أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان














المزيد.....

المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4448 - 2014 / 5 / 9 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهؤلاء يطفحون على السطح في كل عصر وزمان ، وليس من وجودهم القبيح مهرب ، وليس منهم في ذات الوقت أمان ، وأولائك أشرّ القوم وشرّ البلية في الخلق ، وهم حواشي السلطان وخدمه والمنتفعين منه ، وكبار موظفيه وكادره من الذين إستغنى السلطان عنهم أو أن خدماتهم لسبب أولآخر تم الأستغناء عنها ، ولكنّهم في ذات الوقت لايستطيعون الأستغناء عن السلطان وحفظ مقامه ولايستطيعون الأستغناء حتى عن مجرد الذكر الطيّب له ، وإن كان ذلك في مواطن الفحش والقبح ، والأمر جلي بهذا المقدار بسبب إرتباطهم الروحي والمصيري معه وجعلوا بسببه فجوة كبيرة بينهم وبين الجمهور ، فلايستطيعون عودة طبيعية إلى حضيرة البشر من أقرانهم لأنهم وإن حاولوا جاهدين فلن يجدوا هناك من يرحب بوجودهم ، وهم يدركون تماماً أن وجودهم بين الناس لاشك غير مرحب به بعد اليوم ، وهؤلاء وكرد فعل منهم بائس لحالهم ليس لهم من همّ ولا كرب سوى التهريج لأجل التنفيس عن مأساتهم في إفلاسهم السياسي وخيبة أملهم ، وتراهم ينعقون نعيق الغراب بسبب أوبدونه ليل نهار لايكلّون فيه ولايألون منه جهداً في مديح السلطان وليس غيره وحسب ، ولا همّ لهم سوى التطبيل والتزمير له يذكون في النفوس أنّه القائد والفذ والضرورة ورجل الحكمة والصعاب والمرحلة ، وكأنما الأرض أنجبته هو من الرجال ولم تنجب غيره دأبهم في ذلك دأب أزلام نظام الطاغية البائد حين كانوا ينفخون في صورة قائدهم الضرورة ليل نهار ، وهؤلاء لايقلّون عن أولائك في هذا الشأن من الهمة في النفخ والتزمير ، ولذا تراهم يترجمون كل كبيرة وصغيرة حتى التافهة منه بأنها بادرة من صنع حكيم جليل عالم فهّامة وحبر علاّمة ، وترى أولائك بوضوح وقد إنطلت على عيونهم غشاوة وقد عميت قلوبهم قبل بصائرهم فصاروا عمي القلب والبصيرة ، فيرون في كل قبيح مسؤولهم الفذ حكمة وسداد ، ولاينظرون أبداً إلى نتاج أفعاله وفشله الذريع في ميدان ربما لم يكن له فيه من باع ولادراية من قبل ، وقد أتت به عليه الصدفة فكان من رجالها ، وتراهم ومع كل هذا يراهنون على القادم من الأيام وأن الفشل جاء بسبب تقاطعات غير محسوبة من لدن جهات خارجية لها يد طولى في الداخل ، وهكذا نخسر السنين من أعمارنا نهيم في بحور التأملات الكاذبة والوعود النافقة أصلاً ، وهم قد جهّزوا سلفاً كل المبررات والتبريرات لذلك ، وحين يأتي القابل الموعود من الأيام فلن تكون إلاّ الأسوء والأمرّ والأمضى في أوجاعها وآلامها من ذي قبل ، ويشتد الوطيس ويكثر القتل والذبح والمواطنون صابرون عليه بمضض ، وهم يرون فلذات أكبادهم تجر في مواكب لجثامين باردة ، والقائد الفذ والضرورة يستكثر على الأمة بل ويستخف بها من أن تمارس دورها الحقيقي في الحياة والتغيير ، وكأنه الولي الحميم الأوحد المنصّب من السماء ، وقد قال أحد المعتوهين من الساسة قبل أيام في تجمع لأتباعه : نحن أصحاب سلطة إلهية ولنا حق إلهي في الأرض ، وهؤلاء الطبّالون المحيطون بهم يجهّزون التهم والتقارير المضادة بالأتجاه الآخر لكي يستمرّوا في حبك قصص الغي والبهتان خدمة منهم لأرباب رعاعهم ، وهم مستبشرون في أن يتمّوا رعاعاً لهم ولاحسين لقصاعهم ولفتات مايستخلفون على موائد دسمة مغموسة بحقوق الشعب المضيّعة والمنهوبة والمأكولة سحتاً في بطونهم المكروشة ، ومثل هؤلاء الناعقون المحيطون بالسلطان وحواشيّه من الطفيليين والنفعيين لهم القدرة في التلوّن والمراوغة وحتى المقدرة على التلاعب بمنتج العقل البشري للآخر ويبتعد بالتعريفات لدى الآخر في مفاهيم مطروحة لأبعد مايستطيع ، وأينما تحل ركاب رحلاتهم وأينما ترسو سفن الشيطان ، وكل ذلك لأرضاء السلطان وحسب ، وهم شر بلايا الأمم على مر الأزمنة والدهور ، وهم بارعون في السباب والشتائم ، وفي النيل من خصومهم بل وكل من يختلف معهم في الرأي بكلام نابي هابط ورخيص ربما تأنفه حتى العاهر في بعض مفاصله ، وهم يستسيغونه ويلوكونه بألسنتهم ولهم قصب السبق بذلك على إعتبار أن لهم باع في المنازلات والصولات في الحديث والمحاورة ، وهم من حيث لايدرون أنهم لايفقهون لغة الحديث ولايدركون معنى المحاورة بل هم بارعون في جدل فارغ وعقيم لايفضي إلى شيء في آخر المطاف ولن يفهم منه إلاّ تعظيم السلطان وأنّه الفذ الذي لاينازع ولايجاريه في الحكمة والحنكة أحد ، ولهم كما لسلطانهم القدرة أيضاً في فن ألاعيب الأستحواذ على السلطة ، ويحرّفون الكلم عن مواضعه ، فيتّهمون الآخرين بالعلمانية حيث يصفونها وكأنّها حركة إستبدادية مارست وتمارس قهر الدين وعزله في زاوية نائية ، وهم بذلك يتلاعبون بعقل المواطن البسيط في أعز مايملك وفي أغلى مايعتقد به وصولاً لأهداف دنيئة عندهم ، وهم لايألون جهداً في كل هذا التشويه للعلمانية لصالح المتأسلمين الذين هم أصلاً لايحترمون الدين كما تحترمه الدولة العلمانية من بين ضماناتها لحرية الدين والمعتقد ، وهو من بين أهم مفاصل برامج الدولة المدنية .



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة مبكرة .. في نتائج الأنتخابات
- مجرّد سؤال .. إلى مفوّضية الأنتخابات
- وطاويط .. ودخلاء
- الجبن والكذب .. وجهان لعملة واحدة
- الأحزاب في العراق .. والأنتخابات
- قراءة .. في حربنا مع الأرهاب
- قراءة تحليلية .. في الأنتخابات القادمة
- الثقافة .. والسلوك الثقافي بين أتون وترّهات المتثيقفين
- العلمانية .. بين أن تكون مستبدة ، أو مصلحة وبنّاءة
- بعبع التغيير .. بين الحقيقة والواقع
- للأسف .. مازال شعبنا مسكيناً
- كيف .. صار الجلاد مجاهداً
- لماذا .. نريدها دولة مدنية
- كيف .. للحاكم أن يكون عادلاً
- الظلم .. في العراق سيبقى أزلياً
- سياسيّوا الغلس ... والغلاسة
- قراءة مبكرة ... في نتائج الأنتخابات القادمة
- العراق .. بين إزمة القيادة ......... وقيادة الأزمة
- العلوجيون ... وديماغوجية الفرصة
- ماذا نحن فاعلون ... وشعبنا يستغيث وهو يعيش ميّتاً


المزيد.....




- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...
- مقتل 29 طالبا إثر تدافع في عاصمة أفريقيا الوسطى
- كيف حافظ النظام الإيراني على نفسه من السقوط؟
- سرايا القدس تبث فيديو تفجير آلية إسرائيلية شرقي جباليا
- صحف عالمية: حرب إسرائيل وإيران تغير المنطقة وتعيد ترتيبها در ...
- أطباء بلا حدود تطالب بوقف نشاط -مصيدة الموت- باسم المساعدات ...
- دعم القضية الفلسطينية ساحة تنافس داخل الحكومة الإسبانية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - المتملّقون .. ولاحسي قصاع السلطان