أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - وضّاح العراق .. و وضّاح اليمن














المزيد.....

وضّاح العراق .. و وضّاح اليمن


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4457 - 2014 / 5 / 18 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


وضّاح العراق .. و وضّاح اليمن


أنا مُعجَبٌ جدّاً بـ عبد الرحمن بن اسماعيل بن عبد كلال ، من آل حِميَرَ ، فقحطان ، المعروف بـ " وضّاح اليمن " ، الذي أحبَّ زوجة الخليفة الوليد بن عبد الملك ، من دون خلقِ اللهِ كلّهُمُ . وأحلَمُ دائماً بنهايةٍ شبيهةٍ بنهايتهِ الجميلة .
وضّاح الوسيم هذا ، دخَلَ إلى غُرفة حبيبتهِ " أُم البنين " سِرّاً . فرآه أحد العبيد ، وأفشى سرّهُ إلى الخليفة . وعندما وصل الخليفة ، خبّأتْ أم البنين حبيبها في صندوقٍ في غرفتها ، وأغلقتُ عليه الصندوق ، وجلستْ فوقه ، وبداتْ تُمَشِّطُ شعرها الطويلِ .. حتّى الينابيع .
طلب الخليفة من زوجته الرائعة ، أن تعطيه الصندوق .. فوافقتْ . فأخذه إلى مجلسهِ ، وأمَرَ بحفر بئرٍ في هذا المجلس ، وألقى الصندوق في البئر .. ثم دفن البئر بالتراب ، وردّ البساط فوق البئر .. واختفى وضّاحُ إلى الأبد .
أنا أيضاً .. أريدُ أنْ أموتَ بذات الطريقة .
لقد عِشتُ كلّ عمري ، عاقِلاً ، حَبّاباً ، مؤدَباً .. ولم أترك زوجة خليفةٍ ، أو زوجةَ عَبْدٍ ، دون أن أحبها . وبعضهنّ أحببنني فعلاً .. غير أنّني لم ادخل غرفة أيّة امرأة مِنْهنّ أبداً ، لا سِرّاً ، ولاعلانيّة .
الآن .. قرّرتُ انْ أضعَ نهايةً رومانسيّة لحياتي البائسة ، والخاليةِ من التشويقِ هذه .. وأقلِدُّ وضّاح اليمن ، وأصبحُ وضّاح العراق .. الجديد .
لذا سأذهبُ سِرّاً إلى غرفة حبيبتي .. وسأختبيءُ في خزانة ملابسها الحُلوَة ، المليئة بالأشياء الغريبة جدّاً . و إلى أن تاتي .. سأشُمُّ بالذات ثوبها الأسود ، المنقّطِ بالأبيضِ ذاك .. برائحتهِ تلك .. التي تشبهُ رائحةَ الليل .
وعندما سيكتشفُ الاخوةُ الأجلاف وجودي هناك .. سيخبرونَ أباهُم .. الذي سيخبرُ شيخَ العشيرة . عندها سيأتي أبناء العشيرة ، ويغلقونَ عليّ خزّانة الملابسِ .. ويحملون الصندوق الخشبيّ إلى النهر القريب من " المضيف " ، ويغرقونهُ هناك .. وينتهي كلّ شيء .
طبعاً .. لن تنتهي قصّة وضاح العراق " الجديد " عند هذا الحدّ .
فبعد ذهاب ابناء العشيرة .. سيطفو الصندوقُ فوق الماء .. وسيتمَكّنَ أحد الصيادين " السورياليين " من إنقاذي .
ولأنّني وضّاحُ جديد .. من عراق جديد .. ولا انتمي لا إلى قحطانَ ، ولا إلى حِمْيَرْ .. فأنّني سأتصّلُ على الفور بحبيبتي .. عِبرَ " الفايبر".
ولعدم اتِّخاذ حبيبتي إجراءات الحيطة والحذر .. فقد باغتها اباها الشيخ في وقت متأخر بعد منتصف الليل .. وضبطها وهي تتحدثُ مع " الحبيب " .. الذى هو أنا .. وضّاحُ العراق الجديد .
وبحركةٍ لا إراديّة .. خبّأتني " أمّ البنينِ " ، التي لا بنين لها بعدُ ، تحت الوسادة .
غير أن الأب - الشيخ ، تمكّنَ من انتزاعَ " الموبايل " من إبنته بفظاظة .. و سحَبَ " الشريحة " التي كنتُ أختبيءُ فيها .. وخرج غاضباً من الغرفة .
في صباح اليوم التالي ذهبُ الأبُ - السيّدُ - الشيخُ .. وباعَ اللحظاتِ السعيدةِ في " الشريحة " .. إلى أقربِ مَحَلٍّ لبيعِ النسيانِ المُستَعْمَلْ .
طبعاً انا هربتُ من المدينة . أما حبيبتي فيقول عنها الأصفهاني ، في كتاب الأغاني .. أنّها بقيت صامتةً لا تتحدّثُ مع أحدٍ ليومين . ولمْ تأكلَ شيئاً طيلة ثلاثة أيّام .
ويضيف " الأصفهاني " : وبعد اسبوعينِ .. قررّت العائلةُ ، بالأجماع ، أن تشتري لـ حبيبتي " موبايلاً " جديداً ، من الجيل الثالث ، .. بـ " شريحةٍ " خاليَةٍ منّي .
وهكذا تعرفّتْ " أمُّ البنينِ " إلى وضّاحٍ جديدٍ ، عبر " الواتساب " ..
بينما ضاعَ قلبي .. أنا وضّاحُ العراقِ الجديدِ .. هَدراً .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصابعها الطويلة .. التي تشبهُ الليل
- حزب - الكَنَبَة - المصري .. وحزب - القَنَفَة - العراقي
- بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة
- أنت وحيدٌ .. أنتَ وحدَك
- موجز تاريخ المحنة - 3 -
- بس لا هذا .. الراح يصير ؟
- سيرة ُ - الطيّبين - القُدامى .
- أحزانُ المصادفات السعيدة
- موجز تاريخ المحنة - 2 -
- العراق : - هوسات - .. و إنتخابات
- الأشياءُ تأتي وحدَها
- ميليشيا اليمام الأعزل
- العراقُ .. بخير
- مُختارات .. من قِصَصِ الأنتخاباتِ .. القصيرةِ جداً .
- فلمُ حياتي الطويل
- تاريخ كئيب .. للكآبة .. في العراق
- هذا الكَهَف الجميل
- نُريدُ لغُصْنٍ واحدٍ أنْ يُورِقْ
- موجَز تاريخ المِحنة
- الطلبةُ ، والعشائرُ .. وسَخامِ الحروب السخيفة


المزيد.....




- برنامج الكوميدي جيمي كيميل يعود للبث من جديد بعد أيام من الإ ...
- هل تكون -الثامنة ثابتة-؟ فيلم -معركة تلو الأخرى- أحدث رهانات ...
- موسكو تحتفي بالملابس المحتشمة القادمة من الشرق الأوسط
- صدور المجموعة الشعرية الجديدة -ساعي بريد اللهفة- للشاعر نمر ...
- الإيفوارية تانيلا بوني تفوز بجائزة -تشيكايا أوتامسي- للشعر ا ...
- مجلس الوزراء يدعو لترجمة المواقف الدولية إلى خطوات عملية لو ...
- الكتاب وطن متنقل يمد يده للقارئ في الغربة والوحدة
- زيورخ تتراجع عن تعليم اللغة الفرنسية في سنّ مبكّرة: فهل الوح ...
- وزير الثقافة والسياحة التركي للجزيرة نت: انتقلنا في 7 سنوات ...
- ادباء ذي قار يستضيفون القاص محمد الكاظم للاحتفاء بمنجزه الاد ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - وضّاح العراق .. و وضّاح اليمن