أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا














المزيد.....

ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 15:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكذب ظاهرة نفسية واجتماعية معروفة وكل شخص لابد انه تعرف على شخص كذاب وبدرجات متفاوتة بحكم حياته العملية وعلاقاته الاجتماعية، والكذب أنواع فمنه الكذب ألظرفي الذي يمر به كل واحد منا، أي الذي يحتمه الظرف بسبب الخجل أو الخوف أو العيب، وهناك الكذب النفعي الذي يقتضيه العمل كالمراوغة في البيع والشراء والمصالح الشخصية، وهناك الكذب التعويض عن نقص إذ يدعي الشخص أشياء وصفات لا يمتلكها كحيازته على ثروة طائلة وهو فقير أو امتلاكه أشياء غالية أو ذات جودة عالية أو نادرة، وهناك الكذب الأخلاقي كالمجاملات وعدم جرح شخص بالحقيقة كأن يكون شخص غير جميل وتقول له خلاف ذلك أو إصلاح بين متخاصمين فتدعي أن احد المخاصمين يسامح أو ينتظر مبادرة نظيره وهكذا، وهناك الكذب الاجتماعي فمثلا في المجتمع العربي يدعي كل الرجال انه زير نساء أو انه فحل جنسي استثنائي، وإنه لا يغلب في كل شيء، أو يكذب بشأن ثروته وأملاكه وصحته خوفا من الحسد والسحر والمجاملات الاجتماعية كأدب استقبال الضيف ودعوة الآخرين للزيارة وهكذا، وهناك الكذب المرضي وهو أخطر أنواع الكذب وهو سبب كتابتي للمقال لأنه متأصل بالشخصية منشأه نفسي، من ملاحظاتي على الكذاب المرضي إن ضميره لا يعذبه مهما كذب، ولا يشعر بالخجل كثيرا حين يكتشف كذبه، ويقحم نفسه في عهود ووعود أو مسؤوليات هو في غنى عنها، ويكذب بأتفه الأمور وابسطها وفي كل الأوقات ومن اجل الكذب ذاته وليس لأجل غاية أو ضرورة في حياته العامة والخاصة على حد سواء، ويمتاز الكذاب بالشك في صدق الناس ونواياهم ويتهمهم بسهولة بالكذب، وهذا مبدأ الإسقاط في علم النفس، فهو يسأل عن سبب أي سؤال يوجه له، قبل أن يجيب عليه، لأنه يشك بكل شخص يسأله، وهناك كذابين يعترفون لو صارحتهم بكذبهم، وهناك العكس من لا يعترف أبدا بكذبه حد الغضب والزعل والشجار لكنه في الحالتين لا يتوقف عن الكذب أبدا، لان كذبه خارج إرادته فهو يعلم انه يكذب وهذا كذبه يضره ويفقد ثقة الناس به ويقلل احترامهم له بعد أن يعرفوه، لكنه لا يعرف لماذا يكذب، ومهما حاز من الشهادات الجامعية لا يستطيع أن يتوقف عن كذبه، لأنه نتاج عملياته النفسية الخارجة عن إرادته وعقله، فهو منقاد عفويا لعملياته النفسية التي تجعله يكذب لهذا يمارس حياته الطبيعية، ومهما اختلفت مع الواقع، لان هذا الواقع لا يراه كما هو، بل كما هو يراه، والكذب المرضي منه المتقن بدهاء وخداع ذكاء، ومنه الكذب بحماقة وغباء وتناقض بحيث يكون مسخرة لغيره، وهذا يعود لطبيعة شخصيته إذا كانت متوازنة أو طفولية، فهل يا ترى أن الكذب المرضي ينشأ من تعلم الطفل من الأسرة أو نتيجة الخوف من عقاب والدين القاسيين؟ أم تحتمه الظروف الخارجية حتى يتأصل بالشخصية لهذه الدرجة؟ الجواب عند علماء النفس ولا مكان للاجتهاد خارج هذه التخصص ولم أجد كتاب يتناول موضوع الكذب حتى استطيع الإحاطة بالموضوع لهذا يجب دراسة نفسية الكذاب المريض لفهم عالمه الداخلي.
لقد عشت مع صديق قريب لي مصاب بهذا المرض من الكذب، عشر سنوات وهو صديق عزيز علي أحبه جدا، وكنت اشعر انه يحبني ويبادلني الود، لم تكن تجربتي بالحياة تؤهلني لتقييم الناس وفهم تصرفاتهم لأني كنت أرى الناس كأنهم مثلي بالضبط بالنوايا البسيطة والمصداقية والعفوية والرومانسية والشفافية والأخطاء، وكان هذا خطأ كبير سبب لي مشاكل كثيرة تعرضت من خلالها للاستغلال والاستغفال والخداع، لأن خوف والدي الشديد علي من الناس جعله يعزلني بالبيت ولا اخرج إلا للمدرسة وللعمل معه فقط، وكان هذا الصديق يبادلني الود بحدود التبادل فقط لكن بأنانية طاغية وغيرة وبخل وكذب مرضي حتى عرفت الحقيقة بعد هذه السنين ما جعلني أقف أمام خيارين صارمين لا ثالث لهما إما البقاء أو الهجر لكنه كان تجربة مهمة في حياتي حفزتني نحو ظاهرة الكذب التي اكتب عنها. وكم حاولت في بادئ الأمر أن أنبهه وأغير حياته لكني اصطدمت بصخرة صلدة جدا واقتنعت أن شخصيته قد أخذت هذا المسار المرضي من التنشئة والتربية الأسرية ومن الظروف الفقيرة التي عاشها بالمدرسة والمعامل حين كان صبيا لأعالت أهله واستقرت على هذا الحال بالتالي فالحل عند الطبيب النفسي وليس عندي إذ لا قيمة للكلام والنصيحة والحكمة أبدا خصوصا انه إنسان متعلم بل ويقرأ الكتب ويعرف كل الذي أقوله بالتالي هو ليس بحاجة للتوجيه بل للعلاج النفسي.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة المرأة الظل في المجتمع العربي
- وسائل الاتصال الطائفية بالعراق
- مظاهرات الفلوجة بالعراق؟
- أسئلة حول الاديان السياسية؟
- الحيل النفسية للفاسد إداريا وماليا في المجتمع العراقي
- محاكمة عزيز علي بالماسونية
- المنولوجات المفقودة أو النادرة الغير المدونة لعزيز علي
- ألكلمات والجُمل التي استبدلت بهمهمات في منولوجات عزيز علي
- المنظّرون السياسيون للفكر الشيعي التقليدي
- فلسفة عزيز علي
- الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية
- الإستبداد المقدس
- خاتمة كتاب (تأملات في الأديان السياسية)
- جدار المرحاض الحر
- بين مقتدى الصدر وصدام حسين
- فلسفة الخطأ الإنساني
- تأثيرات الهاتف الخلوي على المجتمع العراقي
- من ذاكرتي بين عهدين
- حقيقة انتمائي
- السياسة في نظرية الحق الشعبي


المزيد.....




- الضربات الأمريكية على إيران تثير مخاوف في دول الخليج من الان ...
- الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
- خاص يورونيوز: إسرائيل ترفض تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة وت ...
- خبير إسرائيلي: تل أبيب لا تريد التصعيد والكرة في الملعب الإي ...
- هل فشلت -أم القنابل- في تدمير -درة تاج- برنامج إيران النووي؟ ...
- أحداث تاريخية هزت العالم بالأسبوع الرابع من يونيو
- الرأسمالية نظام -غير ديمقراطي- يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن ...
- هل يطلب المرشد الإيراني وقف إطلاق النار مع إسرائيل؟
- كيف نُفذت الضربة الأميركية على إيران؟ وما الأسلحة المستخدمة؟ ...
- كيف يرد الحوثيون بعد هجمات واشنطن على إيران؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا