أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الشق كبير والرقعة صغيرة















المزيد.....

الشق كبير والرقعة صغيرة


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 12:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في كثير من الاحيان عندما يتعامل الانسان مع واقعه ..يتعامل اما سلب او ايجاب ..اما ان يتفاعل معه او يتفرج عليه ..وانا شخصيا ربما عشت عقود من الزمن فيها ما يفرح وفيها ما يحزن ..عكس الكثير من الناس الذين لم يروا الخير لايام زمان ويعتقدون ان ما موجود اليوم هو افضل ما موجود ومخدوعين بما يردده اعلام السلطة وزبانيتها ..
اما انا وغيري من كبار السن فنختلف عن الجيل الحالي (وحتى عمر الخمسين سنة )فنرجع للتراث وللتقاليد والعادات السائدة انذاك وما كان يتداوله الاباء والاجداد من حكم وقصص وعبر ودروس بما فيها الامثلة الشعبية الغنية بالدروس واليوم اخترت لكم مثل كانوا يتداولونه عندما يريدون التعبير بالعجز عن ايجاد حل لمشكلة تصادفهم وعاجزين عن حلها ..
والمثل الشعبي يقول (( الشك جبير والركعة صغيرة )) اي ان الشق كبير لايفيد معه الترقيع لان الرقعة المستخدمة صغيرة ..
وهنا المقصود بالشك ( الشق ) والركعة ( الرقعة ) باللهجة العراقية وما اقصده هنا ..حجم المأساة التي يمر بها العراق وطنا وشعبا ..
فمنذ السقوط وتغيير النظام يشعر المواطن بعدم وجود نظام او قانون او ادارة حكومية تسير شؤون البلاد بشكل يتناسب مع وعي واحتياجات الشعب ..
لقد بدات الماساة في اللحظة التي اتخذ فيها المجرم بوش الصغير قرار تدمير العراق وشن الهجوم العسكري عليه ...واكمل ذلك في اللحظة التي تم تعيين المجرم بول بريمر الذي اصدر الاوامر والقرارات والتعليمات التي ساهمت في الغاء الدولة العراقية ليعيد بناءها على هواه ولكنه نجح في التخريب وفشل في اعادة البناء كما شاهدناه وعشناه وللاسف ساعده في ذلك ..مجاميع من العراقيين اصنفها شخصيا كاعداء وخونة للشعب العراقي...
المجموعة الاولى وهم مجموعة مؤتمر لندن والبالغ عددهم 65 عراقي واضافوا لهم عشرة بقيادة الافغاني المتصهين زلماي خليل زاده
المجموعة الثانية هي اعضاء مجلس الحكم الموقت السيء الصيت والسمعة
المجموعة الثالثة هم من سار في ركب المخطط الاحتلالي بحجة انهم يمثلون مصالح الكيانات المظلومة والمهمشة ..وهؤلاء اساءوا للشعب اكثر من الاحتلال نفسه ..
ولكي لانضيع في التفاصيل الفرعية ..البعض منهم اصبح اليوم قادة وسياسيين يتحكمون بمصير ومقدرات الشعب العراقي ويرفعون شعارات فرعية وجانبية ويركز عليها وبذلك يلعب دور قذر في تشوش وتدويخ المواطن المسكين ..فالبعض منهم يرفع شعار الخدمات ويركز على الكهرباء والماء ..البعض الاخر يركز على الفساد والاخر يركز على الملف الامني واخر يركز على السكن والاخر على التقاعد والضمان الاجتماعي ...وووو الى مئات من الطروحات والشعارات والنواقص الفرعية والجانبية ..يوميا يرفعون شعار ويلهون المواطن المسكين بعيدا عن حقيقة المشكلة التي يعاني منها وتراهم يصولون ويجولون في عرض الترقيعات الوقتية التي لاتحل مشكلة ..والمصيبة ان القائمين على الامر اولا لايمتلكون الشجاعة على الاعتراف بحجم المصيبة والثاني ..لم تسنح الفرصة لاناس كفوئين يمتلكون القدرة على المعالجة ليعالجوا..
ووكما يعلم الجميع ان العراق ليس عقيما من الكفاءات الوطنية والقادرة على ايجاد المعالجات والحلول للوضع الفاسد ولكنهم لايمتلكون ولايمنحون الفرصة والسلطة على فرض الحلول ..اضافة الى كل ماسبق لايوجد القرار المركزي القادر على المعالجة ... واي مراقب للاوضاع يسمع ويرى يوميا حلول وقرارات ترقيعية وبالنتيجة تعتبر كلها فاشلة وعرجاء وترقيعية ومزاجية فردية وتحتاج الى قرارات اخرى للمعالجة ...اي مختصر مفيد ان شعبنا يعيش دوامة من فوضى الجهل والفشل والفساد .. لن ولن تحلها انتخابات هنا او هناك او تبديل وزير او موظف هنا او هناك .. او قانون هنا او هناك ..فكلها تعتبر حلول عرجاء ..او رقع صغيرة لان الشق كبير جدا ..ولا يفيد معه الترقيع ..لا بالانتخابات القادمة ولا بالتي وراءها ...وانما بالتغيير الجذري الشامل ..
الحل كما اراه
اولا (على زعماء الكتل السياسية الحاكمة )التبرأ ( وللاسف هذا لن يحدث ) من كل ما اسسه وبناه بول برايمر ومن ساعده من العراقيين ..فالازمة هي اجتماعية قانونية واخلاقية سياسية اقتصادية فكرية وحتى دينية ..فما وضعه بريمر من تعليمات وقرارات ليست قران او انجيل منزل لايمكن البراءة منه اوتغييره وتعديله كالدستور مثلا ونظام المحاصصة والتوافقية فكلها ساهمت في تدمير العراق ...ويتم ذلك بدراسة موضوعية شاملة ولكل جوانب الحياة ومثل هذه الامكانية موجودة لو توفرت الارادة الوطنية ( ويمكن استنساخ واعدة التجربة للحكم الوطني بعد انسلاخ العراق من ربقة الدولة العثمانية وتحتاج الى رجال وطنين حقيقة وليس ادعاءا كاليوم )..
وبالمناسبة ..انا استغرب مما صرح به في مؤتمرهما الصحفي المشترك قبل ايام السيدان مقتدى الصدر وعمار الحكيم عندما يدينان ويستنكران الفساد وهما من رؤساء الكتل الكبيرة والفاعلة في مصير سياسة العراق (واتباعهما غاطسون بالفساد الى كوكة راسهم )...وبدلا من الادانة والاستنكار ومثل ما يكول العراقيين (كللهه كش واكسر رجليهه ) ...المفروض انتم يازعماء الشعب من يمنع الفاسدين من الترشيح ...المواطن المسكين ينتخب من ترشحوه انتم ... ومن يعطل اجراءات وقرارات مجلس النواب فانتم ..ومن يبدل ويعوض النواب ..فانتم ومن يغطي ويدافع عن الفاسدين والفاشلين فانتم ( وهنا اقصد بانتم كل رؤساء الكتل ولا استثني منهم احدا وليس السيدان فقط ) ..
انتم من سكتم على الفاسدين وانتم من شجع على انتشار الفساد والفشل في الرقابة والمحاسبة سواء في الوزارة او المجلس او الانتخابات لانكم وبصراحة لستم اهلا لهذه المسؤولية الوطنية ولكن الحظوظ والوراثة وخباثة المحتل وقذارات دول الجوار وعفونة الطائفية وجهل المواطنين هو من اوصل الشعب الى هذا الدرك من الخيبة والخذلان ...
انا اعلم وانتم تعلمون والشعب يعلم وحتى المحتل يعلم والمرجعية الدينية ايضا تعلم ...ان المأساة الحالية والكارثة انتم سببها ولن تتغير ان لم يصل للبرلمان اناس وطنين نظيفين ونزهاء ومن ذوي الاختصاص والخبرة والممارسة في اختصاصاتهم ( وليس دكتوراه او ماجستير حوزوي او مجاهد في ميخانات الغرب ومتسكعي شوارعها واصبح مجاهد براس الشعب او حصل بالتزوير على شهادة وما يعرف يقره ويكتب وتخليه وزير او نائب ) حرام عليكم والله حرام عليكم ضعوا الرجل المناسب في المكان المناسب ..ولا تلقوا اللوم على راس المواطن المقهور والمظلوم ...احسنوا اختيار مرشحيكم والمواطن سينتخب كما فعل بالمرات السابقة وكفاية ضحك على الناس ..فلن يتغير النظام ان لم تغيروه انتم ...او تتغيرون انتم بقدرة قادر ..وهذا امرليس بمستحيل بعونه تعالى ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لقتلة شعبنا ولضمير العالم الميت
- انتخبت وكلشي ما حصلت
- مولانا خطيب الجمعة(حجيك مطر صيف ميبلل أليمشون)
- تحية اكبار لنصيري السلام الرئيسين اوباما وبوتن
- عقلي يكولي .... وصل السيل الزبى
- اطفالنا في اليوم العالمي للطفولة
- هل انت حسيني حقا ؟؟
- الغني يكولوله بالعافية وللفقير جبته منين
- يالفرحتنا الما تمت
- قصة حرحارة ايدي اليمنى
- عمت عين البانية شكد تنفخ
- لاتصدكون..الواوي يصير حجي
- اقتل العراقيين وصير زنكين
- مناشدة ورجاء
- أبويه ميگدر ألا على أمي.
- اللي تعضه الحية ...يكوم يخاف من مسحالها
- تريثوا لا تذبحوا شعبنا على الطريقة الاسلامية ..
- من سيكسب الجولة الثانية في الصراع ؟؟؟
- شكال بهلول البارحة ؟؟ومن سيكسب المليون ؟؟
- واأسفاه ..اسرائيل كالعادة كسبت الجولة الاولى


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الشق كبير والرقعة صغيرة