أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى حميد مجيد - كلمات ودية للأيزيديين والصابئين وكل الشعب العراقي ـ 1 ـ














المزيد.....

كلمات ودية للأيزيديين والصابئين وكل الشعب العراقي ـ 1 ـ


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


يشبه حال الديانتين الأيزيدية والصابئية المندائية حال المتنبي حين قال عن نفسه وشعره مفتخرآ ـ أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا ـ.لقد كتب الكثيرون عن هاتين الديانتين محاولين إجلاء أسرارهما وتاريخهما فأحسن بعضهم وأنصف الى حد ما ونافق البعض الأخر وأدلس في محاولة لتشويههم والإساءة اليهم والأيزيديون والمندائيون في كل ذلك ، وكما كانت جدتي تقول ، مثل البسكت إسمع وإسكت.وهم إن نطقوا وتكلموا شكروا من ذكرهم بخير وكلمة حق طيبة و تألموا لمن حاول النيل منهم ورثوا لجهله وعصبيته وإنحيازة ضدهم.هم ليسوا بتبشيريين فقد أمرهم مندادهيي وطاوس ملكا أن يغلقوا أبوابهم ويؤثروا السلامة منذ زمن طويل فأطاعوا وتركوا المدن مؤثرين الجبال لينالوا بعض الحماية منها أو الأهوار القصية التي تقربهم من أرواح أجدادهم الحارسة الودودة المفعمة بحكمة الطبيعة والتاريخ.وربما يستغرب القارئ العزيز والباحث العطوف على هاتين الملتين إذا نصحته قائلآ ـ إقرأ رواية ـ أرض البشر ـ لأكسوبري فهي خير مصدر لفهم ديانتهم ومعتقداتهم فهمآ عميقآ ومتكاملآ يغنيك عن قراءة كتبهم والتنقيب في ما تركته عوادي الزمن على ملامحهم وتقاسيم وجوههم ومخارج حروفهم من ندب واثار.فإن لم توصلك الرواية الى ما أعنيه فإنصت الى السمفونية الخامسة لبتهوفن.لا أشك إنك ستجد نفسك في غمرة رؤية مليئة بالبهاء والألم والفرح تتوغل بك الى أعماق التاريخ وتتنقل بك عبر منعطفاته وأهواله وحروبه ومهرجاناته.ستشهد في رؤيتك بانوروما الخلق الأول ، السيناريو الإلهي لإتحاد العناصر الأربعة وإنتشار الكائنات في مسرح الكون ، الإنارة الأولى في قلب الظلام والعدم.ملائكة كبار وصغار وأثريون وعوالم من نور نقي وشفيف وبدرجات وكثافات متداخلة ومتدرجة ساحرة ، طيور مغردة مسبحة وأنهار هادرة جارية متفرعةحتى تظهر لك كرة هائلة من النار ، هي أمنا الأرض في شكلها السديمي المختزل الأول ، تدور بسرعة هائلة لا تلبث أن تتناقص تدريجيآ لتتهادأ رياحها العاصفة وتتكاثف أبخرتها الهائجة هاطلة مطرآ مدرارآ لأزمنة سحيقة وعصور مديدة. ثم تظهر الزروع والأثمار والكائنات الثقيلة ذات الكثافة تفترس بعضها البعض في أنساق تطورية متداخلة متناغمة متألفة تارة ومنفصلة قافزة متهشمة على بعضها تارة أخرى حتى تستقر تلك الكائنات على قانون واحد يحكمها هو قانون التوازن الطبيعي المقرر سلفآ في الذات الإلهية ، ثم يظهر الإنسان يسعى على الصدر الرؤوم لأمنا الأرض.أدم يعمد بنيه وبناته في جنة عدن ، الفرات الجليل يجري وجحافل البشر يبنون القرى الأولى ويشقون الترع والأنهار وينجرون الفلك مع نوح وبنيه ليقهروا الطوفان وستشهد أيضآ الشعلة الأولى التي أشعلها الإيزيدي الأول على قمة الزقورة والخلاف الودي الأول بين الأيزيديين والمندائيين الذي أفضى الى تقسيم جديد في الفقه التراتبي للعناصر الأربعة.في ذلك الزمن السومري الأول الجميل كان البشر متحابين حتى سرق كاهن من أور النار ومن أوروك سرق كاهن أخر الماء وكان المندائيون والأيزديون في صلب الحدث الجلل الذي أدى الى تحويل الزقورة من معبد لعبادة الله الى بنك لعرض الأصنام ، من حديقة لأزهار وزروع وبشر مصلين عابدين مسبحين الى سوق وساح لعرض الألهة والنقود ورقم العقود.
ستشهد الخروج الأول الحقيقي من جنة عدن، الخلاف الأول بين الروح والنفس وإنفصالهما عن بعض ، ستشهد جحافل العبيد تخرج بالسوط و بإسم السادة الأوائل من جنة عمروها وبيوت أقاموها وأراضي حرثوها ومراع زرعوها وأفراح ألفوها وربما تقرآ حتى ، أول نشيد لعبد ينتظر تحت وطأة الإضطهاد خروج نفسه من قفصها الى سماء الله الواسعة.وربما تلمح الروهة مع أبنائها تبتسم إبتسامة النصر والتشفي من أدم وبنيه وبناته ، وهي في حلتها المزركشة المخادعة الأولى.وربما تسمع حتى الصرخات المكتومة لتموز وهو يئن تحت لسعات سياط التعذيب لأبنائها السبعة الأشرار.

ذلك هو مطلع السمفونية ، سمفونية الله الطيب
الله الودود الذي لا يفرق بين البشر
الله المحب الذي يسخر من العنصريين الجهلة
لمالك الشهم ، حارس بوابة النار ، سيكون مألهم
بجمر نفاقهم وزيفهم سيكوون على شفاههم
الله الطيب ، جنانه لن يدخلها من في قلبه كراهية ،
لأنه سبحانه هو الحب.
الله لا يمتلك خناجر ولا أسلحة لأنه هو السلام.
هو النور والوجود ، والظلام هو العدم ، اللاشئ
إن أكلت ونسيت جارك الجائع خطوت الى الجحيم
الله هو الخبز ، موجود نوره في كف الكادح والمبدع
وليس في كف الدجال المنافق ، الله هو الماء
هو الرحمة ، نوره موجود في عيون الكادحين
الذين يفترشون الأرصفة ويقتلعون الصخر من خاصرة الصبر
هو الصبور على أفعال الظالمين الطغاة
بعيد هو سبحانه عن أشباه الرجال
الذين يردحون ليل نهار من أجل أن نجوع نحن
وتصفر وجوه أطفالنا
ونموت ليحيون هم حياتهم القذرة.
إن كانت لكم الأولى فلكم الظلام والطين
ولنا النور والأخرة.

لنا المجرات والكون الفسيح
بوذا لنا ، والحسين الجريح
طاوس ملكا ، مندادهييي ، لنا المسيح الذبيح
علي ، إمام الكادحين ، لنا حين يعز صديق
وتشتد وتعصف ريح.









#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاهيم إسلامية صابئية مترادفة ومتقاربة 1-2
- أنباء عن أمريكا والقصر والبحر
- ستستعبدكم أمريكا مادمتم تستهينون بالأقليات
- تصغير الصابئة وإنكارهم دليل على خيبة الساحة السياسية
- محمد الطائي وصلافة عملاء إيران
- أليس من الجبن محاكمة صدام وعصابة الصدر تسرح وتمرح ؟
- الجذور التاريخية والاجتماعية لطقس التعميد الصابئي في أريدو
- الى علي الدباغ ـ الحقد على الشيوعية نهايته غير مشرفة لك
- قصيدة ـ مهداة الى روح بشر الحافي ميتافيزيا فيزا لجواز كوني


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى حميد مجيد - كلمات ودية للأيزيديين والصابئين وكل الشعب العراقي ـ 1 ـ