أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد لفته محل - ظاهرة داعش بالعراق















المزيد.....

ظاهرة داعش بالعراق


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4468 - 2014 / 5 / 30 - 21:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ أن لمع اسم (داعش) بوسائل الإعلام بعد نشأته بسوريا أثناء الحرب الأهلية ودخول هذا التنظيم الإسلامي الأصولي المسلح إلى العراق حتى أثار جدلا سياسيا واجتماعيا حيث رفض الطرفان السنة والشيعة هذا التنظيم باتهام كل طرف منهما بأنه يقف ورائه، فالسنة يعتبرون داعش فصيل إيراني سوري أي شيعي، لضرب المجاهدين السنة بتهمة الإرهاب، بينما الشيعة يعتبرون داعش تنظيما سنيا متطرفا ضد الشيعة لإبادتهم، وهناك بعض السنة من نفى وجود شيء اسمه داعش! وان الحكومة استخدمته كذبة لغزو الانبار وهذا رأي بعض الساسة.
أما الحكومة فقد روجت لداعش أكثر من أي جهة أخرى فطبعت اسمه بلافتات دعائية كبيرة في أنحاء بغداد بعبارات تدين داعش وتدعوا لنبذها! وراحت وسائل الإعلام الحكومية والمؤيدة لها تلهج باسم داعش وتحمله مسؤولية أي حادث تفجير، حتى أصبح اسمها مزحة بين العراقيين يلقبون بعضهم البعض، وكل من يعارض الحكومة من السنة يصبح داعش كتحصيل حاصل! والملاحظ أن اسم داعش استبدل باسم القاعدة رغم أنهما نفس المنهج، كأن الأخيرة تلاشت بالأولى، لقد استغلت الحكومة هذه الظاهرة (داعش) لصالحها إذ ظهرت بعد خفوت نجم تنظيم القاعدة الإسلامي الأصولي، الذي ادعت الحكومة كسر ظهره بالعراق، فوجدت في داعش عدوا جديدا تعلق عليه كل الشرور وتكرس له الجهود والأولويات على حساب حقوق المواطن الخدمية والمدنية، حيث يصبح امن المواطن وحياته قبل كل شيء مطلب أساسي له، ويكون مبرر فشل الحكومة سبب خارجي وليس ذاتي، بحجة مكافحة الإرهاب، في وقت اقتراب الانتخابات وفشل الحكومة على مدى السنوات والتي لطالما علقته على خصومها السياسيين ودول الجوار، فجائت داعش لتنقذ الحكومة من فشلها في الوقت الحساس مع اقتراب الانتخابات، هي تخلق عدو يستدعي حامي، وهذه المعادلة (العدو - حامي) هي ما تعمل عليه الحكومة بقيادة المالكي، فالمواطن سيلجأ للحكومة كمخلّص من الإرهاب الذي يهدد حياته، متنازلا عن حقوقه الإنسانية من اجل وجوده وأمنه، وهو ما يسميه عالم النفس الدكتور (قاسم حسين صالح) (سيكولوجيا الاحتماء) فتدّعي الحكومة حرصها على حياة المواطنين وانه من أولوياتها لكي يشعر المواطن بالطمأنينة بهذا المخلّص، فيعيد انتخابها ويدافع عنها، ولا يدري إن فقدان الأمن من صنع الحكومة لصناعة عدو يستدعي حماية له تكون هي الملاذ الوحيد للجوء له! والحكومة من مصلحتها أن يبقى الإرهاب وإلا مالذي يجعل الحكومة تصر على استخدام جهاز كشف متفجرات (id) أثبتت الدولة المصنعة له فشله وإدانة المحكمة مخترعه وسجنته! وأثبتت اختبارات أمريكية عدم فاعلية الجهاز امنيا، واثبت ميدانيا فشله بالعراق! وحكومتنا تصر على استخدامه في السيطرات والتفجيرات تزداد بدون توقف؟ وكما يقول المالكي (إن الجنود غير مدربين على استعماله جيدا)! حتى أن الناس يسخرون منه ويعتقدون انه جهاز لكشف مواد الغسيل، واستطاع المالكي توظيف داعش حتى انتخابيا وتحويل التفجيرات التي استخدموها ضده لتأليب الناس عليه، حولها لصالحه بصناعة عدو يقتضي وجود مُخّلص ودخل الانتخابات 2014 معيدا امن المواطن في أولوياته لتغطية فشل توفير الخدمات والحقوق المدنية والإنسانية، بالضبط كما فاز عام 2010 بسبب توفير الأمن الذي كان مطلب المواطن الأول، وبحجة رفع السيطرات لتخفيف الزحام (أيام قرب الانتخابات!!) سمح للسيارات المفخخة بتهديد امن المواطن وجعله يضع أمنه في أيام الانتخابات مطلبه الأول في اختيار من يخلصه من الساسة، وحرب الرمادي كانت تعطي الرسالة للناس كمنقذ لهم، لذلك قال المالكي في احد خطاباته قبل الانتخابات (لولا الحرب في الانبار لوصل داعش إلى العمارة!!) وقال حسين الاسدي الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية (إن داعش تمتلك أسلحة متطورة تكفي لاحتلال بغداد) في حين أفادت المعلومات الحكومية ذاتها إن عدد داعش في ساحات المعتصمين 38 شخص فقط! وهذا التضخيم إستراتيجية حكومية لصناعة عدو تحمله مسؤولية فشلها، وتضع القضاء عليه أولوية تتقدم على حقوق المواطن وخدماته الأساسية، وتضخيم هذا العدو كقوة لأطول فترة ممكنة، وتصدي الحكومة لهذا العدو كحامي وحيد للشعب، وإغلاق سدة الفلوجة تأتي ضمن هذا السياق، فهي تهديد حياة المواطن بالماء وإغراق المناطق السنية كعقاب لهم على دعمهم للميلشيات، والحكومة ادعت خلاف ذلك بقولها إن داعش هي من أغلقته وهم تحت حصار الفلوجة والسدة هي خارج هذا الطوق العسكري! والحكومة تقول بأنها مسيطرة على الوضع والعمليات ستحسم المعركة قريبا بعد تطهير الفلوجة من المسلحين! كذلك إن تهريب السجناء من (أبو غريب) بتواطؤ حكومي واضح حيث استمرت العملية لساعات دون أي إسناد حكومي للقوات بدعم جوي وعسكري، وقد اعترف وزير العدل (حسن ألشمري) بذلك أيضا، وهو لتضخيم خطر داعش إقليميا وداخليا، فصنعت الحكومة عدوا جديدا مضخما تحمله مسؤولية الدمار والشر حتى يرعب المواطن الذي سيلجأ إلى الحكومة كمخلص له، ويعيد انتخابها من اجل حياته، وكثير من الذين انتخبوا المالكي سألتهم عن سبب اختياره؟ قالوا بسبب حربه على الفلوجة لأنهم كانوا خائفين على أمنهم مصدقين رواية الحكومة عن خطر الإرهاب، ولأنها الجهة القوية الوحيدة على القادرة على حمايتهم، ورددُ رواية المالكي عن سبب فشل الحكومة هو الخصوم السياسيين السنة المتواطئين مع الإرهاب! وربما سبب فوز المالكي عدم وجود بديل له مكافئ في ذهن الناخب لان المالكي حرص على طوال سنين حكمه أن يهمش أقرانه المكافئين له وينفرد بالسلطة وحده كقوي وحيد، وأتباعه دائما يرددون من هو بديل المالكي القوي مثله؟ وربما هو سبب فوز النجيفي الذي كان الخصم السني الوحيد المناوئ للمالكي.
نأتي الآن على سؤال هل داعش تنظيم سني أم شيعي؟ أو هل هو تنظيم سني تابع لإيران كما يعتقد السنة؟ لتشويه سمعة المسلحين السنة بأعماله الإرهابية في سوريا أمام الغرب حتى لا يدعم قضيتهم ضد بشار الأسد؟ إن القاعدة في إعلان برائتها من داعش وفي بيان حربها عليها لم تتهمها بالعمالة للشيعة مطلقا، بل وصفتها بالمرتدة، ثم إن ظهور داعش كان قبل التهمة بعام وكان يقاتل مع الفصائل السنية الأخرى بدون أي اختلاف ولم تأتي التهمة إلا بعد أن اختلف معهم وقاتلهم في نزاعه على الأرض والثروة، أما تهمة إن النظام لا يقصف مناطق داعش فالجواب واضح هو السماح بالفتنة تفتت المعارضة لينفرد بها فيما بعد، ويضعف المعارضة بصورة عامة، بالتالي فالتهمة مبنية على تسقيط سياسي لا أكثر، وهي إستراتيجية في العقل السياسي السني استخدمت مع تنظيم القاعدة أسميتها في مقالات سابقة (تخوين الأقران بالعمالة للعدو) حين راحت تقتل منهم بدموية وإجرام وحشي وتتسلط عليهم، فتم القضاء عليها نهائيا بهذه الآلية العقلية، لان داعش شقت صف المعارضين في وقت حرج جدا وهو الحرب مع النظام البعثي الذي اعتبروه شيعيا، لتأخذ الحرب طابعا مقدسا، ما اعتبروه خيانة كبرى تخدم النظام الحاكم، وهنا جرى تسقيطه بالخيانة والعمالة للعدو، وهذه الحالة (القتال الداخلي) ليست جديدة على الجماعات الإسلامية الأصولية المسلحة فقد تقاتلت هذه الجماعات بدموية في أفغانستان بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي، وتقاتلت الجماعات الإسلامية بدموية في العراق أيضا حتى قبل انسحاب القوات الأمريكية المحتلة، فداعش تنظيم سني أصولي بالأساس وليس شيعيا أو تابعا لإيران، يريد الانفراد بالحكم والسيطرة على الأرض لوحده بالعنف والتكفير والقتل، فتبرئ منه السنة واتهموه بالعمالة للعدو الشيعي، وكان من الطبيعي أن يرفضه الشيعة لأنه تنظيم أصولي تكفيري ضدهم، وهذه هي قصة داعش.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي والتنبؤ
- نقد أسطورة الجنة والنار في الإسلام
- العراقي والخوف
- التحريف النفسي للعنف البشري
- نقد الديمقراطية العراقية
- مقتدى الصدر ماله وما عليه
- نظرية المؤامرة في المجتمع العربي
- ثقافة الموبايل في المجتمع العراقي
- نقد الفكر الطائفي السني الشيعي*
- مدخل نفسي وانثربولوجي لأسطورة الشيطان
- الطائفية الاجتماعية بالعراق*
- التحريف النفسي للاستبداد السياسي العربي*
- الطائفية الماسوشية بالعراق
- مدخل إلى علم اجتماع الشيعة
- متى يدخل إبليس الجنة؟
- فلسفة (بروس لي) وعبقريته
- فلسفة الإنسان
- مستقبل سوريا بعد الحرب
- (هذا أبو إسراء)!
- بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد لفته محل - ظاهرة داعش بالعراق