تريثوا لا تذبحوا شعبنا على الطريقة الاسلامية ..

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 20:09
المحور: كتابات ساخرة
    

بالامس ..جلست وحدي مهموما مشدودا ومستغربا ومستنكرا الى شاشة التلفزيون لاتابع فعالية المؤتمر الوطني وميثاق الشرف للسلم الاهلي الذي وقعه الحاضرون وللاسف وقعه ليس كل الاطراف المتنازعة في الساحة ..
وانا كمواطن عادي و عراقي ومستقل ومتفرج وكانسان مهتم ومعرض للقتل بسيارة مفخخة او للتهجير ( كبقية خلق الله المساكين الذين لا حول ولاقوة لنا ) ..خرجت بالانطباعات والملاحظات السريعة التالية :-
اولا – افتتح المؤتمر بقراءة (مطولة ) لاية ذكر الحكيم وكانهم جلوس في فاتحة ..
ثانيا – بدأ راعي المؤتمر السيد خضير الخزاعي بخطبة ادبية نثرية طويلة ومملة وكانها مقالة في النثر الادبي او مؤتمر ثقافي ..
ثالثا – خطبة رئيس الوزراء ..ولم ياتي بجديد وكالعادة ..هو المظلوم والبقية ظالميه ..
رابعا – خطبة رئيس مجلس النواب وحاول ان يكون وسطيا ..وبالعراقي لاشيش ولاكباب ..يرضي ويجامل الحاضرين بالمؤتمر ويرضي الغاضبين والزعلانين خارج المؤتمر ..اي بالسياسة يسمى موقف انتهازي ..
خامسا – كلمة التحالف الكردستاني ...وايضا لم تاتي بجديد والتركيز على المطالبة بتنفيذ الاتفاقات مع الحكومة المركزية ..والتاكيد على التمسك بدستور نكبتنا واساس فرقتنا .. وحكم القوي على االضعيف ..
سادسا -- كلمة الدكتور اياد عبد الكريم السامرائي بصفته رئيس مجلس النواب السابق ( وتجاهل الدكتور محمود المشهداني كالعادة )..والسبب معروف ..
وفي الحقيقة كان الدكتور اياد يمثل مكون اساسي في الصراع الدائر اليوم بالعراق ..لانه بصفته ( ولا ادري ان كان لايزال يشغل هذا المنصب حاليا او لا ؟؟) رئيس الحزب الاسلامي العراقي بدلا من طارق الهاشمي ..والذي كما اعرفه واظن انه يمثل حركة الاخوان المسلمين في العراق ذات الثقل الاجتماعي والطائفي والسياسي ...والذي يعتبر ممثل للزعلانين على العملية السياسية ...والرجل وبجرأة ..اعلن صراحة وعلى الملآ ..انه حضر المؤتمر مضطرا لا راضيا ..
سابعا --- كلمة السيد فؤاد معصوم كممثل لحزب الطالباني وكطرف ثاني في المعادلةالكردية ...والقى كلمة بروتوكولية مناسبة وللمجاملة لاتحل ولا تربط ..
ثامنا – وزيرة المرأة العراقية ..التي حاولت ايقاض ضمير الحضور بمعاناة المرأة العراقية .. وكانت معبرة ...وانا اعتقد لو كانت السيدة هناء ادور ممثلة للمراة العراقية لكان افضل من موظفة حكومية وربما حزبية ..تتكلم باسم المراة ..
تاسعا --- وكان حاضرا ايضا القاضي الاول والعادل الاول ومحبوب القضاء الاول القاضي مدحت المحمود النعل بند ..كممثل للسلطة الثالثة ..وايضا كجزء مكمل من الديكور القانوني لميثاق الشرف ..
عاشرا – اكد رئيس الوزراء على دور الاعلام ..والكل يعلم ان الاعلام العراقي مدفوع الثمن للاسف في العراق كغيره من بقية السلطات ...فاعلامنا اما مع العملية السياسية اوضدها .. اما نحن فلا احد يسمعنا ..
والحمد لله انا لست اعلامي ولا صحفي ولا سياسي ولست مع احد ولست ضد احد انا مع العراق واهله و بالذات مع الغلابا من اهله ..واقول وللامانة ..الشيء الوحيد الذي كسبناه بعد السقوط هو حرية التعبير عن غضبنا بلا خوف (نسبي ).. وايضا ربما هذه الحرية في طريقها للزوال ...
احد عشر – من المعروف ..النزاع ينشب بين طرفين متنازعين ..ومن حضر المؤتمر كان يمثل طرف واحد وليس طرفي النزاع ..وهذا يعني ان المؤتمر يعتبر وبلا مجاملة ولد ميتا ..
ثاني عشر – اكد المؤتمرون ( والفريب كلهم وبلا معارضة احد منهم )على التمسك بالدستور والمحاصصة وديمقراطية شيلني واشيلك ولا تتحارش بي واني ما اتحارش بيك ..
ووكما يعلم الجميع وحتى الطفل الذي يلعب بالشارع يعرف ان هاتين الفقرتين هن اس مصيبة العراقيين وابتلائهم ..
ثالث عشر – المفروض بالمؤتمر ان يكون لكل اطياف الشعب بما فيهم الشباب وممثلي الاحزاب الصغيرة ومنظمات المجتمع المدني والجامعات ..والنقابات والاتحادات ..وهذا يعني ان معدي المؤتمر ..يحتكرون العمل السياسي لهم وحدهم ...؟؟؟
رابع عشر -- اما كان الافضل ..لو دعي للمؤتمر ممثلي المتظاهرين في الفلوجة والرمادي وسامراء والموصل ..اليس هؤلاء هم يمثلون الطرف الثاني بالصراع المسلح وبمعادلة السلم الاهلي ؟؟؟
خامس عشر – ما دام مغظم المشاركين في المؤتمر يمثلون احزاب اسلامية ...اما كان الاجدر لو كنتم جادين بتحقيق السلم الاهلي ..ان تدعوا للمشاركة بالمؤتمر ... هيئة علماء المسلمين وممثلي المرجعيات الدينية لحضور المؤتمر المهم هذا؟؟...اليس لدماء الخطباء ورجال الدين التي تهدر يوميا بالجوامع والحسينيات ثمن وحوبة عندكم ؟؟؟
سادس عشر – عشرة سنوات مرت ونفس الطبالة الحاضرين وهم نفس الجوقة التي شاركت بالمؤتمر ..وهم انفسهم يوقعون عشرات وثائق الشرف التي لم تاتي بنتيجة .. لان هم نفسهم الخصم وهم الحكم ومثل الواحد ياكل ويقول لنفسه عوافي ( واسفاه عليك ياعراق )..وهم يدركون ..ان الفيضان قادم وسيغرقهم ويغرق الشعب معهم ببحر من الدماء ..
سابع عشر – ملفات الفساد والارهاب ,والطائفية والاستهار بحقوق المواطن وحريته وغيرها من ملفات ساخنة لم يتطرق لها احد ...وكلهااحيلت الى لجنة برئاسة الخضير او لجان اخرى ..
وكالعادة سيكون مصيرها مثل اللجان الثلاثية والخماسية والسباعية تنسى مع مرور الايام ويستمر الحال كماهو عليه وانا كمواطن لا اعلق اي امل وعلى اية لجنة وبرئاسة كائن من كان لان الموضوع كله كسب وقت وتخدير وضحك على الذقون لتهدأة اللعب لحين موعد الانتخابات القادمة .والله وكيلكم سيستمرنزيف الدم العراقي بالشارع ويوميا وكالعادة ..لان الخصم نفسه وهو الحكم ..وللاسف بلا شرف ..
ثامن عشر – ما حدث وما سيحدث ..في قناعتي الشخصية لن يغير من الكارثة شيء .. واستقرائي لما يجري .. وارى ان الكل متهمون والكل مقصرون والكل مذنبون بحق الشعب العراقي المسكين ..سواء ممن ايد المؤتمر وقراراته وايضا ممن عارض المؤتمر وقراراته ..والضحية الوحيدة يبقون هم كافة طوائف الشعب العراقي وبدون استثناء...
تاسع عشر -- الكل باسم الاسلام تحكم وباسم الاسلام تظلم وباسم الاسلام تقتل وباسم تنهب وتسرق وباسم الاسلام كفرونا بالاسلام ..الا تبا لاسلامكم يا ظلام ...المعارضون منكم والمؤيدون ...الطريق لاصلاح الحال واضح وبين ... وذلك بالتجرد عن الانانية والنفعية والسلطة والطائفية والكراهية والحقد والتعصب العنصري والمذهبي ..والاخلاص للشعب المظلوم ..فانتم ...عامدون متعمدون ...او سهوا وجهلا ...تقتلوننا بطريقة اسلامية ...وكلكم تعرفون شروط الذبح أ لاسلامي ..وجهو الذبيحة نحو القبلة ...ويجب ان تكون السكين حادة ..وقول الله واكبر ..
فياساسة وياقادة ...ان شعبنا المظلوم لايستحق منكم هذا المصير ألمأساوي ... بسبب جهلكم وطمعكم وولائكم لدول الجوار.. فارحمونا وارحموا عزيز قوم ذل ..على ايدي المحتل واذناب المحتل ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل