اهلنا صح من كالو (الذهب زينة وخزينة )

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4345 - 2014 / 1 / 25 - 18:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

انتو تدرون اني يومية العن سلفة سلفاة الحكومة وكل السياسيين المشاركين بيها من الرئيس الغايب وانته نازل لكل الحرامية الخاتلين بالمنطقة الغبراء..الذين دمروا العراق وبهذلوا شعبه ..
ولكن اليوم ماراح اسب ولااشتم لاني سمعت خبر افرحني كعراقي ولاول راح امدح وابارك الخطوة التي اقدم عليها البنك المركزي العراقي ..ولو اني ما عندي ثقة بيهم ..والسبب بسيط لانهم دائما يكذبون علينا .. وما سو شي صحيح ودائما يضحكون على الشعب المسكين ولاسيما بهاي الايام وقبل الانتخابات واحدهم ( يسوي الشط مرك والهور خواشيك ) ..
المهم هذه الخطوة التي تبشر بالخير (ان صدقوا ) وهو خبر قرأته بالمدى يكول ..البنك المركزي يقرر " سك سبائك ذهبية" لبيعها على المستثمرين وشرائح المجتمع العراقي ..
وذكر البيان للبنك المركزي العراقي الذي تلقت (المدى برس) نسخة منه ، انه " لغرض تنويع وسائل الادخار للجمهور وتوفير كميات من الذهب من مناشىء رصينة تباع للمتعاملين بالذهب والمستثمرين وشرائح المجتمع بالدينارالعراقي، قرر مجلس ادارة البنك بالتشاور مع لجنة الشؤون الاقتصادية سك تشكيلة من السبائك الذهبية تتراوح أوزانها بين (5 غم و1000غم )".
قد تسألوني لماذا فرحت بالخبر ؟؟..راح اشرح لكم السبب ..لان العائلة العراقية تحب امتلاك الذهب وصيغته لسببين اولهما تعتبره كادخار وضمان للحاجة ولليوم الاسود ومضمون وهو مبدأ اقتصادي ثبتت صحته ..
ثانيا المرأة العراقية ومنذ القدم تستخدم الصيغة الذهبية لاغراض الزينة
ثالثا الذهب بالنسبة للعائلة العراقية مظهر من مظاهر الوضع الاجتماعي فكلما زاد امتلاكها للذهب وكنفاق اجتماعي زاد احترام الناس لهم ...فنساء العائلة يتباهين في ما بينهن بلبسه في المناسبات الاجتماعية المفرحة كالاعياد والزواج ..الى درجة الواحدة منهن من تريد تقشب على الثانية تلتفت على صاحبتها وتكللها وطبيعي بحسرة وحسد ( شفت مرات فلان شكد لابسة ذهب ..لابسة يجي كيلوين ...مثل الما شايفة ..والله زمان وعمت عين الاحتلال الامريكي اللي خل رجلها يلبسها هلكد ذهب وسوة براسهم خير) ..
وهنا لابد لي ان اذكر ..ان العائلة ولاسيما بعد تجربة الحرب العراقية الايرانية والحصار وانهيار الدينار العراقي ( الدولارالواحد كان يتصرف ب3100 دينار ) جعلت الناس تبيع ذهبها لكي تعيش ..وبسبب قلة الرواتب ..
واذكر قصة عائلة احد الاقرباء وكان معلم ابتدائية فد يوم اثناء الحصارسالت زوجته ..شلون جا تدبرون عيشتكم ..؟؟ اجابتني عندي قلادة عرسي الذهب وكل شهرين ثلاثة ابيع قطعة منها ووي الراتب والاقتصاد بالمصرف يا دوب عايشين ..هكذا كانت تعيش العائلة العراقية ..بالفقر والضيق والحرمان ..والغريب اليوم وبعد الاحتلال ..اصبح كل من ترك عمله او وظيفته انذاك وبسبب قلة الراتب ..رجع الى الوظيفة بحجة (مفصول سياسي ..وحسبت له خدمة وعدل راتبه بحيث اصبح يقبض الملايين ) ...ياللمهزلة اصبح زماننا شرم برم ..
وكلنا يعلم ان من عادات العائلة العراقية في الخطوبة والزواج والمهر وعند ولادة الطفل وبالمناسبات السعيدة كتخرج البنات من الجامعات وغيرها من المناسبات السعيدة ..ان تقدم الهدايا على شكل صيغة ذهبية ..على اساس ان الذهب زينة وخزينة وتفيدهم يالمستقبل ..
حتى بالموت وفي الورث نجد ان ذهب الام وصيغتها التي احتفظت بها طيلة حياتها ...عندما تحضرها الوفاة توصي بتوزيعها على بناتها وليس للولد ..من هنا نجد ان هذه العادات شائعة بالمجتمع العراقي ..وتثبت اهمية الذهب كضمان للعائلة ..
وانا شخصيا ومن تجربتيالشخصية وملاحظاتي ...اجد ان هذه العادة مفيدة وصحيحة ومضمونة ..ولاسيما عندما تكون على شكل سبائك صغيرة كالبنسة والليرة وسهلة الشراء من المصارف الحكومية والصاغة ..لانها ذات عيارية مضمونة ولا تخسر قيمة الصياغة عند البيع او الشراء او تحويلها الى نقد ورقي ..
في السابق كان مصرف الرافدين يسلف المواطن سلفة مقابل ضمانة الذهب المرهون في المصرف وحسب كميته وعياريته ..ومقابل فائدة بسيطة ..اما المواطن فكان يستفيد من السلفة لاغراض متعددة ولاسيما في السفر خارج العراق او عند المرض ( وكانت هذه الحالات نادرة جدا لان الدولة ايام زمان موفرة رعاية صحية رائعة وليس مثل الان الخدمة الصحية زبالة وفاسدة وفاشلة كالنظام الحاكم ) ..كما كانت السلفة تستخدم في بناء الدور او شراءها او فتح محل او اقامة مشروع صغير ..ومتى سددت قيمة الرهن تستعيد ذهبك نفسه ..
حتى الحكومة العراقية في حربها الطويلة مع ايران استعانت بخزين المواطنين من الذهب ولجأت الى مدخرات الشعب الذهبية كي يتبرعوا بها لصالح المجهود الحربي انذاك ...ولا يفوتني هنا كي لا اتهم بالدفاع عن هذا وذاك وللتاريخ ...انتشرت انذاك اشاعات مغرضة وكما يحدث اليوم (وبعض هذه الاشاعات كانت ولا زالت فطيرة وبايخة وما يقبلها عقل .. ومنها ان صدام جمع الذهب لكي يتزوج بنت الشابندر بالذهب اللي تبرع به المواطنين لاسناد المجهود الحربي بالذهب ) ..هاي هي السياسة ..ومثل ما يكول العراقيين ...اكره واحجي وحب واحجي ..لعنة الله على السياسة والسياسين ..
ولا اريد ان اطيل عليكم ..فكلكم تعرفون كذبة رفع الاصفار الثلاث من الدينار التي يصرح بها الزلم الجذابة ويوميا ولازالت هي مستمرة ولاتصدكون راح يشيلوها ..والنهب وكله بالدولار مو بالدينار مستمر ...ومو سر عليكم ان الدينار التعس لازال ماله قيمة ( 1170 دينار للدولار ) وهاي كلهااهانة للعراق والعراقيين وبسبب نهب وتبذير ثروته النفطية الهائلة وعوائده المالية وبسبب العملاء اللي تعرفونهم منو هم .. ..ومو خافي عليكم غسيل الاموال وتبيضها بالمليارات وتهريبها خارج العراق وجا تاكلها الحلوك الجايفة..
الا تتفقون معي ان المواطن منهوب ...منين ما يلتفت منهوب ..حتى كل من يريد يشتري اليوم مثقال ذهب ..يخلي ايده على كلبه لانه لازم يروح على صايغ عرف وثقة ..لان الصاغة مال هذا الزمان معظمهم حرامية وايديهم خفيفة بالعيارية والخلط وي النحاس وبالوزن ..والمواطن غشيم ما يعرف بشغلات الذهب ..الصايغ يبيعه عيار 21 وبالحقيقة هو يطلع 18 حباية اذا مو 14 حباية ..
ايام زمان جان الصاغة ( من الصابئة ومن الكفار واليوم كلهم مسلمين وضرابين ركعة )وكان اكو خوف الله واخلاق وصدق وامانة واكو حكومة( كول وفعل) ومن صدك ومهيوبة وتشور( مومثل هسة حكومة ابو ... و.... ) وكان اكو قانون وعقوبات تعور وتخوف ..مو مثل هسة لاتوجد حكومة ولا توجد مراقبة ولاتقييس ولاسيطرة نوعية وجمالة لا اكو عقوبة رادعة ولا حتى اخلاق هم ماكو ....
اني اكول الخطوة التي اقدم عليها البنك المركزي خطوة صحيحة ومفيدة وبصالح شعبنا ولكن بشرط ان لاتكون جذبة من جذباتهم كالعادة او دعاية انتخابية رخيصة ويضحكون على المواطنين ... وبدل تهريب الدولار يكومون يهربون كيلوات الذهب !!!! لاننا ملينا وشبعنا من الكذب والدعايات الانتخابية مالتهم ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا
رابط المقال .... http://www.almadapress.com/ar/news/24857/

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل