من سيكسب الجولة الثانية في الصراع ؟؟؟

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الجولة الاولى من الصراع كما ذكرنا سابقا كسبتها اسرائيل من خلال اعتراف السوريين بامتلاكهم السلاح الكيمياوي وموافقتهم على نزعه وتدميره ..وكان هذا هدف اسرائيل الاول الذي طالب به نتنياهو ونجح في تحقيقه ..
قام الوزير كيري بزيارة تل ابيب والتقى بنتنياهو ..كاي تلميذ وفي لتقديم فروض الطاعة ..وفي المؤتمر الصحفي المشترك بينهما ..لاحظت ان نتنياهو صعد قد من سقف المطاليب وطالب وهدد من جديد بايقاف البرنامج النووي الايراني ..
وبعدها وكالعادة المتبعة ومن مسلزمات المسرحية الدولية الاستعمارية ضد المنطقة ...اجتمع الثلاثي الكذاب في باريس وهم وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ..كيري وهيك وفابيان ..واعلنوا ان نزع السلاح الكيمياوي يجب ان يتم وفق الفصل السابع ( اي السماح لهم باستخدام القوة ضد سوريا ) وكما فعلوا بالعراق وليبيا ..اي بالالتفاف على معارضة روسيا لاستخدام القوة ضد النظام السوري .
هنا بادر وزير الخارجية الروسية ..وكذب الاخرين واعلن ان المبادرة الروسية والاتفاق مع وزير الخارجية الامريكي لم تتضمن لامن قريب ولا من بعيد اللجوء او ذكر الفصل السابع في الاتفاق بينهما..
وبالامس ..بدا الهجوم المضاد عندما اعلن الامريكان ... ان الوزير الروسي لافروف يسبح عكس التيار ...
بالمقابل ايضا ..وجه الاعلام الغربي للعزف على ان المعارضة السورية ترفض المبادرة الروسية والاتفاق الروسي الامريكي ..ويطالبون بفرض حظر جوي وتغيير التوازن على الارض وتنحي بشار الاسد ..
صاحب كل ذلك ..نشاط الفعاليات العسكرية للمعارضة على الارض واسقاط الاتراك لمروحية سورية ..في بادرة تحدث لاول مرة منذ بدأ القتال والحرب الاهلية السورية ..
وصاحب ذلك زيادة نشاط الصراعات الطائفية بالعراق ..من خلال تكثيف الانفجارات والقتل والعزل العنصري الطائفي من خلال تهجير العوائل من مناطق معينة ومحافظات معينة ومن حزام بغداد ..وتطبيق الاسلوب السوري ( اضرب واهرب واستخدام الصواريخ من بعد ) كتكتيك جديد ..ادخل الخوف والرعب في قلوب القادة والسياسيين لكل الكتل الحاكمة في العراق ..
وهنا انتقل الصراع ولاول مرة على المكشوف بين القوى التابعة لايران والقوى التابعة للسعودية وقطر وتركيا وتنادوا لتعدأة اللعب لان اصبح يهدد مصالحهم الذاتية وليس حبا بالشعب ..
وفي محاولة انقاذ الذات ( ياروح ما بعدج روح ) ...وبالذات بين الاتباع الموالين لايران ..تتنازعهم وتتجاذبهم قوتين ..الولاء والوفاء لامريكا صاحبة الفضل عليهم وهي اليوم الاقوى بعد خسارة ايران الجولة الاولى في الصراع السوري ..وبين ولاءهم وتابعيتهم لايران كظهير يعتمدون عليه ..فبدأوا بلعق الجراح ..قبل ان تستعصي على العلاج ..مؤتمرات واجتماعات سرية وعلنية بين قيا دات الطائفية للدفاع عن مراكزهم .. اللقاءات تعقد ومواثيق وعهود شرف يراد توقيعها تنازلات هنا وهناك بوس لحى وولائم ..وفود تشكل وزيارات وساطة وتوسل الى السعودية وقطر وتركيا ورشاوي للاردن ..ومغازلة فوق العادة للامريكان ..محاولة منهم لدرء الخطر عن انفسهم وعن حلفاءهم ..
فهل سينجحون ؟؟؟ لا ادري ...
وصاحب كل ذلك وياللعجب الغزل الايراني وعلى المكشوف للامريكان بصدد الملف النووي الايراني بعد ان تعودنا على التهديد والوعيد اي ان الحال انقلب من حال الى حال .. ويلاحظ التردد والتراجع السعودي القطري وخفوت النغمة والعزف المتشنج ..سبحان مغير الاحوال .. وكل ذلك ..بعد ان شعروا ان الماء الاسن قد تسرب من تحت اقدامهم ..وان المراهنة على الضربة الامريكية للنظام السوري قد فشل ..وبدأويحسون ان الزلازال العربي سيضرب السعودية نفسها وكذلك دول الخليج والاردن ...بعد انتشار الفكري الجهادي للقاعدة في كل انحاء العالم ..فبدا الجميع يعيدون حساباتهم من جديد ..لان الدور سيصلهم ..
انني اتوقع ان الوضع الميداني ولاسيما في سوريا والعراق قد هيأت لجعل التقسيم واقع حال لامفر منه ..
واقولها بصراحة ..ان من يراهن على التقسيم للخروج من الفوضى والاقتتال الاهلي هو واهم .. فالحال ستسوء اكثر ..لان العراقيين والسوريين شعوب متداخلة فيما بينها ومتكاملة لبعضها البعض ..وان من اكبر الاخطاء التي ترتكبها ايران وتركيا والسعودية هي تشجيع العناصر الانفصالية على الانفصال والتقسيم ..
اما الروس فقد بدأو يطرحون طرح جديد وبصراحة ولايريدون الخروج من المولد بلا حمص كما يقول المصريون ..انهم لن يسكتوا عن التهديدات لحدودهم الشرقية ..وربما ايضا سعي الولايات المتحدة لتقسيم روسيا نفسها على المدى البعيد ؟؟؟
ولكن انا عندي سؤال ...هل ستسمح امريكا ومن وراءها اسرائيل بغير تقسيم العراق وسوريا بديلا ؟؟؟ الجواب من وجهة نظري المتواضعة ...لا ..لان التقسيم اصبح اقرب للتنفيذ وهدف السياسين والعملاء الطائفيين الجدد الذي يحكمون العراق حاليا ..
السؤال الثاني ...من سيربح الجولة الثانية ؟؟؟ والجواب وللاسف اسرائيل كالعادة ..
وكيف ستغير ايران قواعد اللعبة في منطقة الخليج ؟؟..بعد وصول لسكين الى عنقها ؟؟؟ وهل سينجح روحاني درء الخطر عن تقسيم ايران نفسها ؟؟؟الله واعلم ..
وهل ستنجح العائلة السعودية بالحفاظ على دورها وبعد تورطت بمعاداة العرب والاسلام علانية ؟؟ بمواقفها ضد التضامن العربي والاسلامي ؟؟ وهل ستحافظ على وحدة اراضيها ؟؟؟ لا اعتقد ذلك على المدي البعيد نسبيا ...
النفط العراقي بعد ان تتضاعف كميات انتاجه ..لمصلحة من سيسخر ؟؟
اسئلة ..قد نجد الجواب عليها بعد حسم الجولة من الصراع ..بين الثيران والديكة ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلو او ارتحلوا

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل