الفساد الإداري والمالي

شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4417 - 2014 / 4 / 7 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يظن الكثير من المواطنين أن ظاهرة الفساد مقترنة بالعهد الديمقراطي؛ وسبب ذلك ناتج من حرية الإعلام التي انفلتت من عقالها لتتناول هذه الظاهرة بشكل موضوعي تارة وتوظيف تشهيري تارة أخرى القصد منه التسقيط أوالدعاية الانتخابية أو لتمرير صفقات مشبوهة متبادلة أو لإبعاد الشبهة .
المهم إن هذا الشيوع لفاحشة الفساد تضخم إعلاميا للأسباب أعلاه في حين منع الإعلاميين في في زمن الطاغية من تناول هذه الظاهرة التي كانت تنخر في كل زاوية من زواياه وعلى رأسها المؤسسة العسكرية متمثلة بمنتسبيها إلى الهدر المالي على مؤسسة التصنيع العسكري ( الكذبة الكبرى) إلى الإسراف في بناء القصور الرئاسية إلى تهريب الآثار إلى فساد نقاط الكمارك إلى مصادرة البساتين والأراضي والأملاك الأخرى من أصحابها غصبا أو حياءً إلى ابتزاز التجار إلى حد إعدامهم إلى مشاركة الصناعيين في مشاريعهم دون جهد أو مال إلى إسباغ الشرعية على السرقة كما حدث مع الشقيقة الكويت عند احتلالها وأشد ظواهر الفساد إدماءً للقلب كان في المؤسسة التربويـــة، إذ وصلت رواتب الملاكات التدريسية إلى ما يعادل ثلاثة دولارات شهريا مما أدى إلى انهيارها من الأساس، وفي الوقت الذي يقتات العراقي على خبز يتكون من جريد وكرب النخيل والنشارة وفضـــــلات الجرذان وعرانيص الذرة كانت كوبونات النفط تشق طريقها لمختلف الأغراض منها شراء الذمم ومنها لجيوب الطاغية وحاشيته وقد عمد الطاغية إلى سرقة الدولار من السوق لشل الاقتصاد وبالتالي تركيع المواطن العراقي من خلال قرصنة اقتصادية دورية سميت في حينها ( البواري ) اغتصاب النساء وتطليقهن من أزواجهن كما فعل الطاغية عدما تزوج بنت الشابندر بعد تطليقها غصبا من زوجها مدير الخطوط الجوية العراقية .
أما وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب!! فكانت محل تندر العراقيين من الأمي بائع الثلج!! الذي تبوأ منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إلى رئيس العرفاء الكيماوي وزير الدفاع إلى سائق البكر الأمي الصهر الذي أصبح وزيرا للصناعة والتصنيع العسكري ووزيراً للدفاع إلى خريج إعدادية التجارة الشيخلي الذي أصبح وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي إلى المضمد محمد حمزة الزبيدي نائب رئيس الجمهورية، ولماذا نذهب بعيداً؟! فإن رأس الهرم المهيب الركن هو خريج الخامس الإعدادي أما الرفاق فقد اُسندَت إليهم المسؤوليات بغض النظر عن كفاءتهم المهنية .
إلى هنا فالسؤال هل إن إعلامنا حاليا هو إعلام حر مؤمن بالديمقراطية أم إن غالبيته مُسيَّس والبعض منه يقود ثورة مضادة تتوشح بالبرقع الإسلامي امتدت على مدار الكرة الأرضية تستهدف الإسلام والمسلمين قبل أن تستهدف غيره من الرؤى والاتجاهات التي تصنف في خانة الليبرالية والديمقراطية و التنويرية .
سيدي القارئ الفاضل من الطبيعي أن نختلف في آرائنا حول علي بن أبي طالب و أبي بكر وعمر وعثمان وومعاوية؛ لأن ألف وأربعمائة سنة كافية لتشويه الحقائق أما أن نختلف على حقائق لم يمضِ عليها عقد واحد من الزمان، فهذا ما ندعوه بالوعي المزيف بعينه اكره وأحبب من تشاء، ولكن تذكر أنك في الآخرة ستحشر معه. ولا تكن كأصحاب معاوية عندما أبلغهم باستشهاد على بن أبي طالب في محراب مسجد الكوفة وهو راكعا يصلي فردوا على معاوية متعجبين( وهل كان علي بن أبي طالب يصلي !!!؟؟؟ ) .

#شلال_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل