أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - عشق وحرب وطفولة














المزيد.....

عشق وحرب وطفولة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1243 - 2005 / 6 / 29 - 10:48
المحور: الادب والفن
    


عشق وحرب وطفولة

إلى إمراة لا تحب سوى غبار الجنوب والسيرة الذاتية لمارتن لوثر كنغ



نعيم عبد مهلهل
1 ـ لكي تجمع ضوء الشمس بكفيك أستعن برصاصة أخطأتك بحرب قديمة وأن لم تجدها أستعن بدمعة طفل .
أفكر بطفولتي وأرغب بإعادة إخراج فيلمها من جديد وبتقنية حديثة لكن لا أجد مثل ذلك السيناريو الذي كان يقطر حليبا وعسل . الذي أجده الآن ليس سوى ترابا وموادا احتياطية لمركبات الفضاء وعولمة تسأل عن سعر برميل النفط !.
كنا في الطفولة عندما نريد أن نحلم نضع وسط أعيننا إناث الدمى كي يجلبن رغبة أن يتحقق خيال أمانينا الفقيرة . الآن أراقب طفولة اليوم فأجدها مشدودة بعصبية لمعركة في فيلم الدمى المتحركة . لم يطلب أي من أبنائي يوما ما دمية بقدر ما كانوا يطلبون سندويش همبركر . لقد تبدلت الكرة الأرضية وأظن أن ولدي من مواليد برج الخراب ..
كانت الحرب رغم قسوتها مدنا من الخيال . لا نعشقها ، بل نعشق فيها .
اليوم الحرب كتل من الأسمنت والحديد والقواميس . ففيها قد تموت ليس لأنك لا تجيد القتال . بل لأنك لا تجيد لغة أخرى لتفهم الجندي المحتل أنك شاعر وذاهب إلى السوق لتجلب لحفيدك كيس حليب !
أفترض أن العشق في تفسيره الدقيق هي دقات قلب تتسارع لحظة الشعور بهاجس يجلس في الذاكرة على شكل امرأة . قي الحرب العشق نجمة وميتافيزيقيا . وفي الطفولة العشق سقراط يلتهم بلذة ثمرة بطيخ .
كل النساء قوارير شفافة تحوي سوائلنا المنسابة من أفواهنا المفتوحة بدهشة . قوارير دبس وأخرى سمنا حيوانيا وبعض القوارير عسلاً صاف كمدمعة الرثاء وثمة قوارير ملئا بالثرثرة وتلك التي كنا أيام الحرب نكسرها بالحصى ونذهب إلى موتنا حالمين .
أحبك لأنك كاف تنتهين بقبلة . وكاف تبتدئ بشهقة ومع كلا الهاجسين أستطيع أنا السومري أن أثبت رجولتي ..
لاتراهن على انتصار بل راهن على خيبة . فكل ما يأتي حياه الله !
ذائقة الجائع في لسانه . وذائقة الطفل في رضاعته . وذائقة الفيلسوف في دمعته . ذائقة الجندي في جرحه . وحدها ذائقة المرأة تكمن في شوقها لرجل مفلس لأنه الوحيد القادر على تعويض ما خسره في تفننه بفتح أقفال خزانتها .
ليته يسكنني قاموس مودته وأفسر معانيه بحقيقتها . ظل غامض كل حياته . وضوحه فقط يظهر عندما أراه ينهي نصا ولكنها سرعان ما يعود إلى قبوه حين ادعوه إلي .
هذا الرجل لاحرب تنفع معه . ولاامراة بملابس نوم بيضاء ؟
2 ـ كانت الطفولة منذ أزلها القديم عبارة عن مهد يهتز وينوح ويطلب موسيقى..
الآن تغير الأمر ..
الموسيقى ألتحقت بالراقصين . والمهد صار خندقا شقيا في حرب فوق جبل والنواح خطابات للساسة ..
كان العشق منذ أزله الأبدي يمثل خفة قلب ورسالة مرتعشة ووسادة تنتظر وأوتار تهتز من دون أصابع .
اليوم الحال تبدل . الخفقة صارت طرقة باب : انهضوا فأن ولدكم أتى من الحرب ميتاً . والرسالة صارت ماعون طبيخ قرب شيخ جائع . والوسادة دبابة يعتليها رجل المارنيز . فيما الأوتار صار ختما لمختار نثبت فيها ولائنا لنبات الصبير .
كانت الحرب في أسطورتها طعنة سيف ومسلة يظهر فيها سرجون يكرع الخمرة .
في الوقت الحالي . الأسطورة سبورة ندون عليها مواعيد امتحانات العمر . وطعنة السيف تحولت إلى نسمة صيف . والمسلة إلى ماء دجلة يتهادى على موجه مركب حياتنا .
إلى أين ؟
أريد أن أستلف قرضا عراقيا من بنك في الصين ؟
وأنت ياسرجون . حولناك بمشيئة الله إلى عامل طين أسمه حسون .!

3 ـ يظل العشق عشق .
والطفولة طفولة ..
وحدها الحرب تغير شكلها مثل وجه مخادع



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعر البحريني قاسم حداد ..دلمون القصيدة بمعطف القر ...
- خريف المدن الجنوبية
- خريف المدن الشمالية
- واقع وليس خيال ...طشت الخردة
- اسبوع التضامن من أجل أطلاق سراح القاص العراقي محسن الخفاجي
- ليل وطني أغنية للعشق وإناءاً للبن الرائب
- قرب ضريح سيد أحمد الرفاعي ..تصوف السيف والنجمة وذرة الرمل
- الميثولوجيا من نارام سين حتى بول بريمر
- بهجة الورد ثوباً ازرقاً لمراة
- رسالة انترنيت الى دراويش تكية 11 سبتمبر
- المندائية انباء جاوي وقبعة الملكة اليزابيث
- الثقافة بين التأويل والتدويل
- تواشيح مندائية تناشد الأب الروحي للطائفة
- متصوفة الورود الحمر .قلوبهم أثرية ودموعهم قيثارات
- الكتابة في حدود الرغبة والتحرر من الصفر المطلق
- المهاتما يقرأ في كتاب الغروب البابلي
- الشعر والثمالة ورامسفيلد ومايحدث الآن
- المراة بين اناء العسل وروح الكائن المطيع
- نجمة متقاعدة وقمر في الخدمة وناسا جامع للمتصوفة
- وطن الجنرال ويخت الجنرال ورقصة الجنرال


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - عشق وحرب وطفولة