أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - نعيم عبد مهلهل - من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرسوم العفو جنح حمام














المزيد.....

من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرسوم العفو جنح حمام


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1258 - 2005 / 7 / 17 - 04:36
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


قبل أن تنام
لا تجزم بشيء
فقط تذكر ثدي المرأة التي تحب
ارْتَـدِ باباً ووشاحًا أسود لتراوغ به الليل

عبد الله الريامي

لا تجمعني مع هذا الشاعر المتأنق بصدى قلاع نسيها البرتغاليون تحت ظل حجر الجبل الأخضر وخواطر فاسكوديكاما سوى رسالة جميلة أتت بمودة مشتركة من الريامي وصديقه الشاعر العماني محمد الحارثي ويوم وصلني خبر اعتقال الريامي أعدت قراءة الرسالة ورممت عواطفها التي نسجت عليها الأيام خيوطا من نسيان تصنعه الحياة وبدأت أستذكر لحظة أخبرني الحارثي بأنه وهو يكتب ألي فأن الريامي معه ينقل تحت أسوار مدائن صور ومسقط وصلالة وظفار وعبري تحيات فتنة الشعر وسبات الكأس وندامة أممية الموسيقى ..
هذا ما جمعني بعبد الله الريامي ..شئ من سندريلا الرسائل ومواقيت قراءة سورة العشق الملفوفة برائحة أسماك القرش العائمة على أسرة الرمل في سواحل زنجبار ومدغشقر وعدن لأتذكر فواصل حلم الرجل الحاسر الرأس المنقاد إلى حداثة تأريخ عشيرته ، أولئك الذين أدركوا محنة طغراء الوطن بين أزقة الظل والحجر .
المدفوعون بالسعي إلى خصخصة المكان بحزن التأريخ والقراءات الطلسمية لأبد كان يحوي حتى خواتم الأميرة السومرية شبعاد حيث كان المكان العماني يدعى في لغة سومر ( مكان) وكانت السفن الذاهبة من أور لتجلب النحاس من الجبل الأخضر ويسمونه السومريون الجبل اللامع تحمل رؤى الآلهة والخليقة وتعاويذ تمشي على جادات البحر لتصل إلى قلوب متلهفة للرؤى الجميلة بعد أن تتحاشى البوارج وحاملات الطائرات وأسماك القرش..
الآن وقد ألقى العسس القبض على صديقي الريامي ما لذي علي فعله لأرفع الغمة عن روحه الناشطة في مجال الحق وقلبه الذي يقطر شعرا كما تقطر ينابيع الضوء في أرض زحل ؟
طبعا لاأملك في سلطتي سوى هذه الكلمات والتي يقول عنها جيفارا : أنها في ذات اللحظة تصير مدفع بازوكا أو باقة ورد .
ولأننا هنا في العراق نشم رائحة البازوكا مع رائحة الطبيخ وودت أن أحول كلماتي إلى باقة ورد وبها أذهب سيرا على الأقدام إلى مسقط وأجلس منتظرا موكب السلطان وأقدم مظلمتي المكتوبة بالخط المسماري وفيها رغبة الشعر والحب والحرية أن يطلق سراح الأديب العماني عبد الله الريامي .
ينبغي أن ينتبه ولاتنا إلى صناع الحلم على أنهم رؤى لروح الشعب وأنهم فقراء وشعراء وحكماء وليس غير ذلك وينبغي أن ينتبه رئيس العسس على أن زمن الأصفاد ذهب مع أزمنة الأمام يحيى وقواويش القلعة البرتغالية وأن السلطان هو سلطان الرعية روحه من روحها فلا يذهب إلى مخادع الحالمين ليمسك عنق الحمامة وهو الذي بنى بلاده بحكمة أن يلغي عهد أبيه عهد القسر والسيف وموت القلم .
أذن يا جلالة السلطان ..هذا رجل شاعر وحقوقي يتمدد الآن في قبو وزارة الداخلية أو في أحد سجونها ولأنكم رمزعدل السلطنة فروحكم تقرأ مظلوميته وأن تناست وقالت ليأخذ العدل مجراه فهذا يعني أن العدل عندكم هو سكين القصاب . فالريامي لا يملك في قاموسه سوى الرغبة ليتحدث بحرية ويرسم في رؤاه أمل
وأعرف أن العسس لأجل هذا الأمل أخذوه ..
فلا تجعلوا حلم مسقط التي اختيرت هذا العام عاصمة للثقافة يتلاشى في نداءات منظمات حقوق الإنسان وبذلك يضيع حلمها الأزلي بأن تصير وليلها المظفور بعرائش التين بيتا تبني فيه اليونسكو أكواخ شكسبير وأدونيس والسياب والجواهري وقاسم حداد كافافيس وسيف الرحبي ونازك الملائكة ومحمود درويش ونجيب محفوظ ماركيز وكل رهط المدركين حقيقة أن الأدب في خصام دائم مع السيف والأصفاد ومذكرات التوقيف.
لاتجلعوا مسقط تبكي على الحرية في عامها الثقافي الأممي ..لا تجعلوها غابة مجهول يتيه فيها الشعراء لأنهم يبتسموا على طريقتهم الخاصة ..أجعلوها جديرة بثقة الحضارة بها وانتم تملكون من الحلم الكثير .
فلقد بنيتم بلادا عامرة فلا تحطموا مسير جيادا نافرة ..
وهكذا يبقى الحلم أمنية أن ترى أجفان صديقي عبد الله الريامي نور صباح مسقط وتتألق من جديد أمنيات الشعر لديه وهو يمسك بأنامل الحلم صيرورة التخيل وقد تميزت قصائده بجرأة صورها وميثولوجياتها الغارقة في محيط بناء الصورة وحدة التزامن بين الصنعة والمتعة . مدركا هذا العماني الجميل :
( أن روح الشعر ..هي روح الرمل وروح البحر وروح عناكب القاع التي تعطينا التصور أن محنة الموجة ليس في المها من جرح السفينة بل أنها لا تتلاشى إلا عندما يشتد ضوء الشمس لتصبح غيمة وتبتعد عن البحر ) .
تلك روح عبد الله الريامي المسجونة الآن على ذمة التحقيق بسبب كونها روحا ناشطة في مجال حقوق الإنسان وكونها تجيد الكاتبة على لوح القلب وتصوغ لنخيل وجبال وبحار بلدها قصائدا هيومورسية تتحدث كما السمفونيات عن أحلاما ونوارسا وخيولا تمشي بخبب الحلم على رمال الزمن وهي تأمل بالحياة السعيدة لكل البشر أولئك الذين كان الريامي قد أدرك محنة الخوض في تفاصيل حياتهم في مقدمة قصائده المعنونة
( قصائد في سحر العابرين ) والتي يقول في مقدمتها :
لقد كنت اجمع أخبار القتلى وامشي
تحت المطر دون عناء
لم يحد ثنى أحد عن وباء النسيان
كان الوقت غائرا في القلب
والقلب ومضة ينتهزها محارب عنيد
كانت الأرصفة تعرف قدمي
وهى تستجلي طالع الجهات الأكثر احتمالا
من شمس حاقدة
ومن ذيول الغد المتدلية من الأحداق
لاشيء في جيبي
وفى جيبي كل الروائح العالقة بذيل حصان
كل طلقة تجهل اليد التي تسدد ..

أور السومرية في 15 يوليو 2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف وأيام الآن العراقي
- يوتيبيا خضراء ..وجفن أمراة ترتدي قمراً بلون المقصلة
- حكم مأخوذة من متن كتاب الحياة
- دمعة لندن ومنديل مفتي الديار الأسلامية
- سيناريوهات لرعاة المطر ورعاة البقر ورعاة الأفيال السومرية
- قضاءالجبايش العراقي وبطة شنغهاي
- أنت تشبه دالي ..وأنا أشبه صدر الدين حمه
- يازمان الوصل في الأندلس ..نحيب عبد الله الصغير بين مدريد وكا ...
- رؤى في تأسيس الديمقراطيات القادمة ..مقالة النائب البرلماني ع ...
- الذاكرة الصينية والقمر الياباني
- الملائكة المندائية وتوأمت الروح بالمهد والضوء والتعميد
- أوغاريت تقطر ورداً..وكلاديس تقطر شهداً..وأمي تقطر خبزاً وفرا ...
- حوار مع الروائية والكاتبة العراقية لطفية الدليمي
- كيف تحولت خديجة الى أولتيكا برودسكي..؟
- رسالة من القاص العراقي محسن الخفاجي الى الرئيس الأمريكي جورج ...
- عشق وحرب وطفولة
- حوار مع الشاعر البحريني قاسم حداد ..دلمون القصيدة بمعطف القر ...
- خريف المدن الجنوبية
- خريف المدن الشمالية
- واقع وليس خيال ...طشت الخردة


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - نعيم عبد مهلهل - من أجل صديقي عبد الله الريامي ..رسالة الى السلطان ..ليكن مرسوم العفو جنح حمام