أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ














المزيد.....

قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4472 - 2014 / 6 / 4 - 01:20
المحور: كتابات ساخرة
    


القفّاص مفردة عراقية نتصورها عامية دارجة لكن أصلها فصيح , ومن يتفاجأ بتلك المعلومة سأقنعه وأزيده من البطيخ (شيف) فقد وردت مفردة (قفيص) في المعجم الوسيط , ذلك القاموس العتيق الذي نجى بأعجوبة من وباء التسقيط فالناس لازالوا متفقون عليه , يقول المعجم عن (القفيص) بأنه قطعة معدنية تثبّت المحراث على الدابّة , حصان أو ثور أو حمار بطريقة محكمة يصعب معها التملّص و الهروب , ولتلك المفردة تاريخ مخجل فقد كان أصلها (تقفيز) وهو أحد أنواع جماع الأستبضاع (أجلكم الله) تكون الضحية فيه مجبرة على الرضوخ للأنسان والبغل وحتى البعير شاعت في عهد الدولة الجاهلية وأزدهرت أيام دولة المؤمنين , فقد أتخذها ذوي الأحتياجات (الماصّة) من الطفيليين ليجعلوها مهنة يشار لها في كتب التاريخ , فمن منّا لا يعرف أشعب و بنان و جرذان الموائد المخضرمين , ضحاياهم دوماً البسطاء حين يبيعونهم الكلام الذي يبلغ ثمنه ( لا شيء) يسعون من أجل لقمة أو كيس دراهم أهدافهم مجالس الأنس وحفلات المجون للميسورين , ثم عادت تلك المفردة للتداول في القرن الماضي بهيئة أخرى وهي تتبع نفس الجذر (قفّص , يقفّص , تقفيص) فقد أحيا ثراها الثوريين بعد نجاتها وهي في آخر رمق من الأقطاعيين , فعاصرها قدماء الفلّاحون قبل قرار التسريح ومعهم العمال قبل تحويلهم الى موظفين, فلتلك المفردة هالة حنين فطرية عند العراقيين بحيث أنهم أطلقوا أسمها على القطعة الرئيسية لمحراث الساحبة (عنتر سبعين) أيام جفاف الفرات في العام خمسة وسبعين , وبما أن الزمن سهم بأتجاه واحد فقد تغيرت الكثير من الأمور بالنسبة لهذا المفهوم , فـ(القفيص) صار شكله دائري الآن , يُطبق على الأنابيب أبتداءاً من ميناء جيهان التركي وحتى خور الزبير ليمنع القطرة من أن تتسرّب خشية أن تصل الى جيوب المساكين , أمر آخر تغيّر فقد صار (للقفّاصة) نقابة وأدارة وتنظيم بحيث شملت في عضويتها الأمراء والسلاطين , أما بضاعتهم فهي الأخرى تغيّرت , فبعد أن كان أرباب تلك المهنة يبيعون الكذب الأبيض الجاهز الذي يجلبوه من الحانات والمواخير ,صار أحفادهم اليوم يسوّقون الوهم على أنه دواء شافٍ للعليل و يبيعون التعاويذ الجالبة للذباب الأزرق على أن فيها النجاة و جميل المصير , االغريب أن (قفّاصة) العصر يسوقون الموت الأسود كل يوم ليسلبوا آخر شيء يملكه المواطنين بعد أن سلّم الشعب نفسه ورفع راية الخنوع منذ عقد ونيف , أما الأغرب من كل ذلك والذي يجعل الشعر يشيب أن جميع (المقفّص عليهم) مستأنسين غير مكترثين , ونحن كذلك أحبتي , كان درساً في النحو لاتذهبو بعيداً , عساكم سالمين .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستغاثة من الهنود الحمر
- رسالة في زجاجة مكسورة
- القطة تأكل أبنائها للمرة الثالثة
- أصطعيس دمر البلاد
- تأوهات من ذيچ الأنتخابات
- بين الشعب والنخب بلوه أبتلينا
- حكاية من الثمانين !
- دعوة أوباما و بوتين للترشّح في أنتخاباتنا
- رئيس البلدية يغازل السيدة فيروز
- واجبات مستحبات الله وكيلك كلاوات
- الخامط والمخموط والجاهل بينهما
- للكبار فقط
- الأبناء يرقصون الهجع والأمهات تحترق
- غزو العراق ونبوءة الشيطان الأجرب
- جفاف في جرف النداف
- يلّي نسيتونا يمته تذكرونا
- بهارات وملح لمؤتمر الأرهاب
- سطور في الكذب المقارن
- القشطيني ونقطة نظام
- ترقبوا ثورة النساء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - قفّصَ يقفّصُ تقفيصْ