أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الارهابي منكم بيكم وانتو ساكتين ومدغلصين















المزيد.....

الارهابي منكم بيكم وانتو ساكتين ومدغلصين


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 17 - 13:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يسالني كل من يخابرني او يلتقيني ويعتب علي ..لماذا لا نراك ولاتخرج من البيت وحابس نفسك بين اربعة جدران ؟؟ واجيبهم الجواب المعتاد ان اعصابي وصحتي لا تتحملان حرق الاعصاب في الازدحامات والاختناقات في شوارع بغداد ..
ولكن بالأمس دعاني صديق لي منذ 50 سنة على وجبة غداء في بيته مع مجموعة من اصدقاءنا المشتركين والذي عمر اصغرهم (70 سنة ) فقلت مع نفسي لماذا لا أغير جو ( كما يقول البغادة ) بعد اعتكاف في البيت لثلاثة اشهر ..واحضر الدعوة ولكي نتذكر ايام زمان ..ايام الشباب وايام الخير والبركة ...ايام كنت تخرج ليلا ونهارا بلا خوف ولا وجل ..وبلا نقاط تفتيش وحواجز سلكية او كونكريتية ولا تسمع صافرات انذار ولا ارتال عسكرية وطواريء واسعافات .. وكانت الشوارع نظامية ونظيفة وهادئة ومرور السيارات سلس ومريح للنفس ..وبالصدفة كنت تشاهد شرطي مرور ويعجبك بوقفته وصافرته المتميزة كالصافرة التي تسمعها في ملاعب كرة القدم ..
فعندما ابقى في البيت لاهم لي سوى متابعة الفضائيات ولاسيما الاخبار والندوات الحوارية بين المتمنطقين والكثير منهم منح نفسه لقب خبير استراتيجي امني او في مكافحة الارهاب او خبير سياسي وعسكري ..والكل تتكلم وتدافع عن مصلحة الكتل السياسية الحاكمة ورموزها ( مجموعة منافقين ووعاظ سلاطين ) والكل تلمع وتبرر مواقف الحكومة وقادتها حتى وسلت الى مدير الناحية ومدير المدرسة الابتدائية تجد من يتبرع من المنافقون واللكامة للدفاع عنه وعن منجزاته الى درجة اصبح العالم كله يضحك علينا ويحتقرنا نحن العراقيون.. وتجد هذه الزمر المنتفعة تبرر لهم القتل والماسي ومعاناة الفقراء والفضائح التي تكشف يوميا وتطمطم فيما بينهم .. ويوزعون تهم الارهاب يمينا ويسار على من يخالفونهم بالرأي ..واكيد من يقرأ كلماتي هذه سيتهمني بالدفاع عن الارهاب والارهابيين ..واقول لهم ..والله عيب على من ينهي عن خلق وياتي بمثله ....
بربكم هل رأيتم احدا من الرؤساء الثلاث او الوزراء او النواب استهدفه الارهاب او هجر من داره ومدينته ؟؟ او دمر احرق او غرق بالمطر ..او نام ليله وهو جوعان هو واطفاله او مسته قشعريرة البرد او احس بوعكة مرضية ولم يجد طبيب او دواء ؟؟؟؟؟ الجواب كلكم ستجيبون ..لا والف لا .. لان كل عوائلهم خارج العراق او في اربيل يتمتعون بالصحة والامان ...
فقط نحن الطبقة الوسطى والفقراء هم الضحية ... اما ان سمعتم او رأيتم شيخ جامع اورئيس عشيرة يقتل او طبيب او استاذ جامعي او مذيعة وصحفي مهتوك يقتلون فهي لأغراض الاعلام ونشر الرعب والخوف بين الناس ...اي تصفية حسابات ولي اذرع ..او لتكميم الافواه ..
واعود لقصتي المحزنة والمخجلة بنفس الوقت ..وانا بالسيارة وصلنا الى جسر الاعظمية لعبوره ..واذا بالألاف السيارات امامنا تنتظر العبور ..ومن سوء حظي انني عندما اقع في هذا الموقف اصفن وابدأ بالتفكير والتساؤل ..واحاول ان اصل الى تفكير الناس حواليه ..فالكل واقفة تنتظر وكأن شيء لم يكن وكان الوقت لا قيمة له وقد توقف الزمن ..وانا اغلي وافور في داخلي ..حتى انني تمنيت ان اكون انتحاريا وافجر نفسي بين هذه الحشود من السيارات المليئة بأموات على شكل احياء عسى ان تصحوا من غفوتها .. تجد بينهم شباب وشابات ..نساء ورجال واقفين في الطوابير منهم المريض ومنهم المستعجل ومنهم الحائر والمضطر والمتضايق ..الكل سكوت ...وا سفاه على شعب كانوا يسمونه شعب الحضارات ..
وبعد ساعة وصلنا الى نقطة التفتيش ..واذا بشاب يمسك بجهاز السونار الكذبة .. وهو يمشي ذهابا وايابا والناس المساكين تحيه ..لا ادري لماذا ؟؟احبا ؟؟ااحتراما ؟؟؟ام خوفا ؟؟؟ ام استهزاءا وسخرية ؟؟؟اعطفا عليه او تجنبا للمشاكل ؟؟ او تنفيسا لانتظار طويل قد انتهى ..
اما حالي انا ..فاولا رثيت لحالي وذلي ومهانتي لتحمل هذا الوضع المزري ولا استطيع الصراخ محتجا لانني ساصرخ لوحدي ويد يتهمونني بالجنون ..ولكني بلعن الساعة التي خرجت بها من البيت ..
ورثيت للمسكين للجندي حامل جهاز السونار الذي اصبح موضع احتقار لكل من يعرف مهزلة الجهاز الذي يحمله ..
ورثيت لعشرات الالوف من العراقيين الذين يمرون بهذه المهزلة وهم سكوت واكيد غير راضين بذلك ..
ولعنت الحكومة وكل مسؤول فيها شارك في خيانة هذا الشعب المسكين واستورد هذا الجهاز اللعبة والكذبة وبالرغم من كشف فضيحته لازالت الحكومة تستخدمه وتقول للمواطن المسكين نحن نذبحك بمزاجنا ومتى نشاء ..ورغم انفك سنستخدم هذا الجهاز ..سواء اقتنعت بصلاحيته او لا ..انت من العبيد ولست انسان محترم وذو قيمة كما في بريطانيا او اسرائيل مثلا ..من بلاد الكفر ..
في هذه الاثناء فتحت راديو السيارة ..لنسمع اذاعة خبر انفجار السيارات المفخخة في كافة انحاء بغداد ووصل العدد كما اذيع لعشرة وابطال تفخيخ اربع ..وقتل كذا وجرح بالمئات ..و و و .... وانا اتألم واحزن واتساءل ..الى متى يستمر الدجل والكذب والى متى يستمر قتلنا (ونحن ساكتون ) ويخرج الاستاذ ..ويتهم الارهاب واهله ويلعن داعش وابو الارهاب ..ويخرج من هناك ..المنافق الانتهازي والمتلون ..ليلعن الارهابي وداعش والقاعدة والبعثيين وليعلن قتل امير الداعشين وامامهم ويلعن البعثيين والفاعدة والخروقات الامنية ..(وعلى هالرنة طحينج ناعم ) ويوميا يستمر القتل فينا وتهجير اهلنا واعتقال شبابنا على الشبهة ..ولمعلومات من لم يعلم نحن الاغلبية الصامته من الشعب العراقي والواقعة بين المطرقة والسندان وهي الضحية ..فنحن كما تعلمون وحتى امريكا وايران والسعودية تعلم ذلك واكرر ( اغلبية العراقيين الساحقة ) لا ناقة ولا جمل لنا في السلطة او الحكم او النهب والفرهود او حتى الشحن الطائفي الملعون ... نحن اناس فقراء نريد ان نعيش بسلام (وطز بالراح والجا ) ..
وهنا عدت افكر واسأل نفسي عن الارهاب ومن هو الارهابي الحقيقي ..وهنا انا لن ادافع عن ارهابي ينتمي الى ما يسمى ( داعش واخواتها او القاعدة او التكفيرين الذي يقتلون غدرا او بدم بارد الناس بسبب معتقداتهم ) ..وانما اهاجم اناس يدعون الشرف والاخلاص والوطنية ..وهم اكثر وربما يفوقون الارهابيين بالإجرام ..عندما يظلمون ..عندما يفسدون كذبا وزورا وافتراءا ..وهم عندما يساعدون الارهابي على القتل ..عندما يزورون الوثائق والحقائق ..فمن استورد جهاز السونار ارهابي ..ومن منح نفط العراق للشركات الاجنبية هو ارهابي ..ومن تمسك بالسلطة بغير حق هو ارهابي ..ورجل دين يرى الظلم ويسكت عنه هو ارهابي ..من يستورد غذاء فاسد للشعب هو ارهابي ..ومن يستورد طلقة الكلاشنكوف بواسطة شركة تجارة تمور فهو ارهابي ..ومن يستغل حاجة العاطلين عن العمل ليجندهم على اسس طائفية فهو ارهابي ومن يشجع ابن الانبار او كربلاء لمقاتلة ابناء وطنه بدوافع طائفية او عشائرية او سياسية فهو ارهابي للنخاع ..ومن يطلق سراح عتاة القتلة من السجون بالرشوة هو ارهابي ..ومن يستغل الخطاب الطائفي من السياسيين ورجال الدين ( من كل الطوائف ) فهم ارهابيون بامتياز ...ومن يطالب بتقسيم العراق الى ثلاثة افسام ..فهو ارهابي وملعون ..والطبيب الذي يستغل الام المريض ويبتزه هو ارهابي ..الصيادلة والمذاخر التي تستورد ادوية تعبانة هم ارهابيون ..مخمني الضرائب والرسوم المرتشين هم ارهابيين .. كل موظف يعرقل معاملة المواطن كي يقبض رجل او امرأة فهو ارهابي وكل انسان يشوف شيء غلط ويسكت هو ارهابي اخرس .. وحتى موظف الكهربائي ومشغل المولدة الاهلية هم اصبحوا بسبب الجشع اراهبييين ..
والغريب المحير لي شخصيا ... كل هؤلاء الارهابيين موجودين في دوائر .. وبقينا احنا القلة ( الشياب والعجزة ) نعفط ونصيح لوحدنا ومحد يدير النا بال ..ولهذا على الشباب الخير والواعي ان يتجمعوا لتشكيل تجمع وطني حقيقي لانقاذ العراق من الارهابيين ..
ولنعد لقصتي لأنهيها ... فقد وصلت الى اصدقائي الشياب بالساعة الثانية ظهرا بعد ان كان مقررا لها ان اصل في الثانية عشرة .. واتمنى لو كان من يقرا كلماتي هذه ان يكون معنا على المائدة ..حيث اجتمعنا على المائدة التي كانت تزينها سمكتين شهيتين ونزلنا عليهما حدرة وانتقمنا من السمك المسكوف في التنور شر انتقام وكأننا خضنا حربا شعواء ضد الارهاب واهله والى الدرجة التي لم يبقى من السمكتين شيء سوى الجلد والراس والسنسول ( العمود الفقري للسمكة ) ..
وبعد شرب الشاي تمنينا لصديقنا صاحب الداربطول العمر فهو ايضا عبر عتبة السبعين وبدوام النعمة والامن والسلام ..ولكي يذكرنا بايام الخير والمحبة والالفة بين العراقيين
وبعد ساعتين خرجنا مسرعين كي نصل ديارنا قبل ان يحل الظلام ..
وانا اردد مع نفسي ..اللهم انتقم من الارهاب والارهابين وتحت كل التسميات التي ذكرتها ... ما ظهر منهم وما بطن ..ولا تبقي منهم احدا سواء كان ارهابيا في السر او العلن معروف ومشهور او سنطاوي ومستور ..سواء اكان من ضمن الوزارة والحكومة او خارجها سياسي او تاجر وعميل ..
اللهم العن كلمن من اتي بالسونار وصنع الصبات الكونكريتية ومن اوصلنا لهذا الحال وشيخ علينا وين ماكو هتلي ونشال وفاسد ومرتشي ومزورمن عصابة الدجالة والحرامية ..
اللهم انصر المخلصيين والوطنيين والعن الارهاب والارهابيين ...وارحمنا نحن الفقراء والمساكين ..
اللهم العن الطائفية والطائفيين ( من كل الطوائف بلا استثناء او تمييز ) وتجار السياسة والمنافقين ووعاظ السلاطين ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عراقيون لا تدخلوا الحمام ثانية
- الشق كبير والرقعة صغيرة
- نداء لقتلة شعبنا ولضمير العالم الميت
- انتخبت وكلشي ما حصلت
- مولانا خطيب الجمعة(حجيك مطر صيف ميبلل أليمشون)
- تحية اكبار لنصيري السلام الرئيسين اوباما وبوتن
- عقلي يكولي .... وصل السيل الزبى
- اطفالنا في اليوم العالمي للطفولة
- هل انت حسيني حقا ؟؟
- الغني يكولوله بالعافية وللفقير جبته منين
- يالفرحتنا الما تمت
- قصة حرحارة ايدي اليمنى
- عمت عين البانية شكد تنفخ
- لاتصدكون..الواوي يصير حجي
- اقتل العراقيين وصير زنكين
- مناشدة ورجاء
- أبويه ميگدر ألا على أمي.
- اللي تعضه الحية ...يكوم يخاف من مسحالها
- تريثوا لا تذبحوا شعبنا على الطريقة الاسلامية ..
- من سيكسب الجولة الثانية في الصراع ؟؟؟


المزيد.....




- حفلات زفاف على شاطئ للعراة في جزيرة بإيطاليا لمحبي تبادل الن ...
- مباحثات مهمة حول القضايا الدولية تجمع زعماء الصين وفرنسا وال ...
- الخارجية الروسية تستدعي سفير بريطانيا في موسكو
- الحمض النووي يكشف حقيقة جريمة ارتكبت قبل 58 عاما
- مراسلون بلا حدود تحتج على زيارة الرئيس الصيني إلى باريس
- ارتفاع عدد قتلى الفيضانات في البرازيل إلى 60 شخصًا
- زابرينا فيتمان.. أول مدربة لفريق كرة قدم رجالي محترف في ألما ...
- إياب الكلاسيكو الأوروبي ـ كبرياء بايرن يتحدى هالة الريال
- ورشة فنية روسية تونسية
- لوبان توضح خلفية تصريحات ماكرون حول إرسال قوات إلى أوكرانيا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الارهابي منكم بيكم وانتو ساكتين ومدغلصين