أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - الحرب في الرمادي والفلوجة تذكير بالحروب السابقة















المزيد.....

الحرب في الرمادي والفلوجة تذكير بالحروب السابقة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4470 - 2014 / 6 / 1 - 23:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الحروب التي مرت بالعراق الحديث عديدة متنوعة فمنها حروب استعمارية ومنها حروب خارجية ومنها حروب داخلية إلا أن أفظعها الحروب التي قام بها النظام السابق أو التي تسبب فيها مثل احتلال الكويت وما نتج عنها عندما احتلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العراق 2003 ، ولو أخضعنا ذاكرتنا لنتائج تلك الحروب الخارجية والداخلية لتوصلنا فوراً وبدون حسابات مسبقة كم من الأجيال قد سحقت وأخرجت من قائمة الحياة، وهؤلاء أغلى بمئات المرات من الأموال التي هدرت والخراب والدمار الشامل الذي لحق البلاد كلها، ولان أكثرنا عاصر أو له من عاصر ( جد أو أب أو أخ كبير أو أم أو أخت أو أقارب أو أصدقاء ومعارف ) هذه الحروب فالمفروض بالجميع الوقوف بحزم ضد إي حرب تنشب مهما كانت الأسباب.. وهنا نؤكد فقط الحرب ضد الإرهاب وجرائم الميليشيات الطائفية هي الحرب المشروعة لأنها تدافع عن الحياة وأرواح وممتلكات ومستقبل المواطنين العراقيين وغيرهم كي لا يفهم غير ذلك.. كما لنا رأي يختلف عما يحاول السيد نوري المالكي والبعض من مريديه بخصوص الاعتصامات السلمية السابقة في الانبار والفلوجة والحويجة وغيرها التي تحولت إلى حمل السلاح بسبب استعمال العنف والسلاح بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة والمسؤولين في وزارة الدفاع والداخلية لفضها وهذا ما حذرنا منه منذ البداية وأكدنا على ضرورة ممارسة ضبط النفس وإيجاد الحلول السلمية الحوارية بدلاً من خلق الفتنة وإزهاق الأرواح والعودة لسياسة شن الحرب على أية معارضة ممكنة، كما كان يفعلها النظام السابق وكما يقوم البعض بالتحريض العلني والسري من خلال التصريحات والاتهامات بدلاً من التهدئة لخلق أجواء طبيعية للحوار والتخلص من لغة القوة والتهديد، البعض في الحكومة وبخاصة ائتلاف دولة القانون أو المستشارين المقربين لا يخلون من التحريض وسكب الزيت على النار بدلاً من وسائل الإطفاء وعدم جر البلاد إلى ويلات تعصف بها وتخلق الفتنة والتفرقة بين مكونات الشعب، هؤلاء يتمتعون بامتيازات خاصة في الحكومة وبقدرات غريبة على فبركة الأمور وإطلاق الأحكام بغرض حرف الحقائق وضخ ما هو مضر لتعكير العلاقات بدلاً من المحاولة الطيبة التي تساهم في إشاعة الثقة مستخدمين لغة إرهابية بحجة الإرهاب المعروفة أجندته وولاءاته للبعض من كلا الجانبين وهو ما يدخل ضمن أول حلقات التوجه للعنف والحرب ..
إن الإرهاب الذي شمل أكثرية مناطق العراق ليس كما يدعي البعض بأنه وليد الاعتصامات والمظاهرات التي جرت في العديد من محافظات العراق بما فيها الرمادي والفلوجة وصلاح الدين وغيرهم، هذه الحلقة من الإرهاب الذي تواجدت متباهيةً بمقاومة الأمريكان والاحتلال كانت موقوتة منذ زمن الدعوة التي وجهت من قبل الحكم ألبعثي قبل الاحتلال بفترة زمنية بحجة الدفاع عن العراق التي تشكلت شكلاً وكأنها فعلاً قادمة ببراءة قومية لكنها باطنية هدفها الدفاع عن نظام البعث ألصدامي، وقد استغلت هذه الحلقات الإرهابية الظروف الصعبة بعد الاحتلال وحاولت ركب موجة مقاومة الاحتلال التي قامت بها القوى الرافضة لكنها بلورت توجهاتها بالضد من العملية السياسية ومعاقبة الشعب العراقي على أسس طائفية البعض منها سلفي والآخر أصولي، فالجانبان السلفي والأصولي يبرران توجهاتهما الإرهابية بالإسلام لكن الحقيقة هي عبارة عن حرب طائفية تخدم مصالح وأجندة خارجية، فضلاً عن أهداف داخلية منها جر الشعب ومكوناته إلى حرب أهلية وطائفية هدفها تقسيم البلاد، وساعدها في مساعيها احد الأسباب الرئيسية هي سياسة السيد نوري المالكي وحكومته بدون استثناءات التي دفعت الأمور إلى التردي في الأوضاع ودفعها إلى طريق شبه مسدود فضلاً عن أسباب أخرى في مقدمتها استغلال قوى الإرهاب ظاهرة الاعتصامات والمظاهرات السلمية من قبل القوى الإرهابية " داعش والميليشيات الطائفية المتربصة". لا بد من الإشارة أيضاً ألا ما يقوم به السيد رئيس الوزراء والبعض من خلط الأوراق ما بين المعارضين الحقيقيين الذين يرون في سياسته وتوجهاته تهميش للمكونات العراقية وسياسة هدفها تكريس المفهوم التسلطي الدكتاتوري للهيمنة والاستئثار والتسلط، ففي هذه السياسية مخاطر الانزلاق لحرب شاملة أو محدودة وقضية الحسم وما يسمى بالانتصار هو الهزيمة بحد ذاتها لان النتائج التي تظهر وقتياً سرعان ما ستكون وبالاً في المستقبل لأنها ستعمل أول ما تعمل على زرع الفتنة وتنميتها، وهذه النتائج في خسارة الأرواح ومئات الآلاف من الضحايا وهي الأساس ستكون مكاناً حقيقياً لنشوء حرب قادمة ولا يمكن إطفائها بمجرد وعود أو كلام إعلامي فارغ، فليس من الممكن مثلاً وما نشرته شفق نيوز في 29/أيار/ 2014 أن يجري تجاوز مقتل أكثر من( 1849 ) بسبب المعارك في محافظ الانبار ، فقد أشير أن أكثريتهم من النساء والأطفال أما الكبار والشيوخ فلا توجد إحصائيات دقيقة حولهم، إضافة إلى ضحايا القصف العشوائي من قبل الجيش العراقي والضحايا غير المعروفة وتلك مصيبة أخرى، يضاف لهم أعداد الذين هجروا أو هربوا والذين يعدون بمئات الآلاف، ولا يعرف بالضبط مقدار الضحايا بين القوات المسلحة وبالأخص الجيش الذي يخوض الحرب في محافظة الانبار، البعض من المصادر تقد رها بالمئات والالاف! .
ـــ كيف لا نسمي وجود حرب بشكل عام في أجزاء عديدة من العراق ومؤشرات القتل والاغتيال والضحايا تزداد سنة بعد سنة وما أكدته بعثة الأمم المتحدة في العراق أن البلاد وجراء العنف ما عدا محافظة الانبار بلغت في شهر أيار 2014 ( 4890 ) ما بين قتيل وجريح ولو تتبعنا الشهور السابقة لأيقنا أن النتائج المستحصلة من دائرة العنف المشتركة تعني بدون أية تبريرات أن العراق يعيش مأساة حرب خفية من قبل الإرهاب والميليشيات والأجهزة الأمنية التابعة للسيد نوري المالكي ، وأمام هذه الفواجع والدعاية والخطابات الرنانة ولغة الانتصار الفارغة يدعو رئيس الوزراء في كلمة متلفزة المواطنين في الانبار لحمل السلاح والالتحاق بالمقاتلين المحسوبين عليه حسب تعبيره، وهذه الدعوة تعني وجود حرب وما هي إلا دعوة لاستمرار هذه الحرب أيضاً، وبالتالي عواقب انتشارها لتنتقل إلى محافظات غير الانبار لتشكل خطراً فضلاً عن أخطار متربصة بالسلم الاجتماعي الهش، ومثلما قلنا وحسب التصور العام لا يمكن لتنظيم دولة العراق الإسلامية في العراق والشام " داعش " الاستمرار في حرب استنزاف طويلة مثلما يحدث الآن وقد يتواجد البعض من عناصر هذا التنظيم الإرهابي وتَستغل الظروف المعقدة لكن المعارك تدور الآن مع قوى ثانية أكثر تنظيماً وأكثر قدرات عسكرية وقوى بشرية قد لا تنضب في وقت عاجل، وبهذا تحل مرة أخرى مآسي جديدة كما هي مآسي الحروب التي قام بها النظام ألبعثي، وإلا كيف تدين منظمة " هيومن رايتس ووتش " في 27/أيار/2014 إلقاء براميل متفجرة فوق مناطق مأهولة بالسكان في الفلوجة من قبل الجيش العراقي على الرغم من إدانتها " لداعش " واعتبرتها جرائم ضد الإنسانية، وقد صرح الباحث في شؤون العراق داخل منظمة هيومن رايتس ارين ايفرز "إذا أخذنا في الاعتبار ما تبنته الدولة الإسلامية في العراق والشام والقيام به فقد ارتكبت جرائم فظيعة". ثم تدارك فأكد " لا يمكن مقارنة ما قام به هذا التنظيم مع جرائم حكومة تنصلت من مسؤولية حماية السكان المدنيين واحترام قوانينها فضلا عن القوانين الدولية". إذاً لا يمكن مقارنة ما جرى ويجري من قبل جرائم الحكومة العراقية المسؤولة عن حماية وأمن السكان حسب تعبير هيومن رايتس، وفي هذه النقطة الفاصلة تظهر أن الحرب الدائرة في محافظة الانبار شاملة وان انحاز البعض من العشائر إلى صف الحكومة للتخلص من "داعش كما أعلن " مع المطالبة بعدم دخول الجيش إلى المدن التي باتت ومنذ فترة غير قليلة وحسب تأكيد قادة الجيش العراقي والقائد العام للقوات المسلحة العراقي السيد نوري المالكي ضعيفة جداً من الناحية العسكرية والعددية وقد خسرت الكثير من مواقعها حسب التصريحات التي أطلقها المسؤولين العسكريين والسياسيين الملتفين حول حكومة السيد نوري المالكي..
ـــ كيف ذلك والقصف العنيف بصواريخ الطائرات والبراميل المتفجرة على أحياء مدينة الفلوجة؟
ـــ كيف ذلك وهناك معارك تدور بين مسلحين من أبناء الفلوجة وقوات الجيش وقد عجزت هذه القوات من التقدم باتجاه الفلوجة بسبب المقاومة العنيفة بينما تشير البعض من المصادر أن هناك خسائر بشرية كبيرة سقطت بين الطرفين..
ـــ إذن من هو الذي يحمل السلاح ويقاتل الجيش العراقي الذي لم يستطع لشهور عدة أن ينهي سيطرة " أسطورة داعش!! " ويحل الأمن والسلام بدون البراميل المتفجرة في مدن محافظة الانبار فضلاً عن مناطق أخرى غير هذه المحافظة؟!
في آخر المطاف ننصح الآن، أو بعد تشكيل الحكومة الجديدة ( إذا تشكلت؟!) بإيجاد حلول سلمية لجميع المشاكل والأزمات التي حدثت بين القوى وفي مقدمتها قضايا محافظة الانبار وقضايا الإقليم وقضية النفط والغاز...الخ لكي يتجنب الجيش العراقي والمواطنون خسائر أكثر بشاعة مما تكبدوه من الحرب الدائرة في محافظة الانبار وغيرها، ونذكر أن الحروب السابقة " الخارجية والداخلية " التي دمرت وعطلت الطاقات البشرية المادية والمعنوية مازالت ماثلة أمام الجميع ولا حاجة لإعادة سيناريوهات تلك الحروب لأنها لن تكون إلا جرائم بالضد من إرادة المواطن العراقي، وتبقى الحرب ضد الإرهاب بكل أنواعه وبالضد من الميليشيات الطائفية، شرعية ولا يمكن التخلي عنها لانهم أداة لتدمير البلاد والشعب العراقي ، حرب ذات نتائج كارثية ليس في المرحلة الحالية فحسب بل على الحقب القادمة التي تخص مستقبل العراق والمنطقة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يوجد عتب ولا عجب من تصريحات أمين عاصمة بغداد بالوكالة
- نتائج الانتخابات النيابية العراقية والاتهامات بالتزوير والتل ...
- التحالف الوطني بين التجديد في الرؤيا أو الاستمرار على القديم ...
- مخاطر التدخلات الخارجية في شؤون العراق الداخلية
- دعوة لترك الماضي أم ضرورة الاستفادة من التجربة؟
- السيد نوري المالكي هل عقدة المشاكل الداخلية أم عقدة السعودية ...
- لو كنت قبل الأمس يا عراق..!
- الانتخابات القادمة والتغيير بواسطة المدني الديمقراطي
- ترابط الرؤيا ما بين 7 نيسان و9 نيسان 2014
- تصريحات غير مسؤولة يجب أن يعاقب عليها القانون
- أيختفي بعث النظام السابق في داعش أم العكس !
- المحاولات الرخيصة لدق إسفين وشعار - الدم بالدم -
- هواجس ملموسة في الانتخابات التشريعية
- العراق.. إلى أين؟
- لو كان!..
- مدى الالتزام بالاتفاقية حول البرنامج النووي الإيراني
- الأمطار والتفجيرات وقانون الأحزاب النائم
- مخاطر التطرف الديني على السلم الاجتماعي
- مجالات بيئية صغيرة
- وماذا بعد زيارة نوري المالكي لواشنطن ...؟


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - الحرب في الرمادي والفلوجة تذكير بالحروب السابقة