أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليدالجنابي - المفكر العراقي ..ومخاطر السلطة..















المزيد.....

المفكر العراقي ..ومخاطر السلطة..


وليدالجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 23:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المفكر العراقي ..ومخاطر السلطة..

(1-2 )

المفكر هو المواطن المتأ صل انتمائه بوطنه والمتفاعل مع الثقافات الإنسانية.. الذي يعي تراث مجتمعه ويرى ببصيرة واقعه المعاصر ويدفع بمجتمعه نحو التقدم ..انها رسالة مهمة لجيل عصره.. وانه يحمل قضية يؤمن بها ويدافع عنها ...
انه نتيجة حتمية لعمق انتماءه بتربة ارضه وانعكاسا صادقا لمعاناة شعبه وتعبيرا حيا عن لمأساة وطنه انه الانسان الحرالمرتبط بشعبه والمعبرنحوه بمسؤولية صادقة.. مسؤولية الوعي واليقظة وتنوير المجتمع انه يحاكي وطنه وشعبه لان التاريخ يحمله مسؤولية عصره..
ليس اي مثقف هو مفكر لان الاخير تتوفرفيه مقومات الريادة والبراعة ..يحمل من تراكمات الاحداث وخصوبتها وزحام المسؤوليات الوطنية الشيء الكثير..يرفض التعايش الرخيص الذي يجذبه الى السلطة لتوفيرلقمة العيش الرغيد والمترف وزيادة حرصه على حياته مقابل جفاءه على شعبه وتخليه عن ثوابته ..يعي تراثه لانه مازال حيا في وجدانه ووجدان عصره..
مهمة المفكر هوا لفصل بوضوح وجرأة وموضوعية بين الماضي السحيق والحاضر المتذبذب الراهن لتحديد الصلة الحية والجرأة الحية من اجل صياغة رؤية للمستقبل ..المفكر يرفض الإعلان وإطلاق الشعارات دون تمحيصها وبيان كيفيتها وترجمتها الى الواقع ..يرى أحداث العصر ويشعر بمتطلباته ويعمل بمقتضاه دون تنظيم سابق ..الواقع هو مصدرالفكروبصيرة المفكر..يفرض نظريته ..لايخلط بين مهام الأجيال ولايتهاون في استغلال اوضياع حقوق الاجيال المستقبلية ..يعتمد التنوير شرط التغيير..والواقعية المعتمدة في أسلوبه من خلال ابتعاده عن النظرة الآلية لمراحل التقدم بل أن المفكر على وعي تام بما يمكن عمله في العصور التالية ..المفكر يمتلك زمام المبادرة والدور القيادي لأنه منظرا للأحداث ..
لقد عانى مجتمعنا من مظاهر الاضطراب الثقافي والفكري الكثير فكانت العلاقة بين المفكر والسلطة من العلاقات الشائكة فرغبة المفكر دائما تهدف الى تقديم فكر حقيقي فى أغلبه يتعارض مع مواقف السلطة التي تكون على الدوام أبعد ماتكون عن الفكر والتفكير، أوالميل إلى رؤى تقليدية سكونية وأفكار ما ضوية طوباوية تدعم السلطة وتبعد عنها شبح التمرد أو الثورة.
واذا كانت السلطة التي تقود ا لدولة بأحزابها وتياراتها المتباينة والمختلفة قد جثمت على صدر الفكر والمفكرين وصادرت بأسم الدين كل أشكال الإبداع والتمرد والحرية فأن حركة الفكر التقدمي واجهت عدوين شرسين الاحتلال الأجنبي والسلطة المتعسفة التي هي وليدة الاحتلال وصنيعته هذا الاحتلال بكل مااؤتي من قوة جاء متسلحاً بالقوة العسكرية والتكنولوجيا المتطورة لسلب إرادة المفكر العراقي وطمس هويته واجتثاثه وإحلال طبقة من الجهلة والاميين والنفعيين للتحكم في البلد..وتنفيذ اجندته التخريبية..
لقد ظهرت بعدا لاحتلال مواقف فكرية متباينة هى بالضرورة ترجع إلى الانتماءات الاجتماعية والطبقية لدى أصحابها كما أنها كانت نتيجة لتفاعل تيارات فكرية متعارضة بين فكر سلفي وفكر حديث ناتج عن الاحتكاك والتفاعل مع التيارات الغربية... كما ظهرت تيارات أخرى توفيقية وتلفيقية.. تتمحوربقدراوبأخر بالاقتراب من السلطة أوالابتعادعنها..وكذلك موقف بعض رجال الدين المرحبين بالاحتلال والمتعصبين والمتزمتين تجاه قضايا شعبهم.. كل ذلك شكل وما زال قوى ضاغطة فى مواجهة المفكر والذى يقع بحكم الضرورة تحت ضغوط الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتى تشكل ايديولوجيات سائدة ومتناقضة ومتقاطعة.. وما الأيديولوجيات المعارضة لها في المجتمع الا تعبيراً دقيقاً عن أشكال هذه الصراعات.
اليوم الاتجاهات الفكرية تتوزع بتباينها الى حدالصراع بين اتجاهات ليبرالية اصلاحية ذات برامج محدودة ومتحجرة.. و اسلامية سلفية او امامية ترغب فى تطبيق الشريعة الاسلامية كلا على هواه.. وتيارات تقدمية جذرية تعمل على تغيير المجتمع تغييرا جذريا شاملا وتطويره لكى يتفاعل مع العصر.. هذه الاتجاهات تعبر عن طبقات وفئات اجتماعية عديدة كما أنها متفاعلة بشكل رئيسي مع ما يدور فى الخارج من صراعات دولية ومواقف سياسية أثبتت الوقائع أنها مواقف مؤذية ومخربة للعراق وقد أسهمت بشكل كبير في تأزم الأوضاع الداخلية وعرقلة دورا لمفكرين الوطنيين في بناء العراق وفق المنطورالوطني التقدمي بعيدا عن المسارات الاثنية والطائفية المقيتة..
الفكر السياسي في العراق(إذا اعتبرناه فكرا حقيقيا ) متأثرا بشكل رئيسي بمصالحه وطموحاته المشروعة واللامشروعة ومستفيد من تراجع حركة التحرر الوطني..وقد بدا ارتداد العديد من المفكرين تحت تأثير التمويل الخارجي والسلطوي للثقافة التقليدية عن طريق وسائل الإعلام المتنوعة والمتطورة وكذلك عزوف الكثير من المفكرين والمثقفين الوطنيين عن محاكاة الوضع السياسي العام لانقضاض التيارات السياسية التي جثمت على السلطة منذ عام 2003 بدعوى الد يمقراطية..
كما ان هذه الحقبة أفرزت مناخاً إرهابياً واجه فيه المفكرون العديد من أشكال الإرهاب كالقتل والملاحقات القضائية والتهديد بالقتل.. والاتهام بالكفر والإلحاد لكل مفكر مستنير أو مخالف لفكر هذه التيارات وبالأخص الدينية..
ومن الغرابة أحيانا أن السلطة بما لها من عداء أصيل للفكرالارهابي ساعدت على نشر هذا الفكر وهيأت له كل الظروف للنمو والتغلغل فى مجالات الحياة المختلفة. ..ففي الوقف الذي منعت فيه السياسة فى المدارس والجامعات (ونعنى بالسياسة هنا الفكر اليساري بشكل عام) سمحت للتيارات الدينية الإسلامية بممارسة أنشطتها بشكل واسع بل مطلق في الجامعات والمدارس بل والتغلغل والسيطرة على النقابات والاتحادات(بشكل مناطقي) وجمع الأموال والهبات بذرائع اغلبها تلبس جلباب الدين والمذهب والطائفة واستشرى التيار الديني وأصبح هو الوحيد البديل لهذه السلطة بل المسيطر عليها والمتحكم بزمامها ..
.. في حين حاصرت فيه الأحزاب العلمانية والافكارالوطنية الاخرى وضايقتها من العمل السياسى والفكري بحرية فى الشارع ووقفت ضد تكوين أحزاب جادة ووافقت على أحزاب ورقية ومهلهلة لا وجود لها فى الشارع بل حتى لاتمتلك اية افكار اوبرامج او رؤى واضحة..
فى هذا المناخ الشائك يقف المفكر بين مطرقة السلطة بما تحمله من تحكم وتسلط وارهاب وما يتمثل فيها من فساد واضح للعيان وبين سندان التطرف الدينى وما يحمله من تخلف وما ضوية تقليدية وموقفه المعادى لكل فكر أصيل وبناء..
العلاقة بين المفكر والسلطة يقودنا إلى التفكير بالتيار الأيديولوجي الذي يلتزم به المفكر وعلاقته بالتقدم والتغيير وعلاقة هذا كله بالاتجاهات والرؤى السياسية التي تنتهجها السلطة الحاكمة.
وبناءً على ذلك فإننا نجد أنماطا مختلفة من الفكر والمفكرين في إطار العلاقة مع السلطة ومع وضع الانتماء الطبقي والفكري في الاعتبار فإننا نرى إن أول الأنماط إنما هو المفكر الثوري والمتمرد هذا المفكر مناوئ للسلطة ويمثل المثقف الحقيقي المدافع عن الحرية والتقدم والرؤى المستقبلية ويؤسس فكره على قاعدة من حرية الإبداع والتفكير السليم ويعمل جاهداً من اجل تغيير الأوضاع السائدة تغييرا جذريا شاملا على المستويين المادي والمعنوي...
هذا المفكر يعانى الكثير من تعسف السلطة ومحاربتها له لأنه على نقيض ومتضرر منها سواء بالسجن أو النفي أو الاضطهاد وعدم تقلد الوظائف الهامة وتركه يواجه التيارات الظلامية منفرداً بل والوقوف معها ضده في أغلب الأحيان.
وطالما كانت الأفكار تعبر عن رؤى اجتماعية ومصالح.... فإن هناك من الكتاب من اسهم فى اضطهاد زملائه والوشاية بهم من اجل مصالح آنية رخيصة إن المفكرالثوري والتقدمي محارب من الرجعيون والانتهازيون الذين يعملون لدى السلطة وحلفاءها..وقد أدى الاضطهاد ايضاً بالمفكرالى ان يكون مرفوضاً من السلطة ومن القوى السياسية التقليدية..وهذا يحفز احيانا المفكر الحقيقي الذي يحترم استقلاليته وفكره أن يحتفظ بمسافة بينه وبين السلطة تحافظ على استقلاليته واحترامه لنفسه ولفكره وولائه لمصلحة الشعب التي لا تتطابق بالضرورة مع مصلحة السلطة.....( يتبع).....





#وليدالجنابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة بعنوان..ترانيم... صوفية
- قصيدة بعنوان... تمهل...
- صحوة... الأوهام
- تراتيل... مناضل
- الرحيل..
- الحقوق الدستورية... ومفاهيمها الاساسية- 1- 4
- دورالتنمية الاقتصادية والبشرية...في تقييد السلوك الاجرامي
- لاجلك ياعراقي... وجب التغيير...لاالترقيع
- الابداع... ذخيرة الشعب الحي
- الترابط العضوي بين مشكلة الفقروالطبقات الكادحة...
- كم أنت رائعة أيتها الحرية
- اللغة.. وتأثيرها ا لحضاري


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وليدالجنابي - المفكر العراقي ..ومخاطر السلطة..