وليدالجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4439 - 2014 / 4 / 30 - 22:47
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الاعلام هو انعكاس حقيقي لطبيعة النظام السياسي والواقع الاجتماعي والسياسي السائد في المجتمع حيث يلعب بوسائله المختلفة دوراكبيراومؤثرافي اتجاهات وبلورة الراي العام والتحكم بمساره وتوجهاته...فهو "عملية اتصالية بين طرفين هما القائم بالاتصال ومتلقي الاتصال، من أجل تحقيق هدف سياسي"انتخابي.
وتتداخل ثلاثة أذرع أساسية في العملية الاتصالية السياسية، هي :
1- السلطة بأشكالها .
2- التنظيمات والقوى السياسية المرشحة للانتخابات.
3- وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والالكترونية وهي اعمدة الإعلام السياسي .
لتندمج جهودها في النهاية لخدمة العملية الانتخابية بشكل مؤثر...وفعال...
ويمكن إجمالا تعريف الإعلام السياسي (الانتخابي) بأنه عبارة عن وسائل الاتصال التي تملكها، أو تحكمها، أو تديرها أو تؤثر عليها كيانات سياسية تهدف بوجه أساسي إلى نشر مواقف ووجهات نظر الكيان السياسي المعني و مدى تأثير الإعلام على الأداء التصويتي للناخبين .
ويشكل دور وسائل الاعلام في عملية رصد الانتخابات بطريقة حيادية وغير منحازة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة, يتطلب ضرورة تحلي وسائل الاعلام بقواعد السلوك المهني في تعاطيها مع المرشحين والكيانات المتنافسة
لضمان نجاح العملية الانتخابية وضرورة ان ياخذ الاعلام دوره الايجابي في حث المواطنين للمشاركةالمكثفة لتعزيز مفهوم الديمقراطية لان الانتخابات تمثل بوابة النظام الديمقراطي.
كما للاعلام له دور بارز وحيوي باعطاء الفرص والمساحات لجميع المرشحين دون تمييز والابتعاد عن كل مظاهر العنف والتسقيط الانتخابي والحيادية والنزاهة في تعاملها مع الشأن الانتخابي وان تمارس هذه الوسائل دوراً توعوياً ايجابياً
ويعطي المواطن معرفة شبه عامة عن المرشح .. وذلك من خلال مشاهدة حركاته ومظهره الخارجي ومعرفة ثقافتة ومهارته الشخصية .. ومدى ثقته بما يطرح او يجيب على استفسارات الغير.. اضافة الى معرفة الكثير مما يتطلع الى معرفته الناخب ولايزال للصحافة بالذات دور كبير ومؤثر في التأثير على توجيهات الرأي العام بوجه عام .. مع ان التليفزيون بات من اهم واشمل وسائل الاتصال الجماهيري حيث يستفيد منه المتعلم والامي معاً...حيث
يظهر المرشح بكامل اناقته ووسامته ثم..والاهم .. ثقافته وفصاحته.. وحسن القائه .. وقدرته على التلاعب بالالفاظ واقتباس الامثال .. وهي عوامل مساعدة في التأثير على الناخبين .. واية عوامل اخرى يتمتع بها لانتزاع ترشيح الناخبين له.. وفي المناظرات التلفزيونية عليه ان يعطي للمشاهدين انطباعاً ايجابياً وهاماً عن افكاره وابعاد شخصيته .. ومدى اندفاعه وحيويته ليحقق بسبب ذلك .. الفوز الكاسح . وهو ما بات ينطبق على كل مجريات الانتخابات اذ اصبح القادر من المرشحين في التأثير على الناخبين ..يرتبط بالدرجة الاولى بمدى حسن وبراعة تقديم افكاره وتصوراته .. والتحكم في شخصيته عند الظهور .. وقدرته من خلال ذلك كله على اقناع المشاهدين للانصات لاقواله والايمان بما يطرحه عليهم.
وفي كل الاحوال .. فإن الاعلام بوسائله المسموعة والمقروءة والمرئية مع الفارق في التأثير من وسيلة الى اخرى .. اصبح هو المؤثر والمهيمن على توجهات الرأي العام في الحملات الانتخابية في العالم.. و لاغرابة ان يؤدي التأثير الاعلامي هذا الى نجاح احد المرشحين ودون وجود مقومات النجاح فمع التزام الاعلام بالثوابت الاساسية الا ان تأثيره القوي في العرض والاداء قد يقنع الناخبين في انتخاب من لايستحق احياناً للوصول الى البرلمان او الرئاسة..و الذي قد يكون على حساب الافضل !.
إن قدرة الاعلام للتأثيرالجماهيري على الناخبين .. وامتلاك وسائله وحسن استغلاله من الثوابت لدى المرشحين الوطنين النزهاء دون المساس بحرية الاعلام واستقلالية المهنة والحيادية فيه وتجنب اسلوب الخلط بين الكراهية الشخصية لاي كتلة او مرشح مهما كان الخلاف الفكري او الايديولوجي اوحتى الاجتماعي وبين المهنة الاعلامية...لان ذلك سيؤدي الى فقدان الكثير من المرشحين الى عتبة الفوز و يكون الاعلام هو السبب خاصة اذا كانت الدولة من يسيطر على معظم وسائله الهامة الدولة كما ان توحد التوجه الاعلامي الانتخابي .. مع وضوح الرسالة الاعلامية وتنوع مصادرها.. وابراز القضايا والاهداف فيها ..عامل مهم في انجاح العملية الانتخابية.... وللاعلام دورا اساسيا في عملية بناء الديمقراطية بشكل سليم في فترة الانتخابات التي تعد احد مظاهر الديمقراطية . فالانتخاب بالنسبة للناخب هو عملية خطيرة كونها احلك قرار شخصي و سياسي يتخذه خلال حقبة زمنية هامة من حياته لانه اختيارمصيري لمن يمثله و يخدمه ويدير شؤونه كما والاختيار الخاطئ للناخب يعود إلى عدم دقة المعلومات التي يحصل عليها حول المرشحين لاتخاذ قرار الانتخاب الصائب ويختار على ضوئها المرشح المنشود . وهنا يأتي دور الإعلام بشكل مباشر ومؤثر لايصالها إلى الناخبين وبحيادية ومهنية واستقلالية تامة..وهذا يعتبر مثاليا من الناحية الواقعية..اذ لاعذر على اية وسيلة اعلامية غير قادرة على الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة عن المرشحين وخاصة في مجالي الكفاءة والنزاهة لدعم اختيار المرشح الأفضل ..
ان ضعف مؤسسات الرأي العام وخاصة الإعلام من الوصول إلى المعلومات المطلوبة بسبب ندرة المعلومات عن معظم المرشحين ... تقع على عاتق الاعلام من خلال حث الناخبين على المشاركة في الانتخابات بشكل فاعل..ولا نبخس دور المثقفين والمفكرين وبالذات السياسيين والاعلاميين من دور فاعل في انجاح الانتخابات والتأثير على نتائجها المرجوة..واعتماد دور المراقبة والمساءلة بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني وتعزيز الثقة بين المتبادلة بين الناخبين والمرشحين..
اما حول تأثير الإعلام في الأداء التصويتي والرأي السياسي للناخبين فقد اثبتت الدراسات وبيانات الرأي والاستطلاع.. أن زيادة نسبة الأفراد التابعين والمطلعين على وسائل الاعلام المختلفة .. أدت إلى زيادة واضحة في نسبة المشاركة الانتخابية للناخبين .
إلا أن هذه الزيادة لم تعط حيانا اية دلالة على تحسن نوعية المعرفة الواقعية السياسية لدى هؤلاء الناخبين ...وتبعاً لذلك، تتضاعف أهمية الإعلام السياسي وتأثيره على السلوك الانتخابي للناخبين وخاصة الشباب منهم، فقد أشارت باحثة في مركز البحوث الاجتماعية (ISF) النرويجي إلى أن الحملات الانتخابية الإعلامية لاسيما تلك الموجهة للشباب قد تكون فعالة للغاية في التأثير على الناخبين الشباب وتحريكهم..
أن الحملات الانتخابية من الممكن أن تدفع بالقضايا الشبابية الهامة إلى مقدمة البرامج الانتخابية للمرشحين وتجعلها نصب أعينهم إن تمكن الإعلاميون من خلق أجندات سياسية جذابة للناخبين الشباب . فالدراسات العلمية والخبرات العملية الحديثة تؤكد أن للإعلام السياسي تأثيراً لا يمكن الاستهانة به أو التغاضي عن دوره الجوهري في تعزيز عملية التنمية السياسية وتحريك الرأي العام وتمكين الفئات الأقل حظاً في التمثيل السياسي وتحديداً فيما يتعلق بالمشاركة الانتخابية.. لتوجيه سلوكهم التصويتي والدفع بهم للمشاركة الانتخابية الايجابية .. والفاعلة .. فأنجاح العملية الأنتخابية لا يقاس بأعطاء الصوت ,بل في تحشيد الأخرين ودفعهم للمشاركة الواعية النشيطة فحجم المشاركين مهم جدا في عملية التغيير المرتقبة يل النجاح لان الاعلام يساهم في خدمة وطنية جبارة ..وهو سلاح ذو حدين ..
#وليدالجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟