أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد لفته محل - (هذا أبو إسراء)!














المزيد.....

(هذا أبو إسراء)!


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4137 - 2013 / 6 / 28 - 00:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عبارة يرددها أنصار رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) في أي حوار مع منتقديه سياسيا، فإذا كنت تقول إن المالكي متهم بالفساد بالتغطية على أتباعه كعقود الأسلحة الروسية وأجهزة كشف المتفجرات وعقود شركات الكهرباء الوهمية، أو انه يتلاعب بالقضاء يعتقل من يشاء، أو لا يفي بوعوده التي قطعها في اتفاق اربيل، أو يستحوذ على السلطة بتوزير نفسه على الوزارات السيادية يرد عليك أنصار (هذا أبو إسراء) كأنها نوع من الهروب أو الخروج عن الموضوع؟ هي تقدم كأنها تعريف بشخص غير معروف، عبارة لا تقول شيء، كأنها دخيلة على سياق الحوار لأنها تكتفي بتعريف ما هو معروف سلفا لأننا نعرف انه رئيس الوزراء (نوري المالكي)؟ وسياق هذه العبارة الطبيعي يكون حين تعّرف شخصا لشخص آخر لأول مرة فتقدمه (هذا أبو فلان) فيرد الشخص (أهلا وسهلا أو تشرفنا) وفق ثقافة المجتمع العراقي كنوع من التقدير حين يكنى الشخص باسم طفله الأكبر، هي لم تقل (أبو إسراء النزيه أو المخلص أو العادل أو القوي) الخ بل فقط تعريف؟ وبما إن مجتمعنا ذكوري فإن المتعارف عليه أن يكون اسم الطفل الذكر هو كنية الشخص وليس الأنثى أمر طبيعي، وهذا ما لا نجده في كنية (نوري المالكي) حيث معروف للكل أن الطفل الأكبر له اسمه (احمد) بالتالي كان من المفروض أن يسمى (أبو احمد) وليس (أبو إسراء) في ثقافة المجتمع العراقي؟! فلماذا كُسرت هذه القاعدة الذكورية؟ ولماذا تحشر هذه العبارة وسط حوار (تبدو) لا علاقة لها به؟ فنحن نستغربها حين نسمعها لأول مرة، لكنها باتت مفهومة بمرور الأيام، الحقيقة إن هذه العبارة محملة بمضامين اجتماعية وسياسية طائفية رغم أنها تبدو لا معنى لها في سياق الحوار، فاختيار (أبو إسراء) وليس (أبو احمد) هو أن العراقيين الشيعة معروفين بتسمية أطفالهم بأسماء أحفاد النبي اعتزازا بهويتهم الطائفية، ومن هنا جاءت العبارة للتأكيد إن المالكي شيعي إذا كان الناقد سني، وللتذكير انه شيعي (من جماعتنا) إذا كان الناقد شيعي، لان أتباع المالكي يرونه شيعي في مواجهة السنة البعثية التكفيرية أتباع القاعدة والسلفية (كما يصور الإعلام الطائفي لهم) الذين َحكم العراق طوال هذه السنين رغم أنهم أقلية ظلمُ الأكثرية، وقد عمد المالكي في دورته الثانية بالحكم على تسويق نفسه كشيعي في مواجهة السنة عكس دورته الأولى التي سوق نفسه كعلماني إسلامي، إن استحضار التاريخ السياسي الديني في التعامل مع قضايانا الراهنة هو احد أسباب تخلف وجمود العملية السياسية بالعراق ما بعد الاستبداد والاحتلال الأمريكي، لان النهج السياسي الطائفي هو مبني على بعث التاريخ الطائفي وإسقاطه على الحاضر والمستقبل فمن الطبيعي أن ينعكس على المجتمع ومؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية والإعلامية، فعادت تسميات تاريخية كالنواصب والروافض والصفوية ثارات بني هاشم، الجيش السفياني والخوارج الخ لهذا فعبارة (أبو إسراء) عبارة طائفية ضمنيا بامتياز ودون وعي الناس بها مباشرة لمعناها.
في فلتة لسان قال المالكي أمام مجلس عشائري (ما ننطيها) (وقد كان يعني السلطة) ما يعني إن نواياه هي التشبث بالسلطة بكل السبل سواء باستخدام القضاء أو البرلمان أو الاغتيال التي يتحكم بها بالخفاء، إن حب نوري المالكي المجنون للسلطة جعله يضع يده بيد الميليشيات (عصائب أهل الحق) لمواجهة خصومه الشيعة كالتيار الصدري بالتالي فاحتمال نشوب حرب شيعية شيعية واردة جدا، بعدما حارب في دورته الأولى الميليشيات لفرض القانون وتطهير المناطق من حكم الميليشيات، إن المالكي يبني نفسه ليكون قويا مطلقا كصدام حسين، من خلال تقوية نفوذه في الوزارات الأمنية (التي يقودها بنفسه) والاقتصادية وتكوين ميليشيات للدفاع عنه ومحاربة خصومه من السنة والشيعة إلى جانب الجيش والشرطة، ومواجهة دول الجوار العربي بإيران كلها سياسيات ستقود العراق إلى التقسيم والحرب الأهلية والعزلة الإقليمية والدولية. إن صدمة انتخابات مجلس المحافظات للمالكي التي خسر فيها مقاعد كثيرة رغم أن كتلته تضم أكثر من حزب في حين أن خصومه بكتلهم المفردة نالوا نصف ما نال المالكي من مقاعد رغم تحالفه مع أحزاب أخرى، لذلك سارع بترميم العلاقات مع خصومه كالأكراد وجبهة الحوار ومتحدون.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي
- مدخل اجتماعي ونفسي لظاهرة ألاعتقاد بالأشباح
- تسونامي الاحتلال الأمريكي للعراق
- ثقافة الخرافة في المجتمع العراقي
- ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا
- سلطة المرأة الظل في المجتمع العربي
- وسائل الاتصال الطائفية بالعراق
- مظاهرات الفلوجة بالعراق؟
- أسئلة حول الاديان السياسية؟
- الحيل النفسية للفاسد إداريا وماليا في المجتمع العراقي
- محاكمة عزيز علي بالماسونية
- المنولوجات المفقودة أو النادرة الغير المدونة لعزيز علي
- ألكلمات والجُمل التي استبدلت بهمهمات في منولوجات عزيز علي
- المنظّرون السياسيون للفكر الشيعي التقليدي
- فلسفة عزيز علي
- الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية
- الإستبداد المقدس
- خاتمة كتاب (تأملات في الأديان السياسية)
- جدار المرحاض الحر
- بين مقتدى الصدر وصدام حسين


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد لفته محل - (هذا أبو إسراء)!