أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شلال الشمري - التنمية الحضرية تحت سنابك العشوائيات















المزيد.....

التنمية الحضرية تحت سنابك العشوائيات


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العَشا ، ( مقصور ) لغة : هو سوء البصر بالليل والنهار ، يكون في الناس والدواب والإبل والطير وقيل هو ذهاب البصر . ومن أمثالهم السائدة : تخبط خبط عشواء . يضرب للسادر الذي يركب رأسه ولا يهتم لعاقبته . كالناقة العشواء فهي تخبط بيدها كل ما مرت به .
والعَشوة والعُشوة والعِشوة : ركوب الأمر على غير بيان .وأوطاني عَشوة عُشوة عِشوة : لبس علي ،والمعنى فيه انه حمله على أن يركب أمرا غير مستبين الرشد فربما كان فيه عطبه .
اصطلاح العشوائيات شاع لتوصيف المتجاوزين على الحق العام والتخطيط العمراني للمدن والضوابط والتعليمات العمرانية متجاوزين على أملاك الدولة .
وبتعريف آخر الإسكان العشوائي هو نمو مجتمعات وإنشاء مباني ومناطق لاتتماشى مع النسيج العمراني للمجتمعات التي تنموا بداخلها أو حولها ومتعارضة مع الاتجاهات الطبيعية للنمو والامتدادات وهي مخالفة للقوانين المنظمة للعمران .
وفي تعريف آخر قريب المضمون تعرف العشوائيات على إنها مناطق أقيمت مساكنها من دون تراخيص في أراض تملكها الدولة أو يملكها آخرون وغالبا ما تقام هذه المساكن خارج نطاق الخدمات الحكومية ولا تتوفر فيها الخدمات والمرافق الحكومية لعدم اعتراف الدولة بها .
والعشوائيات ظاهرة عالمية برز مفهومها خلال الثورة الصناعية التي شهدتها لندن في القرن التاسع عشر ونيويورك في أوائل القرن العشرين .
شهد الوطن العربي هذه الظاهرة وبالذات في مصر لشدة انتشارها هناك أصبح لها مسميات لاتخلو من الطرافة مثل السكن القزمي ،ومدن الصفيح ، والسكن السرطاني ، والمتجاوزين ، والسكن اللاقانوني ، ومدن الأكواخ ، ومدن الكارتون ، وأحياء واضعي اليد ، والسكن المؤقت ، وبيوت المقابر ، ومدن البؤس ، ولدينا في العراق سكان ( الصرايف ) في خمسينات وستينات القرن الماضي الذين يمكن اعتمادهم كمرجعية تاريخية للعشوائيات في البلاد ومثالها في بغداد بمنطقة الشاكرية ( التي تمتد من قصر المؤتمرات حاليا إلى القصر الجمهوري ) ، وصرايف تل محمد ( بغداد الجديدة ـ المحاذية للخط السريع حاليا ) ، وصرايف السدة ـ شطيط ( النهضة حاليا ) . والتي تمت معالجتها على يد الرئيس العراقي الراحل الزعيم عبد الكريم قاسم أما بعد الاحتلال عام 2003 فقد انفلتت العشوائيات من عقالها فاتخذ وافدون منشئات وبنايات الدولة التي تعرضت إلى تدمير جزئي عند السقوط سكنا لهم وأقاموا مجمعات سكنية في أراضي ذات جنس زراعي ومن معسكرات الجيش المنحل سكنا لهم
وتشكلت كانتونات بجوار مكبات النفايات. و معامل الطابوق وشطرت المساكن إلى أكثر من وحدة سكنية مما شكل ضغطا مدمرا للبنية التحتية من طرق وأرصفة وكهرباء وإسالة و زخما تجاوز طاقة المرافق التربوية والصحية والأمنية والتجارية مما انعكس على تدني أدائها.
أسباب تشكل العشوائيات :
ـ بعد أن يئس المواطنون من مبادرة الحكومة في وضع معالجات لتطوير المدن والتنمية الحضرية اخذوا على عاتقهم إيجاد حلول لها ينفذونها بأنفسهم .
ـ شجعت بعض الشخصيات السياسية والأحزاب على إنشاء العشوائيات لشعورها بمعاناة المواطن او لرغبتها باستمالتهم والاستحواذ على أصواتهم الانتخابية أو إسناد أجنداتهم .
ـ انعدام سلطة الدولة وتواطؤ أجهزتها التنفيذية وغياب سلطة القانون .
ـ ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات وضعف الدخل الفردي .
ـ رغبة الأهالي في إسكان أبنائهم وأقاربهم إلى جوارهم .
ـ اتساع حركة الهجرة من الريف إلى المدينة والرغبة في التحرر من التقاليد العشائرية التي تسود القرى والأرياف والهرب من قبضة رقابة المجتمعات الصغيرة والبحث عن فرص عمل.
ـ ضعف الخدمات في المحافظات .
ـ بسبب التهجير والفرز الطائفي الذي حصل بعد الاحتلال .
ـ زيادة معدلات النمو السكاني .
إلى هنا ينحصر مضمون مفهوم العشوائيات وأسبابها في إطار السكن .
أما من الناحية الموضوعية فان البلد يغط و يغطس حتى الأذقان بالعشوائية في كل معانيها ابتداء بأحزابنا وكتلنا السياسية واختيار نوابنا وقرارات سياسيينا وتصرفاتنا الشخصية على مستوى الأفراد وفدرالياتنا وأسواقنا ومستشارينا ومقاولينا وبيئتنا ومحللينا السياسيين وخططنا السياسية وسياستنا وتجارتنا الخارجيتين وموانئنا البحرية حتى الدستور تنحى جانبا خلف عشوائيات التوافق والمشاركة الوطنية والقانون توارى خلف العرف العشائري العشوائي الذي ينفث فتاواه الباطلة بعد أن يفترش الشوارع والأرصفة على موائد السحت الحرام .
نتاجنا الفني وقع أسيرا لأكشاك التسجيلات التي ظاهرها يصدح بالأدعية والمحاضرات الدينية وباطنها يغص بالأفلام الإباحية فيما القنوات الخليجية تستعرض الأجساد والمؤخرات كنموذج للفن العراقي.
أما الشارع فحدث ولا حرج فاستيراد السيارات منفلت المعايير والصبات الكونكريتية تضطرك إلى سلوك طرق أشبه بالمتاهة ورجال المرور بين كماشة الاستهداف ومواكب المسئولين وحر الصيف وبرد الشتاء ومراهقة السائقين الأحداث .
أصبح لبغداد النصيب الأوفر من العشوائيات بل أنها الكتلة العشوائية الأكبر في العالم فبعد الاحتلال تسلقت البيوتات والعوائل المرموقة والأحزاب إلى الحكومات المحلية واستحوذت على المناصب والوظائف والمقاولات وأصبح لجميع أفراد عوائل المتنفذين وظائف دون الأخذ بالاعتبار شروط المؤهل العلمي بل تعدى ذلك إلى حيازة الفرد الواحد منهم لعدة رواتب فاضطر المهمشون ممن ليس لهم حظوة أو جاه أو قابلية على مزاحمة شيوخ الديمقراطية وسياسييها وبطانتهم للزحف إلى بغداد ليرفدوا عشوائياتها و أصبح البعض منها يستهين بقيم المجتمع الذي دفع بهم إلى خرائب الطين والصفيح و يكونوا مرتعا للجريمة و البغاء والإتاوة العشائرية والإدمان والبطالة وانتشار عمالة الأطفال والمافيا التي تدعي العمل باسم الأحزاب متربصين لأي جهد من الدولة أو المحافظة أو أمانة بغداد يحاول انتشال العاصمة إلى مستوى محسوس من التحضر والتحرر من فوضى العشوائيات التي تمشط العاصمة على مدار الساعة تحت صفة العتاكة والدوارة والطوافة والنباشة واللقاطة والمتسولين الذين أصبح لهم شبكات تتحاصص الأسواق والتقاطعات ومكبات النفايات ومدافن الطمر الصحي كما تتحاصص الكتل مناصب الدولة وهؤلاء كالقنبلة الموقوتة بانتظار الفراغ الأمني لكي يعيثوا في الأرض فسادا حيث أصبحت ثقافة التجاوز شاملة تامة في كل محلات بغداد فامتدت العشوائيات للأحياء النظامية و تساوت فيها الأحياء الراقية مع الشعبية وشبكة الكهرباء والإسالة والأرصفة و الساحات التي كانت وسط الأزقة كمتنفس للأطفال وواجهات المحال التجارية التي غزت الأرصفة و ( بسطيات ) الباعة التي أغلقت الأزقة والشوارع خير شاهد على ذلك وبات لبعض المسئولين عشوائيات خاصة بهم من خلال غلق الأزقة التي يسكنوها لإغراض أمنية وبعض المتنفذين في المناطق ممن لهم سلطة عمدوا إلى الاستحواذ على بعض الشوارع والأرصفة وغلقها من اجل استثمارها كموقف للسيارات يعود ريعها عليهم والبعض من العشوائيين جعل من الرصيف المقابل لداره مجمع للسكراب على مختلف أنواعه كالحديد والخشب والسيارات القديمة والأثاث المستهلك حيث لاتتجرا بلديات المناطق من رفع تجاوزاتهم وقد أصبحت قصور ومزارع واقطاعات رموز العهد البائد عشوائيات خاصة بالمسئولين الجدد خصوصا تلك التي تقع على ضفاف دجلة وهي بالأساس تعتبر من محرمات أكتاف الأنهر والتي تعتبر ملكا عاما للمواطنين . ويبدوا إن السادة المسؤلين أصبحت العشوائيات لازمة في تلافيف أدمغتهم إذ اقترح البعض منهم إن تشيد وحدات سكنية واطئة الكلفة للعشوائيين تحيط بمجمع بسمايا السكني ( الذي لازالت ملفاته تدور في حلقة مفرغة ) لكي يتم خراب هذا المنجز الحضري أولا بأول من خلال الضغط على خدماته وتحويله إلى خراب عشوائي.
اغرب العشوائيات وأكثرها مثارا للسخرية هي عشوائيات الكتل السياسية إذ تجدها تضم بين دفتيها المعمم والليبرالي والعلماني والشيوعي والديمقراطي والقومي والعشائري والمستقل والطائفي والإرهابي والبعثي وسماسرة معارض السيارات ودلالي العقارات ونواب مدفوعين الثمن ممن صودرت أصواتهم داخل البرلمان .والأغرب منها فدراليات عشوائية منها ماهي قيد الإنشاء والأخرى أمر واقع ترتبط بإسرائيل وأمريكا ودول إقليمية بوشائج أقوى من التي تربطها ببلدها الأم ( العراق ) الذي أصبح لايربطهم به إلا حصتهم المالية من موازنته بداية كل عام فيما عوائلهم تقيم خارج حدوده.
على الرغم من قناعتنا التامة بان المعالجات يتم وضع العراقيل أمامها لكي لاتحسب النجاحات لصالح الحكومة إلا إننا نحاول أن نذكر بعضا منها للتذكرة :
ـ نزع ملكيات المباني القديمة في وسط العاصمة لتطوير تلك المناطق وإعادة اعمارها لتتحول إلى مراكز سكنية حيوية وهي مناطق خربة بدءا من شارع الكفاح والشيخ عمر وباب الشيخ والبتاويين وشارع الجمهورية وشارع الرشيد وبعض مناطق الكرادة والصالحية وعلاوي الحلة وباب المعظم والميدان و الكرخ.
ـ فرض ضريبة مضاعفة على العمارات الخالية في بغداد وهي بالعشرات يمكن أن تكون حلا ولو جزئيا لمشكلة السكن .
ـ رفع الفلل و القصور المتجاوزة على المال العام من قبل المتنفذين في النظام السابق والتي وضع اليد عليها من قبل متنفذي النظام الحالي وبالذات التي اسحوذت على شواطئ نهر دجلة لغرض استثمارها سكنيا.
ـ اخراج المناطق الصناعية والمخازن التجارية من وسط بغداد واستغلال مساحاتها لأغراض السكن .




#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة كردستان / إقليم العراق
- مؤتمر وطني أم مجلس عشائري ؟
- إشكالية الكرد في قضية الهاشمي
- الفيدرالية حلا عالميا .....!؟
- ديالكتيك الايديولوجيا في المشهد السياسي العراقي
- الشرق الأوسط (الجديد) من النظرية إلى التطبيق
- مقاربات بين زنكة المالكي وزنكة القذافي
- سيف الوقت يقطع اوصال المالكي !!؟
- تونس الخضراء تورق الغصن العربي
- استضافة ادت الى تكريم غير مقصود ؟
- الميزانية التشغيلية لنظامنا الديمقراطي !!
- من يعيد الثقة والايمان بالعملية الديمقراطية
- الف باء الديمقراطية العراقية
- حكومة الوحدة الوطنية
- حقوق المرأة مقياس لحقيقة الديمقراطيه
- الديمقراطية بين حقول الألغام وتعاويذ السحرة
- اجتثاث البعث مقابل اجتثاث الإسلام السياسي
- تعطيل السنة
- النخب السياسية ومأزق حلب الثور الأمريكي
- انتخابات الشرق الأوسط في العراق


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شلال الشمري - التنمية الحضرية تحت سنابك العشوائيات