درسوهم اللغات الأجنبية. دعوهم ينفتحون على فكر الآخر و ثقافته و رؤيته و تجاربه. فالآخر و إن يكن كافرا، فهو كافر لنفسه. دعوهم يكتشفون نقاط الضعف في تجارب الآخر و يرفضونها و يرون نقاط قوته و يطورونها.
أتريدون طفلا واثقا من نفسه؟ استمعوا اليه. ناقشوه. لا تستخفوا بمنطقه و لا تقللوا من ذكائه. أعطوه الفرصة تلو الأخرى ليتكلم. أقيموا له المنبر في الصف و في النادي و في مكان الصلاة.
أتريدون طفلا ذكيا؟ لا تمنعوه عن طرح الاسئلة. بل واكبوه. خوضوا معه غمار المجهول و أمواج الأسئلة الصعبة. إغرقوا معه و اطفوا معه لكي يخرج سباحا ماهرا و قبطانا محنكا في بحر الحياة.
أتريدون طفلا يتمتع بصحة عقلية جيدة؟ أطعموه طعاما فكريا مغذيا. لا تطعموه خبزا عُجن بفكر جاهلي تخطاه الزمن. لا تسكبوا له لبنا فسد على مرور الزمن. لا تسجنوه في زنزانة التاريخ، بل علموه كيف يقرأ التاريخ و ينقده و يبني عليه لمستقبل أفضل.
أتريدون طفلا سويا؟ علموه ألا يحيا في الماضي، ماضي الحروب الصليبية و غزوات الاسلام، و ثقافة رفض السني للشيعي و الشيعي للسني، و تكفير الآخر. دعوه يبني وطنا حضاريا مع شريكه في المواطنة، وطنا تخطى الماضي ليواكب الحاضر.
لقد آن الأوان ليستيقظ الأباء و الأمهات في بلادي. آن الأوان ليتحرر المدرّس من موروث الجهل و التخلف قبل ان يحرر تلامذته. آن الاوان لرجل الدين ان يكرس حياته لربه و يعكسها تقوى و بر على حياة الآخرين، بدل أن يفتي في أمور يجهلها. آن الاوان لوزارة التربية أن تخرج من مستنقعات السياسة و الموروث الجاهلي لتبني مدرسة حضارية.
سيداتي، سادتي،
آن الأوان لنخرج الأطفال من فوضى الشارع الى نظام الصف، و أن نضيئ الصف المظلم في صرح المدرسة، و أن نرد المدرسة المغيّبة الى أحضان الوطن و نبنيها صرحا الى جانب اهرامات مصر، و عواميد بعلبك، و آثار تدمر و مدرج البتراء. آن الأوان لكي نعيد للوطن دوره على الساحة الدولية و الحضارية.
هل من سامع؟



#طوني_سماحة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لارا و أحمد
- وزير تعتذر من طاه
- العنف التربوي و اساليب معالجته
- ورقة اللوتو
- زمن أبي اللهب
- سيّدي الرئيس/ جلالة الملك
- نساء عاريات أمام اللوفر
- رسالة الى تكفيري
- السيدة و الخادمة
- عذرا سيّدتي


المزيد.....




- غزة: عشرون قتيلا وعشرات الجرحى إثر انقلاب شاحنة على مئات من ...
- الحرب في غزة: ما حقيقة الخلافات بين الحكومة والجيش في إسرائي ...
- ما حظوظ أن تثمر زيارة ويتكوف إلى روسيا وقفا للحرب في أوكراني ...
- أفريكا ريبورت: صورة كينيا كوسيط محايد تتصدع وسط اتهامات بإيو ...
- أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية ...
- لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟ ...
- كيف علق المغردون على الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة؟
- يوم وطني لدعم غزة.. مبادرة جزائرية للتحفيز على التبرعات الشع ...
- أصوات من غزة.. أطفال مرضى السكري معاناة وسط الانهيار الصحي
- ويتكوف يصل إلى موسكو في -الرحلة المرتقبة-


المزيد.....

- عملية تنفيذ اللامركزية في الخدمات الصحية: منظور نوعي من السو ... / بندر نوري
- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طوني سماحة - أنقذوا الطفولة