أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - العرب أذهبوا ريحهم














المزيد.....

العرب أذهبوا ريحهم


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4420 - 2014 / 4 / 10 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالنظر إلى كافة جوانب المشهد العربي ،يتبين لنا أن العرب ذهبت ريحهم ،وهم الذين أذهبوا ريحهم بأنفسهم، للعديد من الأسباب ،بعضها يقال ،والبعض الآخر يستحى منه لأن الحقيقة مرة، ومن الأسباب التي تقال ،أن العرب لا يحسنون إنجاز علاقات لصالحهم مع الآخر، فهم يصادقون عدوهم ،ويعادون صديقهم، وما يمكن أن يقال أيضا أن العرب يخشون العرب .
أفضل تعبير يمكن وصف العرب به هو أنهم الأغنياء الفقراء ،والأقوياء الضعفاء، ذلك أنهم لم يستغلوا ثرواتهم، ولم يحسنوا التعامل مع قوتهم وتوظيفها لصالحهم، وهذا ما أذهب ريحهم.
هناك تفسير واحد إلتصق بالعرب، وهو أنهم أعداء الوحدة ،مع أن الوحدة هي الفرج بالنسبة لهم، وهم أصحاب مرض الخلافات ،ولديهم القدرة الفائقة على صنع الخلافات فيما بينهم، وتفسير ذلك أنهم قاصرون عن الحوار ،وهم أعداؤه ،كما أنهم جاهزون لإلتقاط أي إشارة خارجية لصنع خلافات داخلية ،يكون ثمنها خسارات مادية ومعنوية كبيرة ،ومكسب أكبر لمن أوعز بصنع الخلاف .
العرب مع الأسف الشديد ،أشداء على بعضهم ،لكنهم رحماء مع أعدائهم ،وجاهزون لتقديم كل ما يلزم لنيل رضا الأعداء، بدليل أن القدس ما تزال محتلة وهي طور التهويد والأقصى قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار، بينما يشنون حربا شعواء على بعضهم ولأتفه الأسباب، ولنا في السادات مثالان عندما أمر الجيش المصري بمهاجمة ليبيا ل"تأديب الواد المجنون القذافي"، وكذلك الهجوم على منطقة حلايب بالسودان ،وهو الذي سلخ المحروسة مصر عن أمتها ورهنها لأمريكا وإسرائيل ،ووقع معاهدة كامب ديفيد.
ملف الخلافات العربية –العربية أكبر من تقليبه في مقال كهذا ،لكننا لا ننسى قيام الدول العربية الكبيرة ب"غزو "الدول الصغيرة ،لأسباب تخلو من المنطق، وأسبابها مرض نفسي لا علاج له ،جرثومته سيطرة الأخ الكبر أو الأخت الكبرى وما نزال نعاني منه ،والسبب هو لفت نظر الأعداء المتحكمين لمنح الدولة المعتدية دورا أكبر في الإقليم.
من الأمراض المستعصية عند العرب والتي أوصلتهم إلى ما هم عليه ،هو أنهم كشعرائهم يقولون ما لا يفعلون ،ويشبعون عدوهم شتما ،لكنهم يدعونه بالفوز بكل إبلهم وما تحمل من غال ونفيس، كما أنهم مع أي مستعمر يهيمون حبا به ،ويمعنون في الرضوخ إليه، وينفذون طلباته بالسرعة الممكنة وبالمجان .
لو أمعنا النظر في الواقع العربي ،لوجدنا أن خير العرب وثرواتهم ليس لهم، فالبطالة تنخر عظام الشباب العربي ،فيما نرى الأموال العربية تنهب في الغرب، وقيل أن العرب خسروا أربعة تريليونات دولار أمريكي، جراء الأزمة المالية العالمية الأخيرة ،ولم يجرؤ أحد من الزعماء العرب على المطالبة بها ،سوى القذافي الذي تبخر بسبب قيامه بالمطالبة بأمواله ،وفقد قيل له أنها ضاعت في الأزمة .
ولا ننسى أن البلاد العربية الخليجية الغنية تشرع أبوابها للعمالة الأجنبية ،فيما ينظر إلى العمالة العربية على أنها ،مرض معد يفضل الإبتعاد عنه ،علما بأن خطر العمالة الأجنبية لا حدود له ويمس حتى العقيدة ،وتخيلوا لو أن بوش الصغير المجنون نجح في دعوته ،وجرى إقرار قرار يسمح للعمالة الأجنبية في دول الخليج العربية بالترشيح والإنتخاب، فكيف ستكون النتيجة ؟
العرب وحسب ما هو مثبت ضليعون بالمؤامرات ،وهم ماهرون في حياكة المؤامرات ضد بعضهم البعض ،وقد أضاعوا العراق وها هي مصر تضيع بسبب الإهمال العربي لها منذ أيام الزعيم الخالد جما عبد الناصر ،حيث ناصبه البعض العداء إستجابة للتوجيهات الأمريكية والإسرائيلية.
هذه الخاصية ليست جديدة عليهم ،فهم ما يزالون يعيشون حالة "عرب فرس وعرب روم"، ،إضافة إلى حالة ملوك الطوائف ،إذ كان الملك يتحالف ويدفع للروم أو الفرس كي يقوموا بغزو مملكة أخيه، وها هم اليوم يتخلون عن الفلسطينيين والقدس والأقصى ويتحالفون علانية مع إسرائيل .
العرب ،عبارة عن حرب باردة لا تنقطع ولا تتوقف، ونرى أن الشعوب العربية تتوارث العداوات من حكامها ،مع أننا في الأصل إخوة، ولكن هناك من يعمل على بث الأحقاد والسموم حتى داخل مزرعته ليضمن السيطرة ،وتطبيقا للمقولة الإنجليزية :فرق تسد.
من الصفات الأخرى التي يبرع العرب في تقمصها :الفرنجي برنجي ،أي أن الأعداء أفضل من الإخوة والأصدقاء ،ولنا أن نتصور الكرم الحاتمي العربي عندما يزور مسؤول أجنبي وخاصة من أمريكا أو بريطانيا ،حيث يعود أو تعود ،محملين بالهدايا والأعطيات.
ما يمكن قوله في هذا المجال هو أن العرب يشهدون تراجعا قيميا حد الإنحدار، فهم قد تخلوا عن إغاثة الملهوف ،وقد صموا آذانهم عن نداءات الشعب الفلسطيني، وقد منعت مصر السيسي الناشطين الأجانب من زيارة غزة المحاصرة منذ ثماني سنوات، تماما كما كان يفعل نظام المخلوع اللامبارك.
نحن في الأردن على سبيل المثال ،إنتهينا من إنجاز نهضتنا ،وعالجنا مشاكلنا ،وأقررنا القوانين والتشريعات الناظمة لحياتنا ،ولم يعد لدينا شباب عاطلون عن العمل ،لكثرة المصانع التي شيدناها في الصحراء الواسعة، وتفرغنا لسجال :من هو الأردني؟



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستبداد القاريء
- حقيقة الصراع الدموي في سوريا
- الخنازير البرية الإسرائيلية تخرب مزروعات الأردنيين
- سهل حوران ما عاد ينتج قمحا
- الشهيد رائد زعيتر ..رب ضارة نافعة
- سيتعبون ..ومن ثم سيرحلون
- الأردن ليس وطنا بديلا للفلسطينيين ليغلق هذا الملف فورا
- ملتقى الأيام الثقافية الليبية ..مثال يحتذى
- أسوأ من سمكة نتنة
- الحل النهائي ..لعب على التناقض الأردني الفلسطيني
- -إسرائيل- تسحب ولاية الأقصى...الأردن مطالب بالتحرك الفوري
- رسالة مفتوحة إلى السوريين كافة... جنيف ليست مربط خيولكم
- السيسي ليس ناصريا ولا نبيا رسولا
- تعويضات اللاجئين ..مصيدة الحل السهل
- مصر تدخل دائرة التفجير.. دعوات بن غوريون ويعالون
- خطة كيري ..طبخة بايتة
- العلاقات الأردنية –الإيرانية ..تعديل المسار
- سوريا ..تناحر المرتزقة
- محكمة الحريري ..المقدمة لتفجير لبنان
- مصر تحترق ..السيسي إلى الأبد رئيسي؟؟!!


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - العرب أذهبوا ريحهم