أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - تواشيح مندائية تناشد الأب الروحي للطائفة














المزيد.....

تواشيح مندائية تناشد الأب الروحي للطائفة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1223 - 2005 / 6 / 9 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


تواشيح مندائية . تناشد الأب الروحي للطائفة

نعيم عبد مهلهل



وسط نداوة الطين وهمس الحنين وثوب الماء . بين جنح الفراشة وتلاوة الملواشة . تحت ظل النخلة وغناء الزيتونة الخضراء . بين شفتي العشق وعزف الرق . قرب جفن الدموع ولحظة الخشوع . منحنا الله ديانة تدعى .
أدعية . وكهنة وأواني من نحاس . خرائط لدروب سرية توصل أفئدة الكواكب ببعضها . شمس تمد الضوء من الحلفاية في ميسان حتى مساء آلاسكا الثلجي . قراطيس تتحدث عن ولادة المولود الذي لايمل الرقود يجانب الماء ويقرا سعادة الأشياء ويسمينا بإشارات النجم إلى لحظة صنع النطفة في رحم العاطفة الكونية أو عند قراءة قداسات التعميد . هو الظاهر فوق الباطن . الحرف السحري المكتوب برعشة خاطرة أم مندائية . حجابها ظل الشمس ولهفتها جندي عاد من الحرب في المرة الأولى وفي الثانية مات شهيدا بين القصب الأخضر والشوق الأحمر وإنشاءات المدرسة الإعدادية . يدرك بالتعابير فن التطهير . يتقد مثل موقد . من حدة جمره نعرف دهره . عمر لامثيل له حيث سياحة الرؤية تغطي المكان لرغبته العارمة بمسك خطى الضوء الذاهب إلى الله . لا يحب الفوارق . ومثل متصوفة جنوب الحلم المندائي غارق في المغارب والمشارق . مدفوع بالخشوع ومنتظر لحظة الطلوع . ليشرق مع شعبه .
أبونا أنت فسجلنا في مدرسة الطائفة نتعلم منها كيف نقرا أوقاتنا ونسور بالورد حياتنا ونؤسس مجدا لصلوات التعميد على ضفاف الأزل المائي ببطائح سومر أو احواز الأبد الميساني حيث ولدنا وعشقنا ولبسنا خوذ الجندية .
عارف معروف . مبصر ومكفوف . أي كانت خطوتك فأنا تحت ظلك أشيد رغبتي بخياطة ثوب الرستة من طرف ابتسامتك . وبأرتعاشة أصابعك سأعمد حياتي . صياغة أو طب أو معلم مدرسة في الهور . أي هي مهنتي . في النهاية سأتقاعد عند تخومك الضوئية وهناك تغرقني سعادة بدنك وقربك يصبح النوم خلود .
قطرة عطش أنت أم نوتة موسيقى يا صانع لهفتنا في شروق الوضوح الجميل عند يحيا التوحيدي؟
عصانا التي نتوكأ بها ونحن نصعد سلالم روحك كي نصل إلى قصرك البلوري ونقضي فيه ليالي العيد الأكبر .
نودك ليس طمعا بمجدك . بل بطيبتك الفائرة .
تلك التي تشعلنا سهاما من الضوء
تذهب إلى كل الدنيا
وفجرا تراها تغسل ظفائرها بشط دجلة .
أما فرات الوصل . فهو معذبُ خواطرنا
ودائما نسمعك تهمس في جنابته الغرينية
طر أيها النهر كنورس وحلق بموجك في خاطرتي ولم شمل المندائيين بكل جهات الأرض
حين يدق الناقوس .
تهدأ النفوس
يتحرك جفناك
واليك تتحرك كل زوارق نهر الحب
قيما عباءات أمهاتنا الطيبات أشرعة وظلا يقينا شمس تموز المحرقة
ليس المندائية نور وسرور
إنها قبلة حب ورغيف خبز .
خواطر مدونة على اللوح الممهور بدمعتك
أيها الأولي بأزل العاطفة .
أتراك تسمعني وأنا انشد لك تسبيح قلبي وأقول : أيها النور كن طائرة نفاثة وأعدني إلى صباي
أوربا كلها لاتساوي زقزقة عصفور في الكحلاء
أو مساء بارد في حلم بغداد
وربما نجمة في الناصرية حين تبتسم تسرق سحر أحلى شقراوات لاهاي
أنت مشرق بالأمل
وأنا أملئ خديك ُقبل ...
أيها الثري بكنوز عاطفة السماء
وودت أن تلتفت لحظة لرغبتي أن أجعل جفنيك وسادتي وعليهما أستريح من منفاي وغربتي وأطيل في إيوانك مودة العبادة . فحاجتي إليك حاجة الغريق لكف من الهواء وينعش بها ويذهب سعيدا ليؤدي فروض الصلاة كلها .
طيب أنت كإناء عسل وزبد
طيب أنت . كهمسة ورقة الشجر في صباحات زقزقة العصافير
أثير أنت ومنير
ولك ستشرق أمنيات ألوف المندائيين وهم يحجون إلى بيتك
أسقهم ماء بهجتك
وأطعمهم سمك أنهارك العذبة
وأشوي لهم عصافير قلبك
فهم متيمون مثل قيس
لروحك الرائعة التي هي ليلاهم ..
من ضوءك صنعنا مركب
أطلقناه لريح السفر
أي بلاد تكون أنت
وأي منفى أنت خيمتنا
سرك انك قادر أن تكون
ولأجلك نحن نصير زهورا وأنت الحديقة
أيها الربيع ..أيها الربيع
هلا أشرقت كالصفصاف على أمهاتنا المندائيات
أوقظهن من خاطرة النعاس
حتى يرن قلوبنا الخافقة كرسالة عاشقة
لقد نبت فينا بيتا لمحبتك ..
وفيك سنبني أبدنا ونحن نفكر بجعلك ملاذنا الأخير
عاشق عشوق .
صادق صدوق .
مشرق شروق
ستظل تطل علينا بهيبة أساطيرك
إنائك الفخاري
وعمامتك الثلجية
وصوت الموسيقى يهطل من حنجرة الذهب أدعية مباركة
تشيد لنا أبراج الأمل وتعيد صياغة طلاسم أزلية الطائفة
ونحن مثل تلامذة تكيات الشعر
نصغي إليك
ونتمنى أن نذوب فيك مثلما يذوب الزبد في طاوات أمهاتنا
جميل أنت
لأجل هذا اغسل بضوئك عيوني ..



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متصوفة الورود الحمر .قلوبهم أثرية ودموعهم قيثارات
- الكتابة في حدود الرغبة والتحرر من الصفر المطلق
- المهاتما يقرأ في كتاب الغروب البابلي
- الشعر والثمالة ورامسفيلد ومايحدث الآن
- المراة بين اناء العسل وروح الكائن المطيع
- نجمة متقاعدة وقمر في الخدمة وناسا جامع للمتصوفة
- وطن الجنرال ويخت الجنرال ورقصة الجنرال
- فتاة من التبت تحب مارتن لوثر كنغ
- أستطلاع الواقع الثقافي العراقي ..محافظة ذي قار أنموذجاً
- قيامة إبراهيم
- الجندي الأيطالي والمتحف السومري
- تكاليف دفن الشاعر السومري
- جدلية الحلم في قلب الكاهن المندائي
- عقيل علي..موت ثمرة الفراولة
- أيروتيكا قيروانية ..خيمياء سومرية
- هل هبط أهل سومر من المريخ؟؟؟؟
- صبر أيوب عولمة من الألم ..أم ألم من العولمة؟
- للقلب دموع وللبصل ايضا
- امراة تتحدث مع وردة
- الذكورة والأنوثة بين الثقافة التقليدية والعولمة ...رؤى مؤسطر ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - تواشيح مندائية تناشد الأب الروحي للطائفة