أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زاهر نصرت - زمن التفتت العربي














المزيد.....

زمن التفتت العربي


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 13:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


زمن التفتت العربي

يشهد العالم اليوم حركة اتصال متبادلة لم يشهدها من قبل ، سواء عبر وسائل التنقل الحديثة براً وجواً وبحراً التي جعلت من انتقال البشر بين القارات عملاً روتينياً يومياً او عبر وسائل الاتصال الحديثة التي استطاعت بالفعل ان تجعل من الكرة الأرضية كرة صغيرة جداً وتحقق نوعاً من ضغط الزمان والمكان لم يكن متاحاً بمثل هذه الصورة في السابق نسبة الى قدرات الانسان على التفاعل والتواصل على مدى الساعة كل يوم .

وبينما تتقدم البشرية نحو تشكيل المجتمع العالمي الجديد وفقاً لهذه المتغيرات ، فأننا نجد انفسنا – نحن العرب – ننكفئ بشكل يدعو الى الدهشة والعجب عن حلم " الدولة الواحدة " التي تخطى عمر طرحها الان اكثر من قرن من الزمن الى ألوان من التشظي والتفتت وليس على مستوى الدول فقط بل على مستوى القبيلة والعشيرة الواحدة ولا على مستوى الأديان او الطوائف بل على مستوى المذهب الواحد الذي يتفتت ويتقسم ايضاً الى مذاهب جديدة ولا على مستوى الأحزاب والكتل بل على مستوى الحزب الواحد الذي يتفرع وينقسم ، وهذه الانقسامات تتم بشكل متسارع وعداء مميت .

لدينا نماذج ساطعة حول ما ذكرته أعلاه والذي لا ينطبق على العالم العربي فقط بل ينسحب على المنظومة الإسلامية ككل ، فالعراق اليوم يشهد فتناً طائفية اشعلته تحت مظلة الديمقراطية المزعومة وفلسطين المنكوبة التي تتصارع فيها حماس مع منظمة فتح واليمن الذي اشعل الحوثيين فيه نيران الصراع المذهبي بين ليلة وضحاها وأفغانستان التي تتصارع فيه قوتان رئيسيتان احدهما مدنية والأخرى دينية متشددة والى باكستان التي تتمزق والصومال التي تتحول من دولة الى شظايا من العصابات والقراصنة والى سوريا التي تحترق والى مصر العروبة التي تتجه الى انهيار مؤسساتي واجتماعي بالإضافة الى التوترات الطائفية والمذهبية في العديد من دول العالم العربي في المشرق والمغرب على حد سواء .

كان الاستعمار القديم يرسل جيوشه العتيدة للاستيلاء على ثروات ومقدرات المستعمرات حيث لم يعد اليوم في حاجة لكل تلك الجيوش اذا كان بإمكانه ان يحصل على النتيجة نفسها عبر شعاره القديم " فرق تسد " والذي يجد اليوم استجابة منقطعة النظير في العالم العربي والإسلامي وهنا لا اريد ان ابرئ أي قوة او قوى خارجية قد تكون وراء دعاوي التفريق هذه دعماً او تسهيلاً لها فلا شك ان استجابتنا السريعة لمثل تلك الدعاوي دليل على ان هناك في بذرتنا الاجتماعية وعمق مكوننا الفكري ما يفرز الانحياز السهل لكل دعاوي التفريق المبني على العصبيات والتحزبات .

لقد بدأت مقالتي هذه بذكر التقنيات الحديثة التي نشهد بسببها ثورة اتصالات غير عادية والتي يفترض ان تكون منبراً او وسيلة لتجاوز الانغلاق الفكري والانفتاح على الثقافات والافكار المتباينة التي تتيحها هذه الوسائل الجديدة مثل الفضائيات والانترنيت حيث تستخدم مع الأسف هذه الوسائل في العالم العربي والإسلامي بشكل مقلوب ومنطق معكوس ويختارون منها ما يتناسب فقط مع أفكارهم سلفاً ويعتادون المتابعة او المشاهدة لما يغذي ما يؤمنون به من مذهبية او انغلاق او يتحمسون لما يعتنقونه ويفكرون فيه ، بل ان ثورة الاتصالات هذه بدلاً من ان تكون وسيلة لمزيد من التواصل والتفاهم المشترك بين الحضارات بل وبين أبناء الحضارة الواحدة ، اذا بها تتحول الى وسيلة لأثارة الفتن ونشهد كيف ان خبراً صغيراً في صحيفة او بث من قناة فضائية قادر على اشعال ثورة في بلد اخر بل وربما افتعال مذبحة في مكان ما ببحر عدد محدود من الساعات ، بالإضافة الى استخدام وسائل التخاطب والاتصال الاجتماعي ومنها مثلاً " الفيس بوك " حيث تتحول هذه المواقع الى ساحة افتراضية للعداء والسب والشتم المتبادل واستخدام مختلف ألوان الدعايات العنصرية .

وبالتالي فان الحاصل هو المزيد من الفتن ومزيد من المعارك الصاخبة بين أبناء الحضارة الواحدة والثقافة الواحدة واللغة الواحدة ، إضافة الى المزيد من العنف وما يسفر عنه من قتل وسفك للدماء على حساب البناء والتنمية والتطور الحضاري .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرشوة ... مرض السرطان الإداري في العراق
- الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك
- ( الخوف والإحباط ) عنوان المواطن العراقي
- لغة الكتابة
- وضع الجمعيات الفلاحية في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958
- الزراعة في غرفة الانعاش
- تراثنا الشعبي ... والسلطة الرابعة
- العالم الجديد
- ثروة الأمم ل - آدم سميث -
- رجل الدين منصب لم يعرفه الإسلام
- التثقيف الذاتي
- الحق اقول لكم
- سلامه موسى في ميزان التقدير
- الإنسانية ... بين حقائق العلوم وقيم الحياة


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زاهر نصرت - زمن التفتت العربي