دور المرجعية وممثليها في التغييروانقاذ الشعب

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4429 - 2014 / 4 / 19 - 10:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

كنت اليوم استمع الى خطبة الجمعة التي القاها الزميل المهندس الشيخ عبد المهدي الكربلائي وهو كما تعلمون ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في العتبة العباسية في كربلاء وهو يناشد المواطنين بضرورة المشاركة بالانتخابات من اجل التغيير ...وكما تعلمون ان توجيهات الرجل مسموعة ومحترمة من قبل المواطنين ولاسيما البسطاء منهم ومنذ فترة ليست بالقصيرة وانا اتابع خطبه هو وزميله في العتبة الحسينية وهم يكرران وفي كل جمعة نداء حث المواطنين على المشاركة بالانتخابات ويحملون المواطن مسؤولية التغيير وينسون الفاعليين الحقيقين الذين بيدهم التغيير الفعلي ...
وهنا انا شخصيا اتفق معهم من حيث المبدا بان المواطن صح هو من بيده التغيير ...ولكن هذا يصح في الظروف الديمقراطية الصحيحة وبعيدا عن المؤثرات الخارجية والسلطوية التي يتعرض لها المواطن العراقي الان وفي ظل عملية سياسية فاسدة وفاشلة بكل المقاييس العلمية ..ويقودها سياسون عاهدوا انفسهم ان يخدموا مصالحهم الشخصية ومصالح دول الجوار والاحتلال وبعيدا عن مصلحة العراق وحياة شعبه ...ومن خلال دوامة من التضليل الاعلامي ومتاهة هائلة من اعداد المرشحين بين نساء طموحات للظهور والشهرة ورجال يحلمون بالمال والسلطة .. وسيل لاينضب من وعود كذابة يسيل لها لعاب المواطن المحروم ..
وهنا تحضرني بعض الاسئلة وكم اتمنى ان يخوض العراقيون تجربة انتخابات ناجحة وديمقراطية حقيقية كما تجري في بلاد الكفر .. بلاد العم ساسون والعم ساكسون ...ومنها:-
-;- لماذا هذا الالحاح على حث المواطنين للذهاب الى صناديق الاقتراع بالرغم من تعقيدات المسألة ؟؟؟ واترك الاجابة لكم ؟؟
-;- الم يستجب المواطن لنداء المرجعية في اول انتخابات وتراكضوا افواجا وافرادا وادلوا باصواتهم وانتخبوا من ادعى انهم احباب المرجعية ..وكلنا يعرف نتائج تلك التجربة البائسة والمأساوية والتي لا زال شعبنا يدفع دماء زكية حتى يومنا هذا والى امد غير معلوم اذا استمر الحال على ما هو عليه اليوم ؟؟ والتي افرزت رموز سياسية اساءت لسمعة المرجعية قبل اساءتها للشعب ...؟؟
-;- الا تدري المرجعية ان الخلل يكمن في نصوص الدستور المليء بالالغام والذي كتبه وفرضه الاحتلال والذي شرعن للمحاصصة الطائفية وتمزيق الشعب طائفيا وعرقيا ؟؟؟؟
-;- الاتدري المرجعية ان الخلل يكمن اساسا في قانون الانتخاب والعاجز عن توفير الشروط المناسبة للمواطن و للشعب لانتخاب ممثليه الحقيقين وليس احتكار المقاعد للنخبة الحاكمة ورؤساء الكتل والاحزاب ؟؟ واصحاب الثروات من المال الحرام ؟؟
-;- اما كان الاجدر بالمرجعية ان تطالب بسن قانون للاحزاب يمنع الفوضى الحاصلة الان ؟؟ وبدلا من تركها على الغارب لكل من هب ودب ؟؟ بحيث يحترق الاخضر بسعر اليابس ؟؟
-;- اما كان على المرجعية ان تفتي بتحريم تبذير المال السياسي المسروق من قوت الشعب ليصرف على الدعايات الانتخابية ؟؟ ولاسيما وان الفقر منتشر بين العراقيين كما اكد ذلك الشيخ الكربلائي ؟؟ والتاكيد على ان المبذرين اخوان الشياطين والابالسة ؟؟
-;- اليس من واجب المرجعية وممثليها وضع النقاط على الحروف وتسمية الامور بمسمياتها وبدون خوف او وجل او مجاملة لحزب او دولة او سياسي سواء اكان سيد او عامي ؟؟؟ معمم او مفرع ؟؟
-;- اما كان على المرجعية حث المواطنين للمطالبة بتعديل الدستور ورفض النظام الرئاسي الحالي ( على الاقل المطالبة بمعرفة مصير الريس وهو غائب منذ اكثر من سنة ) .. ولماذا حصرت رئاسة الجمهورية بالكرد والوزارة بالشيعة والنواب بالسنة .؟؟ وهو نظام مقيت وفاشل ودمر العراق والعراقيين ..ولماذا لايكون المسؤول عراقي بغض النظر عن دينه ومذهبه وقوميته .. بشرط ان يكون عراقيا اصلا وفصلا ونزيها وعادلا ؟؟
-;- اليس من المفروض على المرجعية ( وحاشا ان امس بمقام المرجعية وانما هذا تساؤل وليس انتقاد )... عليها التاكيد وباستمرار على تحريم التعصب الطائفي والعنصري والرشوة والفساد المالي والاداري والمحسوبية والمنسوبية والعشائرية والعائلية واكل اموال الشعب والكذب عليه والولاء للاجنبي ولدول الجوار ؟؟ وتوعية المسؤوليين قبل المواطنين تجنب مثل هذه المواصفات السيئة ؟؟؟
-;- اليس من مسؤولية المرجعية تحميل الكتل والاحزاب ولاسيما الدينية منها ورؤساءها والشخصيات القيادية ولاسيما المعممة منها مسؤولية ما وصل اليه العراق وشعبه من احتراب داخلي وفتن لايعرف الا الله مرساها ونتائجها ومن فشل وفساد ..وللاسف هم لازالوا على غيهم سائرون ويسيطرون على مقاليد الامور وبيدهم الحل والربط وللعودة ثانية يخططون ...ونحن نطالب المواطن المسكين المقهور والجائع والخائف المرعوب من مستقبل مجهول ان ينتخب الافضل ....ومن منا يعرف من هو الافضل في متاهة الانتخابات الحالية ؟؟ودوامة الاعداد الهائلة للمرشحين ؟؟
-;- انني اناشد ممثلي المرجعية ..ان لايحملوا المواطن اكثر مما هو متحمل ومما يعاني وان يركزوا ويحثوا المسؤوليين ورؤساء الكتل والاحزاب الحاكمة ان يرحموا هذا الشعب المظلوم والمواطن المنكوب ..فهو الذي يقتل يوميا بالمفخخات والانتحاريين ويعتقل ويجوع ويشرد ...وليس المسؤول القابع وراء اسوار المنطقة الخضراء .. فهؤلاء المسؤولين الذين حكموا العراق منذ الاحتلال( احد عشر سنة مضت ) وحتى يومنا هذا فهم راس البلاء والفساد ..فقد دمروا الوطن ومزقوا الشعب .. ويجب على المرجعية تحريم عودة المسؤول الفاسد والفاشل للسلطة ..لانه لن يكون هناك تغيير كما اعتقد واظن ..وعندها سيعض المواطن اصابعه ندما ..وانا شخصيا اعتقد ان المرجعية تتحمل مسؤولية ادبية وشرعية ولو نسبيا ... واما الحل فكما اعتقد ؟؟ فعلى المرجعية وممثليها تحميل رؤساء الكتل والاحزاب بالذات وشخصيا مسؤولية ترشيح الحرامية والفاسدين والفاشلين اذا فازو بالانتخابات المقبلة وعدم السماح لمن ثبت فساده وفشله في الحكم والتجربة بالعودة ثانية ..لان المواطن كما يعلم الجميع عاجز عن التغيير لجهله بما يجري خلف الكواليس المظلمة ..
-;- اناشدهم جميعا وبغض النظر عن الطائفة او المرجع ان يدعون لتطبيق شرع الله والسيرة النبوية (ص) ونشر العدل الحق وعلى نهج امامنا علي (ع).. وهم اعرف بنهجه اكثر مني ومن غيري بنهج الامام العادل ان كانوا صادقين ؟؟...
-;- ولنتذكر دائما ..ان الامم لن تتقدم الا بتطبيق شريعة الحق والعدل والمساواة والانصاف ..بين كل المواطنين وبدون استثناء ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل