عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 16:29
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
العراق : " هوسات " .. و إنتخابات
{ ثِلِثْ للّهْ .. و ثِلْثينْ لـ ( طالِبْ ) ..
وثِلْثْ الله يطالِبْ بي ( طالِبْ ) . }
" هوسَةْ " عراقيّة شهيرة ، ردّدَها العراقيون أمامَ السيد ( طالب النقيب ) ، أثناء حَمْلَتِهِ للتَرَشُّحِ مَلِكاً على العراق في عام 1920 .. عندما كان في أوج سُلْطَتهِ ، وقُوّتِهِ ، ونفوذه .
بعد أشهُرِ قليلة من هذه " الهوسة " ، بايَعَ العراقيّونَ ( فيصل بن الحسين ) مَلِكاً عليهِم . أمّا ( طالب النقييب ) .. فقد إعتَقَلَهُ الأنكَليز في 15 نيسان 1921 ، عندما كان يشربُ الشاي في مبنى السفارة البريطانيّة ببغداد ، تلبيةً لدعوةٍ من زوجة الحاكم العسكري العام للعراق (السير برسي كوكس) ..دونَ أنْ " يُهَوِّسْ " ضد إعتقالهِ أحد .
وتم نقلَهُ بزورقٍ من السفارة إلى الكوت .. ومن الكوتِ إلى الفاو . ومن الفاو تَمّ نفيّه إلى جزيرة سيلان .. ولَمْ " يُهَوِّس" إحتجاجاً على ذلكَ أحد .
وبعد تتويج ( فيصل ) مَلِكاً ، تمّ إطلاق سراح ( طالب ) ، وأجبرهُ الأنكَليز على الأقامةِ في مدينة جَدّة .. دون انْ " يُهَوِّسُ " للمُطالبةِ بأعادتِهِ إلى بلدهِ أحد .
والتَمَسَ من المَلِكِ أنْ يسمحَ لهُ بالعودةِ إلى العراق .. ولَمْ " يُهَوِّسْ " دَعْماً لألتماسِهِ أحد .
وسمَحَ لهُ الملِك فيصل بالعودة إلى العراق .. ولمْ " يُهَوّسْ " إحتفاءاً بعودتهِ أحد .
وعاشَ في قصرهِ على شطّ العرب ، وحيداً ومعزولاً ، دونَ مَنصِبٍ أو سُلْطَةٍ أو نفوذ .. ولَمْ " يُهَوّسْ " ضِدَّ نِسيانِهِ أحد .
وأُصيبَ بمَرَضٍ خطير ، وذهبَ إلى ميونيخ للعلاج ، وماتَ هُناك في عام 1929 ، وتمّ نقلُ جثمانهِ إلى البصرة ، ودفْنِهِ في الزبير . وباستثناءِ قِلّةٍ من الناس ، وبعض الشخصيات العامّة ، التي قامتْ برثائهِ كوطنيّ مُخْلِصْ .. لَمْ " يُهَوِّسْ " لتلكَ النهايةِ أحَدْ .
وهكذا ضاعَتْ " أضلاعُ " الهوسَةِ " الثلاثةُ ، القديمةُ .. دونَ أنْ " يُهَوِّسَ " ، إستذكاراً لها ، أحد .*
*{ تم إعداد هذا النص إستنادا لما ورد في مقال : - مصطفى عبد الله عارف : طالب النقيب في لمحات الوردي . جريدة المشرق . العدد 2891 / 27 آذار 2014 } .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟