مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 13:01
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في محاولة لستر عجزهم وفشلهم في الوفاء بإلتزاماتهم تجاه الشعب ، تفتق ذهن إخوة الدجل في الجمعية الوطنية ، وفيهم من هو إختصاصي ومتفرغ في حقل الإحتيال والدجل والتضليل ، الى فكرة الوقوف لثلاث دقائق حدادآ على أرواح ضحايا العمليات الإرهابية.وبلا شك تمت المصادقة على هذا الإقتراح بإجماع النواب ولعلها المرة الأولى التي يتفقون فيها ولم يتحاصصوا كما هي عادتهم.والسؤال ـ هل سيقف القتلة الذين يحتمون ببيوت وصايات بعض النواب لثلاث دقائق أيضآ؟ وماذا عن ضحايا العمليات الإرهابية القادمة ، أما كان الأجدر بإخوة الدجل أن يستكملوا قرارهم بتخصيص يوم في الإسبوع للوقوف حدادآ على مدار الأشهر القادمة ، أو ربما السنوات ؟ فإعلان حزنهم على الضحايا وتثبيته بقرار أمر مهم لإرضاء الضمير وحسابات القسم والجنة والنار لكي يكون هناك توازن بين كرسيهم الدنيوي وكرسيهم الأخروي فلله أيضآ حقه في عرف الدجال لكي تستمر الصلة وتتوثق وكالته عن السماء ، هذه الوكالة التي إذا سقطت ولم يتم تجديدها وإدامتها وختمها بخاتم الملائكة لن تتبق للدجال إلا مؤهلاته الشخصية الشحيحة التي لا تؤهله حتى لإرتقاء ظهر سلحفاة.
لقد نسى هؤلاء بسرعة إن الشعب كان يحلم بزوال زمن فاصوليا الحصة التموينية والمجاعة ، نسوا بسرعة ، وربما لم يسمعوا أصلآ بحلم الشعب ، فراحوا ، في زحمة وتزاحم من الفرهود واللصوصية وإنعدام القانون والإنحطاط القيمي والديني ، يبحثون عن لقمتهم الخاصة وفرهودهم الشخصي ورواتبهم ومخصصاتهم المشروعة والشرعية.لكنهم وفي غمرة تزاحمهم على القصعة الربانية الحلال صكت أسماعهم أخبار الجرائم الإرهابية الشنيعة الأخيرة التي لا يمكن نسبة مسؤوليتها الكاملة إلا اليهم.ولأن خبراء دجاليهم من ذوي الإختصاص والتفرغ التام في هذا الحقل ، يعرفون خطورة الموقف وحساسيةالرأي العام العراقي على مصداقية وكالتهم السماوية التي يجب أن تكون دائمآ في حالة تجديد وإعادة ختم مستمرة ، صار من اللازم التوجه الى الشعب بشكل مباشر وذرف دمعة حداد لا بد منها على الشهداء وقراءة سورة الفاتحة.
إن الوقوف لثلاثة دقائق من الحداد بقرار من الجمعية الوطنية هي رسالة تذكير للمواطن العراقي بأن الجمعية ما زالت جمعية الشعب وليست جمعية الذيول والمحاصصات ورعاية الإرهاب والنهب.ان هذه المبادرة المخادعة تذكرنا بوردة الشهيد التي كان نظام صدام يفرضها على الشعب لتعليقها على صدر كل مواطن في ـ يوم الشهيد ـ أيام قادسيته سوى إن الناس ، في ذلك الزمن المشؤوم ، كانت تقتل وبطونها مليئة بالطعام ، أما في هذا الزمن فالناس تقتل وبطونها خاوية.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟