أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة














المزيد.....

بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 20:18
المحور: الادب والفن
    


بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة


- أينَ انتِ سيدتي الصغيرة ؟
الوجهُ معي دائماً .. أبداً
غيرَ انّ أعتيادَ الغيابِ في هذا العُمْرِ الأضافيّ
مُرٌّ على القلبِ
مثلُ أغنيةٍ قديمة .
- سنسافرُ ياسيدي إلى بلادٍ بعيدة .
- ومَنْ سيبقى بعدَكِ ياسيّدة الماءِ
ليرعى في هذه الروحِ آخرَ غيمةٍ
في هذا المساء الكسير ؟
من سيبقى لنا ،
نحنُ الذينَ نمشي ، وحدنا ،
في الممرّاتِ الكئيبةِ للعراق الوحيد .
- سنسافر ياسيدي إلى بلادٍ بعيدةٍ
لكي يعتادَ الآخرونَ الغياب .
- وانا سأبقى سيدتي
لأعلّمَ التلاميذَ أبجدية الأسى
وكأنّكِ جالسةٌ بينهم .
كأنّكِ لم تذهبي أبداً ،
إلى تلك البلاد البعيدة .
وهلى عكس " مباديء الأقتصاد "
سيفهمُ التلاميذُ سريعاً ..
أنّ وجع الغياب المُبَكّرِ
لن يكون سهلاً ،
كهذا الوجَعِ " الحديّ " .

***

في قاموس النومِ وأرضِ الريحْ ..
قطَفَتْ ملائكةُ الغِيابِ
ليلاً كاملاً من الأسماء البعيدة .
في صحراء الروح الكبرى ..
شَمَمْتُ رائحتَكُم .
بيتاً بعد بيت .
وجهاً بعد وجه .
مسامَةً تِلْوَ مسامَة .
ياه ..
أهذا هوَ ما يفعلَهُ الحنينُ
بحَطّابِ قُلوبِ قديمٍ ..
كقلبي .

***

كطفلٍ فعل شيئاً مُشيناً ..
ذهبتُ إلى غرفتي .. وأغلقتُ عليّ الباب ،
مُحاوٍلاً أن أكتب لكم شيئاً ما .. كعادتي كلّ مساء .
ومعَ أنّ باب الغرفةِ لا يزالُ موصَداً ،
وأنّ سيدة البيتِ تُعِدُّ عَشاءاً من الضجيج الذي لا ينتهي ،
كأنّهُ عشاء العائلةِ الأخير ، في هذا العالم .
غير أنّهُ لا يوجدُ في الحقيقةِ شيءُ ذو معنى ، يُمْكِنُ أنْ أكتبهُ لكم ..
غيرُ هذا الذي أكتبهُ الآن .
يالها من فضيحة ..
أنْ تَغلِقَ على روحكَ الباب ،
وأنْ تفعلَ أشياءَ شائنةٍ كهذه .

***
الجنودُ في الحربِ يموتون .
الأطفالُ في الحربِ يموتون .
الجنودُ يُحارِبونَ .. كالجنود .. و يموتونَ كالكِبار .
الأطفالُ يُحارِبونَ كالجنود .. ويموتونَ كالأطفال .
لماذا يموتُ الأطفالُ في الحربِ ، كالأطفالِ ، وليسّ كالجُنود ؟
لأنّهُم لا يُقَدِّرونَ مخاطرَ الحُروبِ كالكِبار .
لأنّهُمْ على عكسِ الجنودِ الذين يُحارِبونْ العَدوّ ..
لا أعداءَ لَهُمْ .
لأنّهُمْ لا يلعبونْ .
لأنّهُمْ يعتَبِرونَ الحربَ .. لُعْبَة .
***
لكُلِّ مدينةٍ روح .
لكًلِّ روحٍ بيتْ .
لكُلِّ بيتٍ رائحة .
لكُلِّ رائحِةٍ وجوه .
لكُلِّ وَجْهٍ قلب .
في هذه " المفرداتِ " الجميلةِ ،
كانَ ينشأُ الحُبُّ .
في المدُنِ والبيوتِ والوجوهِ والرائحةِ والقلوب الصغيرةِ ..
و في " تلفونٍ " ، سماويٍّ، وحيد ، يترَبّعُ في المَمّر .
تراقبهُ الأُمُّ والأبُ والأخوةُ الشَرِسون .
وحينَ يدُقُّ .. تدورُ بنا الأرضُ من فرط الخوفِ ، وفرط البهجة .
الآنَ .. يبدأُ الحُبُّ .. بروحٍ مُستَعْمَلَة .
بـ " رامٍ RAM " جديد .
بـ " موبايلَ " نشتريهِ بالتقسيطِ المُريح ..
ونستدينُ أقساطَهُ ،
مِمّا تبَقّى لنا ..
من هذه العائلةِ الغريبة .



بلَدٌ مكسور .
قلبٌ مكسور .
روحٌ كسيرة .
كُلُّ هذا ليسَ مُهِمّاً .
المُهِمُّ هُوَ ..
أنْ يكونَ هُناكَ قطيع ..
وانْ يكونَ لهذا القطيعِ .. قائِدْ .
عليكُم اللعنةَ جميعاً ..
من هضباتِ " فايدة " الخضراء ،
إلى بحر " الفاو " الأزرق .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنت وحيدٌ .. أنتَ وحدَك
- موجز تاريخ المحنة - 3 -
- بس لا هذا .. الراح يصير ؟
- سيرة ُ - الطيّبين - القُدامى .
- أحزانُ المصادفات السعيدة
- موجز تاريخ المحنة - 2 -
- العراق : - هوسات - .. و إنتخابات
- الأشياءُ تأتي وحدَها
- ميليشيا اليمام الأعزل
- العراقُ .. بخير
- مُختارات .. من قِصَصِ الأنتخاباتِ .. القصيرةِ جداً .
- فلمُ حياتي الطويل
- تاريخ كئيب .. للكآبة .. في العراق
- هذا الكَهَف الجميل
- نُريدُ لغُصْنٍ واحدٍ أنْ يُورِقْ
- موجَز تاريخ المِحنة
- الطلبةُ ، والعشائرُ .. وسَخامِ الحروب السخيفة
- مثلُ بنتٍ وحيدة .. في شجرة العائلة
- هذا .. الذي يحدثُ ُالآن
- لماذا لاتحدثُ أشياءٌ كهذه ؟


المزيد.....




- برنامج الكوميدي جيمي كيميل يعود للبث من جديد بعد أيام من الإ ...
- هل تكون -الثامنة ثابتة-؟ فيلم -معركة تلو الأخرى- أحدث رهانات ...
- موسكو تحتفي بالملابس المحتشمة القادمة من الشرق الأوسط
- صدور المجموعة الشعرية الجديدة -ساعي بريد اللهفة- للشاعر نمر ...
- الإيفوارية تانيلا بوني تفوز بجائزة -تشيكايا أوتامسي- للشعر ا ...
- مجلس الوزراء يدعو لترجمة المواقف الدولية إلى خطوات عملية لو ...
- الكتاب وطن متنقل يمد يده للقارئ في الغربة والوحدة
- زيورخ تتراجع عن تعليم اللغة الفرنسية في سنّ مبكّرة: فهل الوح ...
- وزير الثقافة والسياحة التركي للجزيرة نت: انتقلنا في 7 سنوات ...
- ادباء ذي قار يستضيفون القاص محمد الكاظم للاحتفاء بمنجزه الاد ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - بلدٌ مكسور .. قلبٌ مكسور .. روحٌ كسيرة