أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - لماذا نؤمن بالله/الآلهة [4]














المزيد.....

لماذا نؤمن بالله/الآلهة [4]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 20:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


4) كل ما هو ظاهر وخفي: {تصوّر الأرواح}
----------------------
((إنّ أعلى مستوى ممكن في أي ثقافة أخلاقية يكون عندما ندرك أنّ علينا السيطرة على أفكارنا)) [تشارلز داروين]

ثنائية "روح/جسد"
~~~~~~~~~~~~
لأننا نحتاج لأن نعمل ونتعاون مع الآخرين لكي نحيا ونحافظ على بقائنا، فقد طوّرت عقولنا القدرة على إصدار افتراضات بشأن الآخرين، لخلق حدس أو تخمين يساعدنا على البقاء والتعايش المشترك في الأوضاع الاجتماعية. لقد وُلِدنا وَوُلِدَ معنا قبولنا لواقع أنّ الآخرون مثلنا تماماً، عملاء قصديون لديهم نوايا ومقاصد وعقول مثلنا تماماً، مع أننا لسنا قادرين على رؤية ما يدور بداخل عقولهم.
أحد جوانب هذه العملية يسمى "فاصل الروح والجسد"، أو "ثنائية روح/جسد"، وهو الرأي القائل بأنّ العقل والجسد كلٌ منهما يعمل بطريقة مختلفة ومستقلة، ومن دون أي تداخل بين الجانبين. نحن لا نستطيع تصوّر الأرواح ما لم نعتبر العقل كيان مستقل عن الجسد. ونحن نقوم بذلك، لأنّ عقولنا مكوّنة بهذه الطريقة ولهذا الغرض بالضبط.
المنطقة الجبهِية الوسطى في أدمغتنا، الواقعة ضمن التجويف بين العينين، تحتوي على الدارات والأدوات التي تساعدنا على الاستبطان وسبر أغوار الآخرين، وعلى إدراك وجودنا غير المادي، حالاتنا الشعورية والعاطفية، ورغباتها وأمانينا. هذه المنطقة أيضاً هي ذلك الجزء من دماغنا الذي يساعدنا على تأمّل "الأمور المجرّدة": عقول الآخرين، نواياهم ومقاصدهم، معتقداتهم، رغباتهم، مشاعرهم _أي كافة جوانبهم غير المادية.

هذه المقدرة غير مكتسبة، لا نتعلّمها، بل متجذّرة بأدم غانا فطرياً. الدماغ يمثّل العقل والجسد في دارات عصبية منفصلة ومستقلة عن بعضها البعض. وهذا ما يسمح لنا بالفصل بين العقول والأجساد، لكي نشعر ونؤمن بأنهما كيانين منفصلين ومختلفين تماماً.
الجزء الجانبي من الدماغ هو الجزء الذي ندرك من خلاله الأشياء المادية، الصلبة، والمرئية، كوجوهنا وأجسامنا وحركات الآخرين من حولنا. كما أنه الجزء الذي ندرك من خلاله العمليات غير الطبيعية أو العادية التي تحدث من حولنا، كإدراك شيء ما يتحرك في حين أنه ليس من المفروض أن يتحرك. الأفكار الدينية فعّالة ومؤثرة وراسخة لأنها تتناسب بشكلٍ تامٍ مع هذه البنية، هذه الثنائية، هذا الانفصال والانقسام بين الروح والجسد.

وعلى غرار العديد من المفاهيم المهمّة للدين، فإنّ الانفصال بين المتحرّك والثابت يمكن ملاحظته عند الإطفال والأولاد الصغار. الطفل ذو الخمسة أشهر الذي يرى صندوقاً يتحرك من تلقاء نفسه سيخاف ويجفل. بينما الشخص المتحرك هو جزء طبيعي من حياتنا اليومية ولا يسبب أي اضطراب أو خوف لنفس ذلك الطفل. م الطبيعي جداً في عقل ذلك الطفل أن يفكّر في العملاء القصديون المتحركون، لكنّ شيء ما مادي وساكن _الصندوق_ من المفروض أنه لا ينبغي أن يتحرك مثل العملاء القصديين _الإنسان في هذه الحالة.
في تجربة رائدة أجريت على الأولاد، قامت عالمة النفس من جامعة كوينز بإيرلندا، جيسي بيرينغ، بإقامة عرض للدمى. ضمن هذا العرض، يقوم التمساح-الدمية بابتلاع فأر-دمية. عندها سألت بيرينغ الأطفال عدّة أسئلة حول الفأر. هل مازال الفأر يأكل؟ كان الأطفال يعرفون أنّ الفأر لم يعد بمقدوره الأكل، لكنهم كانوا يعتقدون أنه اشتاق لأمه. هؤلاء الأطفال الصغار نسبوا إلى الفأر الميت حالة عقلية، أي أنهم لم يكونوا قادرين على استيعاب فكرة أنّ الفأر لم يَعُدْ موجوداً.

هذا المفهوم يظهر غالباً خلال النقاشات حول الحق بالإجهاض، ويبدو بصيغة مختلفة بعض الشيء: ((كيف سيكون شعورك لو أنهم أجهضوك وأنت في رحم أمك؟))
تظهر تجربة بيرينغ البسيطة والرائدة أنه حتى الأطفال يظهرون نمطاً من الفصل بين العقل والجسد، وهذا يعني أنّ الإيمان بالغيبي والماورائي هو شيء لا نكتسبه أو نتعلّمه من ثقافتنا خلال نموّنا وانتقالنا من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة والرشد. الإيمان بالماورائي هو أداة أصلية، ولا تحتاج لأي تلقين أو تعليم اجتماعي.
الأطفال يظهرون أيضاً جانباً آخر من جوانب أساس الاعتقاد الديني. أكثر من حوالي نصف الأطفال الذين بلغوا عامهم الرابع لديهم أصدقاء خياليون. ويتبيّن أنّ هؤلاء الذين يملكون أصدقاء خياليين ينتجون ليصبحوا أفراداً أكفّاء أكثر اجتماعيا. بشكلٍ أو بآخر، الله هو صديقنا الخيالي.
هما كان نوع الماورائي الذي تفرضه علينا ثقافتنا، فإنه يسقط على عقول مبرمجة مسبقاً وجاهزة لقبول تلك الحياة العقلية البشرية والمقدرات التي تنفلت من الجسد الحي أو الميت. المعتقدات الماورائية للدين بالكاد تستغلّ الطريقة التي تفكّر فيها عقولنا فيما يتعلّق بالآخرين، عقولهم، ورغباتهم. لذا يبقى العقل وكل ما يدور في فلكه منفصل عن الجسد.
إنّ الفهم الأوسع لنظام الارتباط وثنائية الروح/الجسد هو مجرّد نقطة البداية لفهم الطرق التي يمكن من خلالها خداع العقل والتلاعب فيه لكن يؤمن ويصدّق.

العقل وليّ التوفيق



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نؤمن بالله/الآلهة [3]
- لماذا نؤمن بالله/الآلهة [2]
- لماذا نؤمن بالله/الآلهة [1]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [7]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [6]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [5]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [4]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [3]
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [2]
- حوار قصيرة
- مسائل حول الدين والإله في ضوء العلم والمنطق والعقل [1]
- الإلحاد والبروباغندا
- لماذا يرى الناس آلهة، أشباح، شياطين وملائكة
- كل شيء عن الإلحاد [1]
- الأخلاق والقيم الأخلاقية
- العلم والإيمان
- منبع الأخلاق: هل نستمدّ أخلاقنا من عند الله؟
- هل عثر العلم على الله؟
- رد على ردود مقال ((قضية علمية ضدّ الله))
- قضية ضدّ وجود الله


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - لماذا نؤمن بالله/الآلهة [4]