أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية














المزيد.....

مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 21:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعيش الامة الاسلامية في العالم العربي الان مرحلة من العجز وفقدان التوازن بسبب المواجهات المتراكمة والتي تكاثفت عبر الاجيال من تخلف حضاري وفقدان للهوية وأزمات اقتصادية واجتماعية تهددها بالانقسام المتتالي والتشرذم الى دويلات صغيرة ... ان الازمة التي نعيشها اليوم عميقة الجذور ، فقد احس المسلمون العرب بالتخلف حين افلت زمام الامور في العالم من ايديهم في اواخر عهد الخلافة العثمانية واستفاد الغرب بتعلمه من اثار الحضارة الاسلامية في الاندلس وصقلية وبنى لنفسه حضارة انتزعت القيادة والريادة من الامة الاسلامية وحلت محلها في تقرير مصير البشرية وآلت شمس هذه الامة الى الغروب والافول ، فهل يتطلب منا استقراء التاريخ للخروج من حالة الضياع كي نتعظ ونعتبر بما يلقيه من ظلال على واقعنا المعاصر ؟ ام نبقى نتفرج على سقوطنا الحر وليس المتعثر في الهاوية التي صنعناها لأنفسنا .

اولا يقول لنا التاريخ ان الحضارة الغربية المادية قد اصبحت مصدر خطر على وجود الامة الاسلامية فبدأت الاخيرة في مواجهة هذا الخطر بتقليد الاعداء في الامور التي نقلتهم الى مواقع القوة عن طريق نقل معطيات التقنية الغربية الحديثة بإيفاد البعثات العلمية للدراسة فاغتنمت الفرصة في اعادتهم سهاماً تطعن اوطانها المتداعية في الصميم لتتهاوى على يد ابناءها الذين حاولوا في تبني اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية بالأسلوب الغربي فانتهت هذه المحاولات الى خلق كيانات هزيلة تتربع على عرش السلطة لسنوات تنادي بالوحدة التي تباينت فيما بينها في الرؤى والاهداف والشعارات والتنظيمات والمنطلقات .

وثانياً يبين لنا التاريخ ان هذه الكيانات ادارت ظهرها للإسلام والحل الاسلامي لازمة الامة وانتهت الى انقسامات قيادات المسلمين الراغبة في التغيير الى معسكرين اساسيين متخالفين ، ومع ازدياد تحديات الحضارة الغربية قويت عوامل الانقسام بين هذين الفريقين وتطورت خلافاتهما وبالتالي لم يتمكنا من التمييز بين مبادئ الاسلام القويمة وبين ممارسة الاسلام . واستمر ولا زال مستمراَ هذا التناقض بشدة لم يشهدها اي جيل من الاجيال السابقة بقوتها الحالية ، فاذا اعتبر الاول ان الطريق الذي يسلكه فيه وسيلة للنهضة والتقدم يعتبره الثاني مصدراً للعمالة والتبعية والتحلل والانحطاط ، واذا ما يعتبره الثاني مصدر للأصالة وتحقيق الذات رآه الاول دعائم تصب في بودقة التخلف ... وما يثير السخرية ان كلا الفريقين يتفقان على ان الامة تمر الان بأسوأ مراحل الانهزامية بينما يمسك كلاً منهما بأطروحاته في حل هذه القضية .

ان ازمة هذه الامة هي ازمة فكرية تندرج تحتها جميع الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وهذه الازمة اما ان تحدث نتيجة لاضطراب مصادر الفكر او اختلال في طريقته او منهجه او كلاهما . لقد تجسدت الازمة في غياب الرؤية الواضحة وانعدام الاصالة الثقافية والتوازن النفسي واضطراب المفاهيم وازدواجية التعليم واختلاط الاهداف وانهيار الانظمة والمؤسسات ، لقد فقدت الجماهير اليوم الاحساس بالأمن وانعدام الثقة والخوف والانطوائية وضيق الافق واليأس من كل تغيير نحو الافضل ومما يزيد من هذه المظاهر التصدي لعلاجها بتبني ردود الفعل تجاه التطرف بدلاً من الاخذ بأسباب الحضارة بشكل مخطط ومدروس .

ان السبيل الناجع لخروج الامة من هذه الازمة لا يتمثل في البحث الدائم عن المتهم فهذا العمل لا يعطينا الحل المنشود ، بل يجب على قوى التغيير المخلصة ولا بد منها ان تتخلى عن مجموع السلبيات وتأخذ بأسباب التغيير من الايجابيات التي تعرض لبعضها حتى نجد سبيلاً للخروج من الازمة بالعقلانية الاسلامية التي استطاع بها الرعيل الاول القفز بهذه الامة الى مواقع القيادة البشرية .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماضينا الحافل لن يعود
- البؤساء واوليفر تويست ... من جديد
- التجسس والهيمنة الحضارية
- ديمقراطية الفتنة
- اختراع الاعداء
- في ذكرى عيد الجيش العراقي ... جيش المآثر والبطولات
- هكذا كنا ... وهكذا نحن ... وهكذا سنكون
- العلم والاخلاق الانسانية
- والدي العزيز
- لأننا عراقيون
- اين نحن من هؤلاء
- اعدام الانسان العراقي مع سبق الإصرار والترصد
- ثورة أكتوبر 1917 العظمى
- اين هي الحكومة
- متى نعي الدرس ؟
- نحو تفعيل جديد للتفرغ الزراعي
- وهمُ العيد في العراق
- المصير المجهول يحيط بواقعنا العربي المعاصر
- مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح
- زمن التفتت العربي


المزيد.....




- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر نصرت - مأزقنا الحضاري وازمتنا الفكرية