أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - فلسفة الإنسان














المزيد.....

فلسفة الإنسان


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 20:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مهما تقدم الإنسان حضاريا يبقى قانون المكافئة والعقاب هو من يحكمه، رغم علمه إن الالتزام بالقوانين طوعا وقناعة وليس خوفا هو في مصلحة الحضارة وتقدمها لان الالتزام نتيجة الخوف يعني إمكانية خرقها في حال زوال رادع الخوف أو الحيلة عليه؟ إن هذا القانون هو انعكاس لصراع الإنسان ما بين غرائزه ورغباته وما بين القيم الاجتماعية التي تنظم علاقته بالآخر والطبيعة لأن الإنسان يتحرك وفق قوانين حتمية داخلية، نفسية و بايلوجية كالغرائز والرغبات والعواطف والانفعالات، وقوانين خارجية كالبيئة والأسرة والعادات والتقاليد الاجتماعية التي يصطدم بعضها مع منبهاته وحاجاته النفسية و البيولوجية، كلها تؤثر وتحرك في الإنسان متصارعة، تجعلها من المستحيل التوافق فيما بينها في الالتزام بنظام أو قانون سواء كان هذا النظام أخلاقي أو قانوني أو ديني أو فكري، وإن النظرة التقليدية للإنسان كحيوان يتحكم به عقله، ينبغي قلبها إلى حيوان يتحكم بعقله حتمياته النفسية والبيئية والاجتماعية، ليس عدم فهم لهذه القوانين أو عدم قناعة بها، وإنما بسبب طبيعته النفسية والبايلوجية، ونحن نرى كثير من الناس يخالفون أقوالهم ومبادئهم وانتماءاتهم التي يؤمنون بها بدون أدنى شك بها؟، لذلك وجدت العقوبة لمنع هذه الحقيقة، فكلنا تقريبا نعرف أن الرشوة والغش والتزوير والاختلاس والكذب والنفاق التي تخالف النظام الأخلاقي والقانوني ذات أضرار اجتماعية مع ذلك كثير من الناس يرتكب هذه الأخطاء والجرائم انسياقا لرغباته ومصالحه وأنانيته أو انسجاما مع بقية الفاسدين، أو لشيوع الفساد اجتماعيا، تحت مبررات أو من غير مبررات، وطبعا إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لها دور في تفشي هذه الجرائم أو انحسارها دون محوها قط. إن ما يحدث في الحروب أو الاستيلاء على السلطة يفجر طاقات الإنسان المكبوتة والممنوعة التي كانت تعوقها العقوبة الاجتماعية والقانونية و إلى حد نسبي الضمير، فنرى العجائب من أناس بسطاء مسالمين ينتهكون الأنظمة الأخلاقية والقانونية والدينية والفكرية وهذا يعني إن الإنسان حيوان قطيعي بالأساس وتحول إلى كائن اجتماعي بحكم ضرورة التطور البقاء والتكاثر!.
يمارس الإنسان الخير والالتزام بالقانون لأنه مقبول اجتماعيا وفيه مكافئة دنيوية وأسطورية (الثواب والعقاب بعد الموت) سواء ماديا أو معنويا أو للمصلحة العامة والإنسانية كما عند النخب المثقفة، لكن الشر رغم عقوبته الاجتماعية والقانونية المادية والمعنوية والأسطورية فانه يمارس بقوة وإغراء وشهوة في السر أو تحت مبررات بالعلن، فالإنسان يرتكب الخير من اجل المكافئة المادية أو المعنوية أو الأسطورية، ويرتكب الشر رغم وجود العقوبة الاجتماعية والقانونية والأسطورية وهذا يعني تأصل الشر أكثر من الخير في الإنسان!!. وهذا يتوافق مع رؤية التحليل النفسي التي تصور الإنسان في صراع مابين غرائزه ورغباته وما بين المجتمع والقوانين الأخلاقية.
الطبيعة ترتقي ببعض كائناتها بانتخاب الذكر الأقوى لتلقيح الإناث، وانتخاب الحيمن الأصلح من بين الآلاف، والبيضة الأنضج للتلقيح لإنتاج أجيال سليمة جينيا، لهذا نرى البيضة تحدد بأيام من نزولها للرحم فيتم إتلافها إذا لم تلقح لإنتاج بيضة انضج منها، وفي الثدييات العليا تقوم الذكور والإناث بطرد ذكورها الشباب من مجموعتها لتجنب التزاوج الداخلي حتى لا تتوارث نفس الجينات، وليستقلوا بأسر منفرده وهذا قانون الطبيعة لتحسين النسل واعتمادهم على انفسهم وتكوين قطعان جديدة، لهذا يكون التزاوج الخارجي أول خطوة لتحسين الجيل لتجديد الجينات وكسر وحدة الدم وتجديد الجينات، أما عند الإنسان فإن التزاوج الخارجي له وظيفة نفسية وفكرية تضاف لوظيفته البايلوجية؟ فمن الناحية النفسية يعتبر تحريم الزواج الداخلي أول خطوة للاستقلال كشخصية اجتماعية وتكوين أسرة جديدة، أما من الناحية الفكرية فإن الزواج الخارجي هو الانفتاح على الآخر والتأثير والتأثر به، وحدوث تلاقح ثقافي يكسر وحدة الثقافة ونقائها الجامد، فيحدث تجديد في الجينات الثقافية أي التطور. والزواج الخارجي هو أساس قانون التلاقح الحضاري الذي دفع الإنسان للتطور الفكري والتكنولوجي وهو ما يمكن تسميته بقوانين التطور الثقافي.
أن ميزة الإنسان الأخرى أنه لا يستطيع إدراك الأشياء والأفكار والعبارات مستقلة متجردة بذاتها ألا ويوازيها تداعي أو إسقاط أو تأويل ثقافي يفقدها استقلالها، فتمتزج الذاتية بالموضوعية وهذا سر اختلاف الأمم ثقافيا، وهذا يعني إن كل العبارات والموضوعات والأشياء تبقى ناقصة لا تكتمل إلا بتأويل المتلقي وإسقاطاته.
مشكلة الإنسان انه كلما تقدم بالعمر زاد خبرة ونضوج وقلت قدرته على التغير والتعلم، في حين انه في مقتبل عمره يكون قليل الخبرة سريع التعلم والتغير!؟ إلا أن الإنسان يركز على نضوج عقله في الأمور التي تصب في بقائه وتكاثره كجمع المال والربح والحفاظ على مصالحه ومنفعته، في حين بقية قضايا حياته التي لا ترتبط ببقائه فلا يكرس لها جهدا عقليا بل يعتمد على التصورات الثقافية والاجتماعية والغيرية.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل سوريا بعد الحرب
- (هذا أبو إسراء)!
- بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي
- مدخل اجتماعي ونفسي لظاهرة ألاعتقاد بالأشباح
- تسونامي الاحتلال الأمريكي للعراق
- ثقافة الخرافة في المجتمع العراقي
- ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا
- سلطة المرأة الظل في المجتمع العربي
- وسائل الاتصال الطائفية بالعراق
- مظاهرات الفلوجة بالعراق؟
- أسئلة حول الاديان السياسية؟
- الحيل النفسية للفاسد إداريا وماليا في المجتمع العراقي
- محاكمة عزيز علي بالماسونية
- المنولوجات المفقودة أو النادرة الغير المدونة لعزيز علي
- ألكلمات والجُمل التي استبدلت بهمهمات في منولوجات عزيز علي
- المنظّرون السياسيون للفكر الشيعي التقليدي
- فلسفة عزيز علي
- الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية
- الإستبداد المقدس
- خاتمة كتاب (تأملات في الأديان السياسية)


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - فلسفة الإنسان