أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - زاهر نصرت - مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح














المزيد.....

مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 4166 - 2013 / 7 / 27 - 11:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يتصور الكثير من الناس ان كلمة الاشتراكية ونظامها ما هي الا صورة من الشمولية ونظام الحزب الواحد ولنظام رمادي كئيب لا حقوق فيه ولا حريات !

والسبب الرئيسي في ذلك ارتباط مفهوم الاشتراكية وشعارها لفترة طويلة من القرن الماضي بالاتحاد السوفياتي السابق وبدول الكتلة الشرقية والتي كانت بالفعل دولاً شمولية مستبدة تضطهد شعوبها لمصلحة أقلية على رأس الدولة والحزب الحاكم وكانت في الواقع شكلاً من اشكال رأسمالية الدولة لا تختلف في جوهرها عن الدول الرأسمالية الغربية ، حيث خرجت تماماً عن مبادئ الثورة الروسية التي هزت العالم في أكتوبر / تشرين الأول من عام 1917 والتي تم قلبها رأساً على عقب خلال ثلاثينات القرن العشرين حين تم تصفية الثورة وتحولت الحرية الى استبداد والمساواة الى شعار فارغ وحكم الجماهير الى حكم اقلية في قمة الحزب والدولة ، وكذلك روج الرأسماليين ارتباط مفهوم الاشتراكية بالإلحاد واستخدم ذلك كأرض خصبة في بلادنا العربية المسلمة حتى يتم تشويه الاشتراكية في أعين الجماهير ولكن الواقع خلاف ذلك حيث لا توجد أي علاقة بين الالحاد وبين الاشتراكية ، فالاشتراكية تنطلق من المصالح التاريخية للفقراء من العمال والفلاحين ومعركتها هي ضد الرأسمالية والاستعمار وليست ضد الدين او المتدينين والدفاع عن هذه الفئة سواء كانوا مسيحيين او مسلمين او من أي ديانة أخرى ، ملتزمين دينياً او غير ملتزمين فقضية الاشتراكية هي وحدة العمال في نضالهم ضد الرأسمالية بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية .

اذن الاشتراكية هي مجموعة متكاملة من المفاهيم والمناهج التي تهدف الى القضاء على المجتمع الرأسمالي وإقامة مجتمع اكثر كفاية وعدلاً وتحقيق المساواة بين جميع الافراد وبين جميع الأمم ايضاً ، وان أيديولوجية الاشتراكية تتناول ثلاثة عناصر :

1 - العنصر الاقتصادي : ترى الاشتراكية ان اهم الأسباب المحركة للمجتمعات والناس هي نوع العلاقات الاقتصادية من حيث دور الربح ومدى التناسب في الدخول وفي توزيع خيرات المجتمع على افراده وكيفية التصرف في فائض القيمة . وان خير وسيلة لتحقيق الفائدة العامة هي نقل ملكية وسائل الإنتاج الجماعية الرئيسية من ملكية الافراد الى ملكية الدولة وهو ما يسمى بـ " التأميم " .
2 - العنصر الفلسفي : تنطلق الاشتراكية في موقفها الفلسفي من الحكم على المجتمعات الحالية بأنها مجتمعات ظالمة وسيئة لا بد من تغيير هيكلها . كما تنطلق من فكرة حتمية في تحقيق هذا التغيير وان الحياة تقوم على صراع المتناقضات وهي متناقضات تنشأ بالضرورة على ظروف موضوعية ولا تعتمد على الإرادات والنيات الذاتية .
3 - العنصر النضالي : ترى الاشتراكية ان النضال اليومي هو أساس وضمان التغيير الثوري الاشتراكي . ومن ثم لا تفصل بين النظرية والتطبيق كما ان العمل النضالي يكون اكثر فعالية كلما كان اكثر تجميعاً وتنظيماً .

ولا بد هنا من التمييز بين الاشتراكية الخيالية التي ولدت في أواخر القرن الثامن عشر على انغام (( طوبوية )) تنادي بمكافحة البؤس والمظالم وبين الاشتراكية العلمية التي كان ماركس اول من نادى بها والتي تقوم على أساس التحليل العلمي الواعي للمجتمع ولظروفه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية . وهنالك اشتراكية ثالثة هي ما يسمى بالاشتراكية الإصلاحية وهي التي يعتقد دعاتها ان في مقدورهم نقل المجتمع من الرأسمالية الى الاشتراكية داخل اطار المجتمع والدولة الرأسمالية ذاتها وعلى طريق الإصلاحات الجزئية التدريجية .

هناك بعض النقاط التي يجب الاخذ بها والحساب لها عند التفكير في إقامة نظام اشتراكي في أي بلد عربي وان تأخذ بنظر الاعتبار القومية العربية والعلاقة الخاصة القائمة بينها وبين الدين الإسلامي في ذلك ، واهمها :

1 - القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم .
2 - القضاء على المصالح الاستعمارية في الوطن العربي .
3 - منع انحراف أصحاب المشروعات الخاصة عن الطريق الصواب وتهريب الأموال الى الخارج ، واحتكار السلع والتحكم بالأسواق .
4 - منع استغلال العمال ، ومنع استهلاك كميات كبيرة من المال في الصناعات الاستهلاكية والكمالية .
5 - الاشراف على المشروعات الإنتاجية ، وتحديد الملكية الزراعية الخاصة .
6 - انشاء قطاع عام يسيطر على معظم وسائل وعلاقات الإنتاج في المجتمع العربي .
7 - محاربة الاستعمار والامبريالية أينما وجدا والتضامن مع قوى الاحرار والاشتراكية في العالم .

ان النهج الاشتراكي الصحيح وتطبيقه بشكل جيد ومتطور هو كفيل بإرساء السلام والمحبة وابعاد الحروب والهيمنة والقضاء على استغلال ثروات الشعوب والعيش الكريم بحياة افضل ومستقبل مشرق سعيد .



زاهر نصرت



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التفتت العربي
- الرشوة ... مرض السرطان الإداري في العراق
- الاختلاف في تحديد بداية شهر رمضان المبارك
- ( الخوف والإحباط ) عنوان المواطن العراقي
- لغة الكتابة
- وضع الجمعيات الفلاحية في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958
- الزراعة في غرفة الانعاش
- تراثنا الشعبي ... والسلطة الرابعة
- العالم الجديد
- ثروة الأمم ل - آدم سميث -
- رجل الدين منصب لم يعرفه الإسلام
- التثقيف الذاتي
- الحق اقول لكم
- سلامه موسى في ميزان التقدير
- الإنسانية ... بين حقائق العلوم وقيم الحياة


المزيد.....




- احتجاجات ورفض لتقسيم أوكرانيا.. متظاهرون غاضبون من قمة ألاسك ...
- بيان صادر عن القوى والفصائل الفلسطينية من القاهرة
- القوى والفصائل الفلسطينية: الأولوية لوقف العدوان ورفع الحصار ...
- بلاغ الكتابة التنفيذية للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الاتح ...
- القوى والفصائل تؤكد أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي الو ...
- الاشتراكي الديمقراطي ”الحكومة فشلت في ادارة الاقتصاد” - يطال ...
- محمود عباس يؤكد ضرورة تسليم الفصائل الفلسطينية سلاحها للسلطة ...
- بنعبد الله يعزي في وفاة الرفيق حاتم المسيح عضو المكتب الإقلي ...
- م.م.ن.ص// أجنحة الغضب: شهداء غشت والثورة التي لا تموت
- بلاغ المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بشأن وضعية ...


المزيد.....

- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - زاهر نصرت - مفهوم الاشتراكية وطريقها الصحيح